عز الدين البغدادي
قبل أيام ثار جدل طويل عريض عن حفلة غنائية اعلن عنها للفنان محمد عبد الجبار في مدينة الناصرية، وصدرت تنديدات وتهديدات وتذكير بقدسية “الناصرية” وهي القدسية التي لم تستذكر في يوم واقعة “جسر الزيتون” حيث سقط عشرات الشهداء ظلما وعدوانا.
للاسف هناك من لا يفهم الامور الا من خلال رؤية فقهية قاصرة ومحدودة، دون فهم الظرف ولا الطبيعة الانسانية، بل ولا ملاك الحكم الشرعي.
اليوم أعلن عن احتفالية في بغداد للمطرب “سيف نبيل” وعلمت أتن سعر البطاقة 150 ألف دينار عراقي، وهناك حفلات تصل الى ما يقارب الى 500 الف دينار في وقت تجد فيه كثيرا من الاسر التي تعاني من فقر مدقع أو لا تجد ما يكفي لعلاج مريض أو سد حاجة ضرورية.. الكسب بهذه الطريقة أمر لا انساني ولا اخلاقي تماما، أنه يلغي قيمة الانسان بل وقيمة الفن كذلك.
أنا أندد بهذه الاحتفالات وهذا النمط من الحياة التي تحول الى حالة سائدة، هذا ما يهمني وهذا ما يؤلمني وهذا ما أجده يتعارض مع نصوص الشريعة وروحها وقيمها.. المشكلة قيمية وليست فقهية، متى نعيد نظرنا في مكانة الفقه في الدين؟
عز الدين البغدادي