نوفمبر 21, 2024
637594520899100137

اسم الكاتب : هادي حسن عليوي

ـ مجزرة لا تقرها كل القوانين السماوية والوضعية.. ارتكب مثيلاتها ستالين.. وهتلر.. وموسوليني.. وصدام حسين.. والكثير من الحكام والجنرالات ارتكب مثلها.

ـ مجزرة سبايكر.. حاول المسؤولون العراقيون الكبار من مدنيين وعسكريين إخفاءها بإصرار.. لكن الوقائع فضحتهم.

ـ إلا إن المرتكبين الحقيقيين.. ما زالوا طلقاء يعيشون بيننا.. بعضهم مسؤول.. فهل يبقى الحال على ما هو عليه ؟؟؟.

ـ جرت هذه المجزرة بعد أسر طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية من العراقيين في يوم 12 حزيران / يونيو / العام 2014.. بعد سيطرة داعش على مدينة تكريت.. وبعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل حيث أسروا بين 2000-2200 طالب في القوة الجوية العراقية.

ـ قادهم المسلحون.. إلى القصور الرئاسية في تكريت.. وقاموا بقتلهم هناك.. وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص.. ودفنوا بعض منهم وهم أحياء.

ـ صورت داعش مجريات هذه المجزرة.. وقد أشترك في هذه الجريمة بعض من أفراد العشائر “المنتمين إلى حزب البعث.. وتنظيم داعش” في محافظة صلاح الدين.

أبناء الجبور.. موقف مشرف:

ـ نجح بعض الطلاب العراقيين في الهروب من المجزرة إلى ناحية العلم.. التي كانت صامدة آنذاك.. ولم تكن قد سقطت بيد داعش حتى تاريخ 24 حزيران2014.

ـ حيث استقبلتهم ابناء عشيرة الجبور في هذه الناحية.. التي يفصلها نهر دجلة عن تكريت.. وأمنت لهم عجلات ومستمسكات للهرب من سيطرات التنظيم الداعشي.

ـ كما هربً بعضهم بطرق أخرى.. وقد روى بعض الطلاب الناجين مجريات المجزرة.. حيث تم حسب أقولهم وشهاداتهم تسليم الطلاب من قاعدة سبايكر بسبب خداع بعض القادة العسكريين للطلاب وإيهامهم بأن الوضع آمن.

ـ أثرت هذه المجزرة بشكل فادح في نفوس عوائل ضحايا قاعدة سبايكر.. حيث خرجوا بمظاهرات لمحاكمة القادة الذين سلموا ضحايا سبايكر لتنظيم داعش.

ـ وفي إحدى المظاهرات تمكنوا من دخول مجلس النواب في المنطقة الخضراء.. وطالبوا رئاسة وأعضاء مجلس النواب.. بمحاسبة القادة الذين سلموا سبايكر لداعش.. بعدها حدثت الكثير من المظاهرات من قبل أهالي الضحايا.. أدت بعضها إلى إغلاق جسر الجمهورية في بغداد بضع مرات احتجاجاً على تأخر الحكومة في بيان مصير أولادهم أو اتخاذ إجراءات سريعة.

رواية أحد الناجين:

ـ جندي كان ضمن جنود قاعدة سبايكر.. نجا من الموت ثلاث مرات.. قائلاً: أنه كان في مركز تدريب ذي قار.. ولقد تطوع على تشكيل قيادة فرقة الاستطلاع الجديدة.. مع ثلاثة آلاف جندي آخرين من جميع المحافظات.. وبقوا فيها نحو شهر.. وفي السابع من حزيران التحقوا الى ذي قار.

ـ في اليوم التالي تم تحريك الوحدة بجميع جنودها الى قيادة الاستطلاع ضمن قاطع عمليات صلاح الدين.. وفي حدود الساعة العاشرة من ليلة الحادي عشر من حزيران.. تحركت وحدته المؤلفة من ثلاثة آلاف جندي الى قاعدة سبايكر.. بأمر من قائدها.. من دون أن يعلموا أن محافظات الموصل وصلاح الدين والمناطق المحيطة بهما قد أصبحت تحت سلطة داعش.. لعدم وجود أجهزة راديو وتلفاز أو هواتف.. وأضاف الجندي أن آمر الوحدة العقيد الركن……… لم يجهزهم بأيّ قطعة سلاح.

ـ حين دخلوا بالسيارات والملابس العسكرية وطمأنهم بعدم قدرة أحد من الوصول إلى القاعدة المحصنة.. وأنهم مجازون لمدة خمسة عشر يوماً.. ويجب أن يلتحقوا بعدها الى مقرهم السابق القريب من جبال حمرين.. لكن عليهم النزول بملابس مدنية.. وترك هوياتهم.. فركبوا سيارات.. كان سائقوها قد اتفقوا مع عناصر داعش على تسليمهم إليهم.. فسلموهم إلى عناصر داعش.. الذين عصبوا أعينهم وأركبوهم وأنزلوهم في أحد القصور الرئاسية.. وأدخلوهم في غرفة كانت ضيقة لكثرة الأسرة.

ـ بعد نحو ساعة أزاحوا العصابات من وجوههم.. وأخذوا يحققوا معهم.. فقتلوا الذين كانوا شيعه.. وابقوا نحو 150 أسيراً فقادوهم المسلحون أمام المحكمة الشرعية يترأسها قاضٍ شرعي ومدّعي ومحام يقف خلفهم سياف.. فسألوا عن عشيرته ومذهبه و…و في خامس الأيام جاءهم أحد المسلحين مستبشراً بعفو أبو بكر البغدادي زعيم داعش.. عن الأسرى السنّة فأركبوهم وأنزلوهم وسط المدينة.

من خلال بعض الناجين وشهود العيان اكتشفت الجريمة.. لكن مازال قادة الجريمة طلقاء.. وتشير الاصابع الى بعض المسؤولين في الحكم!!

أعداد الضحايا حسب المحافظة:

ـ بلغ عدد ضحايا مجزرة قاعدة سبايكر حسب وزارة الصحة العراقية حوالي1907.. وتحتل محافظة ذي قار وبابل المركز الأول.

1ـ محافظة ذي قار 383

2ـ محافظة بابل 382

3 محافظة بغداد 292

4 محافظة الديوانية 252

5 محافظة كربلاء 132

6 محافظة ديالى 119

7 محافظة النجف 99

8 محافظة المثنى 86

9 محافظة واسط 80

10 محافظة صلاح الدين 26

11 محافظة كركوك 17

12 محافظة ميسان 16

13 محافظة البصرة 10

14 محافظة اربيل 7

15 محافظة الأنبار 2

اعتقال وإعدام بعض مرتكبي مجزرة سبايكر:

ـ ذكر بيان للهيئة وفقا لوكالة أنباء الإعلام العراقي أن: “الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة).. قامت مؤخراً بتدقيق أسماء 57 مجرماً ممن ثبت تورطهم في ارتكاب مجزرة قاعدة سبايكر بحق الطلاب الذين التحقوا في صفوف الجيش العراقي.. وأكدت الهيئة في بيانها أنه: “تبين بالدليل القاطع أن هؤلاء المجرمين جميعاً من أعضاء حزب البعث”.. على الرغم من أن الصور أظهرت أن كل رجل مسلح كان من أعضاء تنظيم داعش.. التي تذكر المصادر الأمنية أن سبب إعدام هؤلاء الضحايا يعود الى خلفيات طائفية.

ـ ثم القيً على بعض القتلة المشاركين في الجريمة من الهاربين في أوقات مختلفة خلال السنوات المنصرمة.. وقدموا للمحاكم نال بعضهم قصاصه العدل.

ـ أعلن مسؤول عراقي خلال مؤتمر صحافي أنه تم اعتقال عدد من عناصر تنظيم داعش المتهمين بارتكاب مجزرة سبايكر في شمال العراق.. فقال محافظ صلاح الدين أن (قوة أمنية من الجيش والشرطة تمكنت.. بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة من إلقاء القبض على عدد من عناصر داعش نقلوا إلى مركز أمني للتحقيق معهم.. ومعرفة الجهات التي كانت معهم لحظة تنفيذ قتل الطلاب).. لكن لم يكشف عن توقيت اعتقال تلك العناصر.. ودعا العشائر التي ينتمي إليها المجرمون أن يسلموا المرتكبين.

ـ كما جرى اعتقال افراد اخرين في اوقات مختلفة من ناصر داعش من مرتكبي جريمة سبايكر.. وما زال اخرون لم يلقى القبض عليهم.. وجرى التحقيقي معهم وحكم العديد منهم بالإعدام.

ـ من جانب آخر كشف مدير الإعلام الحربي في العراق كاظم ألركابي أن المعتقلين اعترفوا بأنهم تلقوا أوامرهم من امرأة بتنفيذ عمليات الإعدام الجماعي لضحايا سبايكر.. تلقب (الست) يقال أنها (رغد صدام حسين).

ـ صباح يوم الأحد 21 آب العام 2016 تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا لستة وثلاثين شخصاً من مرتكبي مجزرة سبايكر داخل سجن الناصرية بحضور وزير العدل حيدر ألزاملي.. ومحافظ ذي قار يحيى الناصري.

ـ ثم القي القبض على عدد قليل من المجرمين الهاربين.. وتم محاكمتهم وإعدامهم.. وما زال الكثير من مرتكبي هذه الجريمة طلقاء هاربون.. وجرت عمليات تنفيذ أخرى.

الى: رئيس الوزراء: مصطفى الكاظمي:

ـ أن العدالة لم تأخذ دورها.. متى تطبق العدالة بحق الكبار والقادة الذين سلموا تكريت والمدن العراقية الأخرى للدواعش ؟.. سؤال كل أسر ضحايا داعش.. سؤال كل العراقيين ؟؟؟؟؟؟

هل تبقى جريمة سبايكر معلقة.. والى متى ؟ هل دماء العراقيين رخيصة لدى حكومات العراق منذ ارتكاب الجريمة حتى اليوم .. والى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *