من الذي يسند حزب الله في لبنان، نعيم الخفاجي
وضع العرب والمسلمين والشرق الأوسط اليوم يختلف بشكل تام عن وضع العرب والمسلمين وشعوب الشرق الأوسط عن أوضاعهم في النصف الأول والنصف الثاني من القرن العشرين، بل وضع العرب والعالم الإسلامي السني اليوم يختلف عن وضعهم قبل عام ٢٠١١.
سابقا كانت الدول العربية مقسمة إلى قسمين، القسم الأول دول البعثية والقومية العربية التي تضم العراق وسوريا ومصر ولبنان والسودان واليمن والجزائر وتونس وموريتانيا، ودول الرجعية العربية تضم الأنظمة الملكية مثل السعودية ودول الخليج والأردن والمغرب، بعد هيكلة السوفيت، وإلغاء الروس إلى الحزب الشيوعي، تحول الكثير من أتباع الأحزاب الشيوعية بالعالم إلى منظمات حقوقية ومجتمع مدني مؤيدين إلى أمريكا ودول الناتو، تم دعمهم لعمل انقلابات في اسم الثورات البنفسجية، لإسقاط أنظمة أوربية شرقية واسقاط أنظمة عربية ذات انظمة جمهورية كانت تتبنى أنظمة بعثية وناصرية، نفسه غوربوتشاف آخر رئيس سوفياتي كتب مقال نشر بالصحف العالمية والعربية، قال أخذت تعهد من الناتو بعدم التمدد على أوروبا الشرقية وعدم إسقاط الأنظمة العربية الموالية للسوفيت، وأضاف لكن تم الأخلال بالاتفاق، تمدد الناتو نحو أوروبا الشرقية، ووصلوا إلى دول الرابطة السوفياتية واسقطوا الأنظمة العربية الموالية إلى روسيا الواحد تلو الآخر.
بعد سقوط نظام بشار الاسد، أصبحت السيطرة التامة على قرارات الجامعة العربية بيد دول الرجعية العربية، أصبحت الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي مع التطبيع ومع نتنياهو في سحق منظمة حماس والقضاء على القوى الشيعية التي ورطت نفسها وورطت أطفال ونساء الشيعة بصراع غير متكافئ.
حزب الله وبقية القوى الشيعية دخلوا بصراع من أجل إسناد غزة، الان غزة تحولت إلى إنقاص، وتم إصدار قرار من مجلس الأمن في تشكيل قوة تحكم غزة، ومنظمة حماس تلفظ انفاسها الاخيرة، وضع حماس أفضل من وضع حزب الله وبقية القوى الشيعية، علينا أن نتكلم بصراحة، أقلها حماس لديها قطر واردوغان يدافعون عنهم أو بالقليل يعيدون تأهيلهم مثل ما اهلت قطر حركة طالبان واعادوهم إلى حكم الشعب الأفغاني المسكين الذي تنفس الحرية، لكن دول الجوار حاولت استنزاف أمريكا في أفغانستان مثل ما استنزف الناتو السوفيت في كابل بحرب الجهاد الإسلامي ضد السوفيت في ثمانينيات القرن الماضي.
عالم تحكمه مصالح، غالبية مرجعيات الشيعة لديهم رأي فقهي انهم لا يقيمون دولة قبل دولة المهدي، هذا الرأي كفيل في جعل القوى الشيعية دعاة إلى إقامة دول مدنية، دخول حزب الله بصراع إسناد غزة بظل سقوط الأنظمة العربية البعثية والناصرية، واجماع الأنظمة العربية السنية ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ومليار ونصف المليار في اختيار طريق التنازل عن فلسطين إلى بني صهيون، دخول حزب الله بالصراع نتيجته دفع أبناء الشيعة اثمان باهضة، هناك حقيقة، دخول القوى الشيعية بحروب مع بني صهيون لم ولن ينهي دولة بني صهيون ابدا، بل الدخول بهذا الصراع جلب المشاكل والقتل والاضطهاد للشيعة وخاصة في الوضع السوري المؤلم ونحن نشاهد عمليات خطف وبيع وسبي نساء العلويين في سوريا بطرق وحشية قل نظيرها.
المقاومة الشيعية اللبنانية وبظل سقوط الأنظمة القومية العربية وسيطرة دول الرجعية العربية، يمكنها تغيير طرق المقاومة من المقاومة المسلحة والتي لم تغير شكل النظام اللبناني بقوة الشيعة، وامتلاكهم اسلحة، وقوى مسلحة، يا اخواني الاعزاء، بقي للشيعة رئاسة البرلمان، لم يستطيع الشيعة قلب نظام الحكم في لبنان، بل بقيت لبنان تحكم بالمحاصصة، ثمة سؤال يطرح نفسه إذن لماذا الشيعة في لبنان يقدمون التضحيات، ويبقى لهم منصب رئاسة البرلمان، يمكن للقوى الشيعية اللبنانية مواكبة التغيير الذي حدث، هناك إمكانية بطريقة مشرفة تجاوز كل هذه الأزمات.
في لبنان توجد منظمة امل، منظمة شيعية لديهم قوى مسلحة وعندهم جناح سياسي برئاسة السياسي الشيعي اللبناني المخضرم الاستاذ نبيه بري، لماذا منظمة أمل لم تدخل بالصراعات، إلى إذا تم فرضها بالقوة عليهم، كل متابع بات يعلم لدى سقوط الأنظمة البعثية والقومية العربية، أصبح حال كل الدول العربية مطبعة، واختاروا خيار الاستسلام ولانبطاح وهذا شيء يخصهم، اقسم بالرب العظيم، تبني القوى الشيعية قضية العرب الخاسرة تجلب القتل والدمار لكل من هو شيعي.
الاخوة في حزب الله مقاومين وهمهم الاول والاخير الازلي المقاومة، طيب يمكن لهم اتباع أسلوب مقاوم ثاني وهو المقاومة السياسية والثقافية، وخاصة بظل وجود دستور لبناني يضمن للشيعة والمسيح والسنة والدروز حقوقهم، لايوجد سبب مقنع في تبني حزب الله أسلوب المقاومة المسلحة بظل وضع لبناني وعربي مختلف تماما، أصبحت الجماهير العربية السنية من المحيط إلى الخليج مع التطبيع وتنظر إلى كل مقاوم يرفض التطبيع مثل نظرة قوم لوط إلى نبي لوط وآله، حيث ورد نص بالقران الكريم يقول إطردوا ال لوط من قريتكم، ذنبهم الوحيد { إنهم أناس يتطهرون} وقوف الجماهير العربية السنية ومعهم أمة المليار ونصف مليار مسلم سني ضد الشيعة وتكفيرهم دون أي ذنب سوى ( أنهم أناس مقاومون).
اعرف هذا المقال يفتح شهية اصحاب التحليلات السطحية والعاطفية في اتهامي بالتصهين، يا اخي الشيعي المحترم، العرب ومعهم محيطهم السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني تنازلوا عن قضيتهم الخاسرة فلسطين، متكلي انت الشيعي شبيك تعيد خطأ اسلافك الشيعة الفاطميين الاسماعيليين تبنوا تحرير القدس وفلسطين، النتيجة تعاون صلاح الدين والخليفة العباسي مع الصليبيين إلى القضاء على الفاطميين وابادوهم ولم يبقى من اتباع المذهب الشيعي الفاطمي ولا نفر في شمال افريقيا ومصر وشام، بالله عليكم هل على الشيعة اليوم ايضا يبادون وتباع نسائهم بسبب فلسطين؟.
حكموا عقولكم يا أصحاب القرار، العرب ومحيطهم السني متنازلين انت الشيعي ليش زاج نفسك بهذا الصراع، ورب الكعبة ما راح تحررون لا فلسطين ولا غيرها بظل تنازل العرب ومحيطهم السني عن قضيتهم فلسطين، نضع للقراء مقال إلى كاتب وناشط في مواقع التواصل الاجتماعي من اهالي جنوب العراق من مدينة الناصرية اسمه الدكتور نجم عبد طارش.
حيث كتب الدكتور نجم عبد طارش التالي( من سيخوض حرب الاسناد لدعم حزب الله بعد استهداف الرجل الثاني في الحزب واستمرار الغارات الاسرائيلية على الجنوب والضاحية وبعلبك والبقاع…. حزب الله دخل في حرب اسناد غزة فهل هناك طرف يدخل في اسناد الحزب… الاسراىيليون يتحدثون عن تاهب المستوى العسكري لديهم توقعا لرد عن استهداف ثاني اهم قيادات الحزب … الجيش الاسرائيلي يتوقع ان يكون الرد من لبنان ولكن من طرف اخر غير حزب الله٠…. الحزب يخشى من ان الرد الواسع على إسرائيل سيؤدي الى رد اسرائيلي في الضاحية والجنوب وبما ان الشتاء قد حل على لبنان فان نزوح ٢ مليون من قواعد الحزب سيكون مكلفا على الحزب وقواعده… هناك اطراف لبنانية ترسل رسائل للامريكيين والاسرائيليين ان لبنان وحكومته لا يمكنهم نزع سلاح حزب الله وان الضغط الاسراىيلي هو الوحيد الذي يمكن ان يدفع الحزب لتغيير موقفه… الخيارات أمام جميع الاطراف في لبنان صعبة واستمرار الهجمات الاسرائيلية متوقعة في ظل عجز دبلوماسي لبناني…).
انتهى مقال الدكتور نجم عبد طارش، اقولها وبمرارة على القوى الشيعية إعادة النظر بمواقفها، امريكا تبحث عن مصالحها، عند أمريكا أمن اسرائيل خط أحمر، في لبنان لدى الشيعة حزب الله ومنظمة أمل وكلاهما شيعة، لماذا منظمة أمل مقبولة على المستوى العربي والعالمي، إذن القضية لاتوجد عقيدة تكفيرية لدى أمريكا وفرنسا تكفر الشيعي اللبناني والعراقي والايراني لكونه شيعي، ترامب وماكرون ليسوا وهابية اتباع احمد بن تيمية الذي يكفر الشيعة، أيها الشيعة اتركوا قضية فلسطين إلى السعودية وبقية الدول العربية والإسلامية السنية واهتموا في رفاهية ابنائكم، كافي سفك دماء لأجل العرب السنة الذين يكفرون كل من هو شيعي، احترموا دماء أبناء جلدتكم، إذا أنتم تحررون بيت المقدس طيب شخليتم إلى المهدي؟؟ مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
24/11/2025