جمال الناصري
!
قصة اعدام الشاب (محمد رضا) !!
في احدى روايات الأديب العالمي ( ماركيز) رواية بعنوان ( وقائع موت معلن ) استمد احداثها من مقتل شاب في احدى القرى، بعد ربطه على شجرة، نالت القصة تعاطفا كاسحا من قبل الجمهور لانظير له، لأن الضحية لايزال شابا وقد قتل ظلما !!
نعود الى قصتنا وهي محور الحدث، الشاب محمد رضا سنه لم يتجاوز العقد الثاني بعد، وفي عام 1979م بعد وقوع احداث مناهضة للنظام ، فوجئنا في قاعة المحكمة بحضور شاب ليس من اهل الناحية ولا علاقة له بالقضية بتاتا سوى انه يدرس في المعهد الزراعي في مدينة الشطرة ، علما انه من سكنة مدينة الحرية ببغداد !!
حكمت المحكمة برئاسة مسلم الجبوري عليه بالأعدام مع ثلاثة اخرين ، وهم الشيخ محمد علي الجابري والحاج سهران سلمان والأستاذ علي كاطع !!
وهؤلاء الثلاثة من سكنة الناحية ..
وقد قطع رأس الشاب الهاديء الوسيم بعد اقل من شهر واحد، ولم تسلم جثته الى اهله ، ولم يعرفوا بخبر اعتقاله من الشطرة..
بعد مدة جاء والده يسأل عنه في المعهد، ولم يلق جوابا رسميا شافيا سوى الاخبار الواردة من الذين اعتقلوا خلال تلك الفترة .
في برنامج يذاع من الأذاعة العربية في طهران، ورد خبر يتعلق بوالد الشاب المعدوم الذي كان يسأل عنه في الشطرة وماحولها ..
في اليوم التالي هجم ازلام الأمن على بيت الرجل في مدينة الحرية، وحوصر من جميع الجهات من اجل اعتقال شقيق المعدوم ، ظنا منهم انه من اوصل الخبر الى الأذاعة الأيرانية ، ولكن الشقيق قاوم الأعتقال ولم يستسلم ، فقرروا هدم البيت بمافيه على رؤوس ساكنيه، فقتل جميع افراد العائلة داخله ..
العجيب ان من كان يقود تلك القوة المهاجمة وصل الى مناصب رفيعة في الدولة العراقية بعد السقوط حيث انه يحمل رتبة عسكرية وقد سجنه النظام على قضية اخرى لفترة محدودة ..
( قصة الشاب الضحية، كنت قد ذكرتها في كتاب( ليلة اعدام الفقيه)، وقد اتصل بي احد القراء المتابعين ، فذكر لي تلك المعلومة ، لمعرفته الدقيقة بالعائلة الضحية ) ..
سيدي شكد انت رائع ، سيدي !!