فاضل حسن شريف
قال الله تعالى “عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (يس 4) عن الدكتور مسعود ناجي ادريس في الصفحة الاسلامية لوكالة انباء براثا عن مقالته في رحاب القرآن في شهر رمضان: من الضروري أن نسأل الله الصراط المستقيم في جميع الأوقات. المسار المستقيم له مستويات ومراحل. حتى أولئك الذين يسيرون على الطريق الصحيح، مثل أولياء الله، يحتاجون للدعاء للبقاء على الطريق وزيادة الهداية. “وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ” (محمد 17) (ومن يقول الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم قد مر بمراحل الهدى، لذا وصل إلى الهداية في مستوياتها العالية). الصراط المستقيم، هو الطريق الأوسط، يقول الإمام علي عليه السلام: (اليمين والشمال مضلة والطريق الوسطى هي الجادة). (بحار الأنوار ج87، ص3). يعني الصراط المستقيم الاعتدال وتجنب أي نوع من التطرف، سواء في العقيدة أو في الممارسة. يضل أحد الأشخاص في المعتقدات والآخر في الممارسة والأخلاق، ينسب المرء كل شيء إلى الله، كما لو أن الأنسان ليس له دور في مصيره. والآخر يعتبر نفسه فعال لما يشاء ويعتبر يد الله مغلقة. أحدهم يقدم القادة السماويين كأناس عاديين وأحيانًا سحرة، والآخر يعتبرهم إلهًا. أحدهم يعتبر زيارة الأئمة والشهداء المعصومين بدعة والآخر يلجأ إلى الأشجار والجدران لحل مشكلته. يتجاهل أحدهم الاقتصاد ويتجاهل الآخر العالم وشؤونه. في الممارسة العملية، لدى بعض الأشخاص معتقدات غير مبررة وتطرف في الدين والآخر يرسل زوجته إلى الشوارع والأسواق دون حجاب. واحد بخيل والآخر كريم. أحدهم ينفصل عن الناس والآخر يضحي بالحق من أجل الآخرين. مثل هذه السلوكيات هي انحرافات عن مسار التوجيه المباشر. لا توجد هزيمة أو خسارة في اتباع هذا الطريق. الطريق المستقيم طريق الله “إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (هود 56). طريق المستقيم هو طريق الأنبياء “إِنَّك لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ” (يس، 3-4) * طريق المستقيم هو طريق عبادة الله “وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ” (يس 61). الطريق المستقيم هو طريق التوكل والاتكاء على الله “وَمَن يَعْتَصِم بِاَللَّهِ فَقَدْ هَدْي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيم” (آل عمران 101). الطريق المستقيم هو طريق التوحيد وطلب المساعدة منه (الألف واللام في الصراط في الآية السابقة دالين على التوحيد). الطريق المستقيم هو كتاب الله (مبني على رواية في كتاب مجمع البيان، ج1، ص 58).
جاء في كتاب رسالة في فن التجويد للشيخ هادي كاشف الغطاء: “صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” من قوله تعالى: “يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (البقرة 142) (البقرة 213). وقوله: “فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ” (آل عمران 51). وقوله: “هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (آل عمران 101). وقوله: “يَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (المائدة 16). وقوله: “يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (الأنعام 39). وقوله: “هَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (الأنعام 87). ولزيادة الاطلاع ينظر: (يونس 25)، (هود 56)، (النحل 76)، (النحل 121)، (مريم 36)، (الحج 54)، (النور 46)، (يس 4)، (يس 61)، (الشورى 52)، (الزخرف 43)، (الزخرف61)، (الزخرف 64)، (الملك 22).
قال الله سبحانه “اهدنا الصراط المستقيم” (الفاتحة 6) روى الثعلبي في تفسير كشف البيان ان الصراط المستقيم هو صراط محمد واله. وقوله عز وجل “صراط الذين انعمت عليهم” (الفاتحة 7) أخرج الحافظ الحنفي في شواهد التنزيل هم النبي ومن معه وعلي بن أبي طالب وشيعته.