قمة العار في قطر… بين تنديد الحكام وصمود اليمن

الكاتب : أبو إسحاق الشاوش
—————————————
قمة العار في قطر… بين تنديد الحكام وصمود اليمن

أبو إسحاق الشاوش

القمة العربية والإسلامية التي عُقدت في قطر لم تكن سوى محطة جديدة من محطات الخزي والعار، حيث اجتمع فيها زعماء العرب والمسلمين دون أن يقدّموا ما يرقى إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني ومعاناته المستمرة. لم تحمل القمة سوى لغة التنديد والشجب المعتادة، وهي العبارات التي اعتادت عليها شعوبنا حتى فقدت معناها، فلا هي أوقفت عدوانًا، ولا هي غيّرت واقعًا، ولا هي أرهبت عدوًا.

لقد أثبتت هذه القمة – كما أثبتت سابقاتها – أن الأنظمة الرسمية تفتقر إلى الإرادة الصادقة في مواجهة الكيان الصهيوني، وأنها لا تزال تراهن على السراب وتغض الطرف عن الجرائم اليومية التي تُرتكب بحق الأرض والإنسان والمقدسات. غابت القرارات العملية، وغابت المواقف الجريئة، وغاب الحد الأدنى من المسؤولية التاريخية والدينية، فخرجت القمة كمن سبقها ببيانات جوفاء لا تتجاوز جدران الفنادق وقاعات المؤتمرات.

إن ما جرى في قطر ليس قمة عز ولا كرامة، بل قمة عار وخذلان، تُضاف إلى سجل طويل من المواقف المخزية التي سيسجلها التاريخ. فالقضية الفلسطينية لا تُحرر بالبيانات ولا تُصان بالتصريحات، وإنما بالصدق في الموقف، والجدية في الفعل، والتلاحم مع إرادة الشعوب الحية التي ما زالت تثبت يومًا بعد يوم أنها أوفى لفلسطين من حكامها.

وفي المقابل، يسطع الموقف اليمني كالشمس في وضح النهار؛ قيادةً حكيمةً شجاعةً، وقواتٍ مسلحةً باسلة، ومجاهدين أوفياء يثبتون للعالم أن الكرامة لا تُصان بالتصريحات وإنما بالفعل، وأن نصرة فلسطين واجبٌ لا مساومة فيه. لقد جسّد اليمن عمليًا ما تعجز عنه قمم الخزي: مواقف صلبة، وقرارات شجاعة، وعمليات نوعية أربكت العدو وغيّرت المعادلات.

وعليه، فإن الرسالة الواضحة اليوم لكل شعوب الأمة أن تقتدي بهذا النهج الصادق، وأن تدرك أن قوة الميدان والتمسك بالحق هي وحدها التي تصنع التاريخ وتفرض الاحترام، لا بيانات التنديد ولا مؤتمرات العار.