رقية حسين إسماعيل الدرب| كاتبة يمنية
أعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن تفكيك شبكة تجسس واسعة، قالت إنها تتبع “غرفة عمليات مشتركة” بين CIA والموساد والاستخبارات السعودية داخل الأراضي اليمنية.
هذه الخطوة لا تُعد مجرد “ضربة أمنية” وإنما تحمل أبعاداً استراتيجية، سياسية، نفسية، وعقدية .
– وفق البيان الرسمي، كانت الخلية تعمل على “رصد المنشآت الحيوية، مواقع التصنيع العسكري، والمنازل القيادية” في اليمن.
– اليمن، بحسب تحليل المحللين، تشير إلى أنها “قاعدة خلفية لأجهزة في المنطقة” أو “نقطة ارتكاز تجسس إقليمية”.
– من هذا المنظور، فإن تفكيك الشبكة يأتي كتحذير: ـ ليس فقط لمنطقة اليمن أو الأطراف، بل لمن يسعى لاستهداف اليمن عبر الاستخبارات والتجنيد .
– اعترافات عناصر الشبكة كشفت عن استخدام غطاء “منظمات تنموية/إنسانية” لجذب العناصر المحلية، ثم تدريجهم لاستخباراتية.
– بل وإمدادهم بـوسائل تجسس حديثة، وتدريب في استخدام الاتصالات الآمنة.
– هذا النموذج يكشف أن التجسس ليس مجرد اختراق تقني، لكن عملية ثقافية وتنظيمية
استقطاب عبر الجوار الاجتماعي، ثم تحويله إلى شبكة تجسسية.
– الإعلان الحكومي عن التفكيك يحمل رسالة مزدوجة:
– تعليم الخصم بأن الداخلية تراقب، وتحفيز الداخل على «اليقظة والتعاون».
– أيضاً، لا يقتصر التأثير على أفراد الشبكة بل يطال «الوعي الشعبي»
دعوة المواطنين للمساندة.
– في واقع التجسس، غالبًا ما تكون «أذرع» مشبوهة داخل المجتمع المحلي؛ وهذا ما يجعله تحذيراً للمواطن وردًّا للقوى.
– على الصعيد الأمني: إصابة «شبكة التجسس» تُعطل جزءاً من الآلة الاستخباراتية التي تستهدف اليمن.
–
– على الصعيد السياسي تُعزز موقف اليمن داخليًا وإقليميًا تجاه خصومه.
– على الصعيد النفسي والاجتماعي: تعزيز الثقة بأن “أمن الوطن في يد شعبه” وليس فقط الأجهزة، إذ سلّط البيان الضوء على دور المواطنين.
– ومع ذلك، تبقى التساؤلات من سيحل مكان هذه الشبكات؟ هل ستتغيّر التكتيكات؟ التجسس عادة ليس ضربة واحدة بل عملية مستمرة.
– إنّ التجنيد المحلي عبر الأبواب المدنية (جمعيات، مؤسسات تنمية، مشاريع) أسلوب فعال، ويجب أن يرافقه وعي مجتمعي أكبر
– مفهوم الأمن الحديث لا يقتصر على الأسلحة فقط، بل على السيطرة المعرفية والمعلوماتية.
– اليمن اليوم ليس طرفًا سلبيًا فقط، بل أصبح يمتلك «قدرة كشف» تُرسل رسالة لمن يحاول خرق حمايته.
– وفي النهاية، التجسس ليس فقط جمع معلومات، بل أيضاً *زراعة شكوك، شقّ صفوف، وضعف الداخل*—وهذا ما يجعل الردّ عليه ليس فقط عسكرياً، بل معرفياً وتربوياً.
تفكيك هذه الخلية ليس نهاية لعبة، وإنما بداية فصل جديد في الحرب المعرفية والاستخباراتية.
اليمن، كما يبدو من هذه الخطوة، أراد أن يُرسل للآخرين أنه ليس مجرد ملعب للاستهداف، بل دولة *واعية، متحرّكة، ومستعدة*.
والرسالة هنا واضحة: من أراد المضي في خياله «خلية تجسس خانقة» فلينظر جيدًا إلى ذلك المستقبل الذي يُقال فيه: القرآن الكريم “ولو شقّّوا به ثغوراً” — فالأرض ليست خالية من اليقظة.
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة.