الطائفية والعنصرية أزلية بعقول العرب وغالبية المسلمين، نعيم الخفاجي

الطائفية والعنصرية أزلية بعقول العرب وغالبية المسلمين، نعيم الخفاجي

المتابع إلى الأحداث التي دارت في منطقة الشرق الاوسط، شهدت اراضيها صراعات همجية قبل الإسلام وبعده، قبل الإسلام كان للعرب دولتين منتهكات السيادة، الأولى دولة الغساسنة في حوران بلاد الشام كانوا ذيول وخدم وعبيد لدى الرومان، والدولة الثانية في الحيرة بالفرات الأوسط واسمها دولة المناذرة، ايضا كانوا ذيول لدى الفرس، إذا اختلف الفرس والرومان، باليوم الثاني يتقاتل عبيدهم وذيولهم الغساسانيون و المناذريون.
ذكرت الكثير من المصادر التاريخية أن غرب العراق منطقة الديلم كلمة فارسية وتعني معسكر ومخازن السلاح، جاء الإسلام، واستطاع الرسول محمد ص ورغم تعرضه للاذى والاضطهاد من قبل عرب مكة وأبناء قومه قريش، لكن الله عز وجل مكنه من توحيد الجزيرة العربية، توحيد الجزيرة العربية معجزة كافي لإثبات نبوة محمد ص، ورغم نزول القرآن بشكل واضح، والرسول ص بين أسباب النزول وعزز الآيات في قول أحاديث نبوية لتبيان كل شيء، وتم تبيين الأمور، لكن رغم ذلك احتالوا على الله وعلى رسوله محمد ص ومن باب الحرص على الإسلام دبروا انقلاب السقيفة، والذي فتح الباب إلى صراع قبلي ديني وتطور بمرور الزمن تحول إلى مذهبي ظلامي، نحن من عاصر حقبة حكم صدام الجرذ، حيث تجلت الطائفية والاحقاد القومية بأبشع صورها، تم قتل ملايين الشيعة والاكراد دون ذنب سوى كونهم شيعة أو كورد، ودفع الكورد الفيليين ثمنا باهظا تم قتلهم لكونهم شيعة وكذلك لكونهم أكراد.
رأينا المجتمع العراقي والسعودي والسوري واللبناني والبحريني والسوداني والليبي أرض خصبة للاقتتال القومي والديني والمذهبي والقبلي، ماحدث بعد سقوط نظام البعث بالعراق ومابعد سقوط نظام البعث السوري من جرائم إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية، بالعراق القوى الشيعية لم تستخدم القتل مع فلول البعث بل تم اعادتهم إلى وظائفهم، بعد سقوط نظام البعث، حدثت بعض الصراعات الدولية بالعراق، عاد أنصار صدام الجرذ من غالبية أبناء المكون السني في ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشيعة بمناطق اكثريتهم، بحيث تم تهجير أكثر من ربع مليون شيعي من محافظة الأنبار وحدها بعام ٢٠٠٤، ولم يبقى ولا شيعي واحد بهذه المحافظة، ورأينا جرائم قتل الشيعة وتهجيرهم بشكل كامل من سامراء وبيجي ومصادرة اموالهم، بشكل علني، وجاءت صفحة داعش وتم استئصال الأقليات الشيعية والايزيدية والمسيحية والكاكائية من الموصل وسهل نينوى وجنوب وغرب كركوك.
بعد افشال مؤامرة انقلاب داعش، قوات الحشد والشرطة الاتحادية والجيش اكتشفوا وجود ثلاثمائة معمل تفخيخ وتصنيع عبوات ناسفة بحزام بغداد وحدها.
هناك من الباحثين بمنصة x بعد مذابح الجولاني السفياني بحق الاقليات في سوريا من العلويين والدروز والمسيح طرحوا السؤال التالي، (‏هل المجتمع السوري بطبيعته طائفي؟ أم أنّ الحالة التي خرجت من إدلب بما حملته من خطاب متشدّد تم تعميمها على كامل الجغرافيا السورية.؟).
هذا التساؤل غالبية المتابعين الباحثين عن معرفة هذا التوحش القذر، لدى العصابات الاخوانية الوهابية، سواء بالعراق أو سوريا أو الجزائر أو ليبيا أو مايحدث الان في السودان، لذلك
‏‎الطائفية آفة اجتماعية، مكروهة، ولايوجد طائفي وشوفيني جيد، وآخر سيء، بل كلا الاثنين سيئين، الطائفية تنمو بالمجتمعات، اذا توفرت البيئة الخصبة، من خلال الفكر الديني لتشجيع عمليات الذبح وفق طرق يكذبون على انصارهم بالقول إنها شرعية تنال رضا الله عز وجل، أو تشجيع التطرف القومي من خلال نظام الحكم، مثل ماراينا ذلك بحقبة نظام البعث عندما قتل الأكراد وسبي نساؤهم وصادر ممتلكاتهم، وعرض مبالغ على كل عراقي يتزوج سبية كوردية، كان أهلنا ينقلون اخبار فلان تزوج كوردية أعطتها له الحكومة ومعها مبلغ من المال …….الخ.
في حقبة الصراع في سوريا دول الخليج ارسلت الأموال ومشايخ التكفير لقتل السوريين والعراقيين على مذهبهم ودينهم، المحيسني شيخ سعودي قاد معارك تدمير أحياء حلب، والان مسؤول في حكومة الجولاني السفياني، طيلة الحرب الأهلية في سورية، العصابات الارهابية قامت في تبني الخطاب الطائفي والتحريضي ونجحوا في أدلجة العقول التي لا تمتلك الوعي الأخلاقي والإنساني الكافي للتمييز ما بين
الغث والسمين، بالتأكيد يتم تخريج كتائب من الذباحين والقتلة.
هناك من يقول وجود نظام حاكم قوي، يكون قادر على كبح الجماعات الطائفية والاجرامية، وهذا ليس حل، هناك حقيقة الطائفية هي السلاح الخطير الذي يستخدمه الحكام للهيمنة على الشعوب ومقدراتها، وهذا الأمر يكثر في البلدان ذات التنوع العرقي والطائفي مثل لبنان والعراق وسوريا، لذلك بمجرد زوال الأنظمة تتنازع المكونات على السلطة والنفوذ، بما أن الشيعة اكثرية بالعراق الإسلام الشيعي يحرم قتل الأطفال والنساء، لذلك لا يمكن مقارنة سقوط نظام البعث بالعراق ومشاركة الشيعة والاكراد بحكم العراق، مع سقوط نظام البعث السوري ووصول أمير تنظيم القاعدة الجولاني السفياني لحكم الشعب السوري، لذلك تم تكفير الشيعة وبشكل خاص العلويين والدروز حيث تم سبي نسائهم بالعلن، بطرق قبيحة وقذرة.
معلق سوري يكتب في حساب
ذاكرة سياسي ليبرالي كتب بمنصة x، كتب التعليق التالي(
‏‎الطائفية بالفطرة خلقت بدماء السنة من الشعب السوري وأكبر دليل على كلامي وقوفهم مع جولاني الارهابي قاتل الأطفال الذي يؤمن بشريعة تأمره بقتل الآخر لمجرد اختلاف انتمائه وأنها ستمنحه مكافأة له بالجنة حوريات وغلمان لا ينزفون ليثبتوا ايمانهم الحقيقي لتلك الشريعة كما فعلوا أغلبية السنة بسوريا).
معلق سوري اسمه جورج كتب التعليق التالي( ‏‎في ادلب جيل لايعرف سوريا قبل الخيانة،
تربّى على الحقد والكره
تربّى بدون علم، تربّى أن بشار يقتل السنّة، تربّى أن بشار لا يريد تحرير القدس ولا الجولان
تربّى على كره الطوائف وسماع قصص من تأليف داعش وتركيا وقطر، لا يرى لا يسمع لا يتكلم حاضر وينفّذ، الجولاني داعشي وحبل المشنقة على رقبته).
لكن هناك حقيقة مؤلمة لماذا هذا التطرف الأعمى يكون الغالب في مناطق الاكثريات السنية التي تنشط بها حركات الإخوان والتيارات الوهابية فقط، معلق كوردي اسمه صلاح كتب التعليق التالي( ‏‎نعم المجتمع السني بعد انتشار الفكر الوهابي أصبحت تكفر وتذبح وتقتل، هذا ليس في سوريا فقط، بل كل الشعوب الإسلامية السنية اذا ضعفت الحكومات تحل محلها مجاميع اسلامية وهابية تكفيرية تكفر المجتمعات الحاضنة).
معلق اسمه بروفسور( كتب
‏‎كيف تجمع كل هؤلاء في دولة واحدة ،من الذي جمعهم، وما هو المشترك بينهم عندما وضعوا هذه الخريطة المسمات سوري هل أخذوا راي احد الطوائف لا قطعا، في مدارس العربية يظهرون التقسيم على انه اسوأ، ما قد يحدث، ولكن في الحقيقة، جمع كل هذه الأعراق والطوائف بالإكراه هو أسوأ ما قد حصل).
التجربة في نيجيريا، أعلنت الاستقلال بعام ١٩٦٧ باربع ولايات فدرالية، خلال عشر سنوات انضمت إلى نيجيريا الفدرالية عشرين ولاية فدرالية ضمن نظام ديمقراطي فدرالي عاش المسلمين والمسيح والبوذيين بأقاليم، إلى عام ٢٠٠٠ قناة الجزيرة ذكرت أن التشيع انتشر في نيجيريا، جن جنون السعودية ارسلت هيئات الإغاثة والأموال لنشر الوهابية، بعد انتشار الوهابية في نيجيريا ولدت بوكو حرام والعالم يشاهد بشكل يومي عمليات قتل المسيح والشيعة والبوذيين والسنة الصوفية، وعمليات خطف الفتيات من المعاهد والجامعات، هذه هي نتيجة نشر الفكر الوهابي في البلدان، يعم القتل والخطف والخراب.
معلق سوري كتب ( المجتمع السوري قبل الثوره ليس طائفياً
لكن بعد الثوره وحكومة الأمر الواقع أصبحت سوريا اليوم أسوأ بلد على وجه الأرض).
هناك حقيقة مؤلمة منذ سقوط نظام صدام جرذ العوجة، والتحريض الطائفي يستهدف الشيعة من ملوك ورؤساء وحكام عرب، وللاسف عندما تهيأت الأمور وبدأت صفحة الربيع، عاشت سوريا عشر سنوات من التجييش الطائفي و الفتاوى، وأصبحت الأراضي الخارجة عن سيطرة نظام بشار الاسد، مناطق تحت سيطرة المجاميع الوهابية، يدرسون الأطفال والشباب عقائد التكفير والكراهية في اسم دروس الدين، لذلك مشاكل القتل والذبح والسبي بالدول العربية والإسلامية، لم تكن حالة طارئة، بل إن المشكلة متجذرة، تحتاج حلول واقعية، وضعنا بالعراق وسوريا بشكل خاص، نحن شعبين ضحية إلى مشاريع استعمارية، جعلت من بريطانيا وفرنسا يدمجون مكونات غير متجانسة في العراق وسوريا، مستغلين بساطة القيادات السياسية بتلك الحقبة التي رسمت حدود دول الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الاولى، المخطط الفرنسي في سوريا كان مع جعل سوريا تتكون من خمس دول، دولة علوية بالساحل وحمص، دولة دورزية في السويداء وريف دمشق والجولان، ودولة حلب، ودولة الشرق السوري، بل عرضت فرنسا إعطاء دولة الساحل العلوي ودولة الدروز في السويداء مدينة دمشق لوجود مكون مسيحي، لكن زعيم العلويين الشيخ صالح العلي وزعيم الدروز السلطان بن الأطرش رفعوا شعار مقاومة المحتل، نتج عنها إقامة الدولة السورية الحالية، على القوى الشيعية والكوردية في سوريا والعراق العمل على دعم إقامة الفدراليات، فهي الحل الامثل لضمان عدم تجزئة العراق مستقبلا، دولة فدرالية بالعراق تضم خمسة اقاليم أو امارات، لان عقليات الكثير من أبناء شعب العراق يفضلون إقامة امارات أسوة في نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة، وجود امارات يعني ضمان حقوق الجميع، وتوحيد الشعب بطريقة نظام فدرالي دون تهميش أحد، هذا عامل قوة للجميع وليس ضعف.
الوضع السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد أصبحت سوريا مقسمة طائفيا ودينيا وقوميا، سوريا تسير في طريق التقسيم، تقسيم سوريا حل امثل وواقعي لضمان بقاء وجود الاقليات من الابادة، وعلى القوى الشيعية اللبنانية الاندماج بالدولة اللبنانية ونسيان شيء اسمه تبني قضية دعم غزة وشعب فلسطين، نعم فلسطين قضية العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني، نتنياهو مال يبقي سوريا موحدة هذا لم ولن يتم، حلم نتنياهو تحقق من خلال دعمه إلى الجولاني السفياني، تدخل أردوغان ظنا منه يستحوذ على كل سوريا، مشروع نتنياهو مبني على تقسيم سوريا لضمان أمن دولة إسرائيل، أي دولة عربية تحدث بها اضطرابات، ويتدخل بها العرب والمسلمين يكون مصيرها التجزئة، نتنياهو يسير وفق خطة تعدها مراكز دراسات استراتيجية، امس شاهدت صفحة ايدي كوهين، عرض افلام تنظيم مؤتمر في إسرائيل لرعاية الأقليات في سوريا وشاهدت حضور أشخاص سوريين يحملون جناسي امريكية واعضاء في الحزب الجمهوري يمثلون جميع المكونات السورية من أبناء الأقليات، لذلك سوريا بطريقها التجزئة.
العراق يعاني من صراعات قومية مذهبية مستدامة، أفضل الحلول اتباع أسلوب نظام حكم امارات أو إقامة خمسة أقاليم فدرالية، بالفدرالية يتم ضمان حقوق جميع العراقيين دون تهميش ويكون عامل مهم لضمان وحدة العراق الاختيارية القوية مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
27/11/2025