التحليل السياسي لبيان السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي – سلام الله عليه
كتبت / عبير عبدالحكيم الجنيد
يقدم اليوم خطاب السيد القائد رؤية سياسية شاملة تضع اليمن والأمة الإسلامية في صراع وجودي مع قوى خارجية
حيث قدم السيد الصراع على أنه تاريخي ووجودي:
حيث ان العدو الخارجي مستمر كما ربط الخطاب بين الاحتلال البريطاني السابق والعدوان الحالي (الأمريكي-البريطاني-الإسرائيلي)، ليقدم صورة عن عدو واحد بمسميات مختلفة، هدفه الدائم هو استعباد الشعوب ونهب ثرواتها. هذه المقاربة تخلق إحساساً بأن المعركة الحالية هي امتداد لنضال الأجداد.
كما قدم السيد القائد نظرية المؤامرة الشاملة: حيث يقدم الخطاب اليوم رؤية لا مكان فيها للصدفة أو السياسة العادية. فالغرب (بقيادة بريطانيا سابقاً وأمريكا حالياً) “هندس” الوضع في البلدان الإسلامية بعد جلاء الاحتلال المباشر عبر أنظمة عميلة وقوى مذهبية وثقافية لضمان بقاء الأمة مفككة وضعيفة. هذا يلغي شرعية أي نظام سياسي آخر غير الذي يمثله.
أيضاً قدم لنا السيد إعادة تعريف الهوية والانتماء:
· الهوية الإيمانية مقابل الوطنية الضيقة: يعيد الخطاب تعريف الانتماء ليصبح “انتماءً إيمانياً” يجعل قضية اليمن جزءاً من قضية الأمة الإسلامية. شعار “الإيمان يمان” يستخدم لتأكيد هذه الهوية وتميزها.
·فكان اليمن حامل لواء الجهاد: حيث يضع الخطاب شعب اليمن ومقاومته في موقع القيادة للأمة، من خلال تصديره للساحة العالمية في نصرة فلسطين. هذا يعطي دوراً معنوياً وسياسياً أكبر لليمن يتجاوز حدوده الجغرافية.
تحديد العدو بوضوح:
· العدو الثلاثي: يتم تحديد العدو بوضوح على أنه “المنظومة الصهيونية الغربية الكافرة” بأذرعها “الشيطانية المجرمة” المتمثلة في: (إسرائيل – الشريك الأمريكي – الشريك البريطاني – الداعمين الغربيين).
· العملاء والخونة: يخصص الخطاب جزءاً للهجوم على “الخونة من أبناء البلد” سابقاً والأنظمة العميلة حالياً، مما يخلق عدواً داخلياً ويبرر أي صراع داخلي على أنه جزء من الحرب ضد المشروع الاستعماري.
· الاستعداد لجولة قادمة: يحذر الخطاب من أن الأعداء يعدون العدة لجولة جديدة، ويطالب الشعب بالاستعداد. هذا يخلق حالة من التأهب الدائم ويبرر أي تصعيد عسكري قادم.
كما يرفض الخطاب أي شكل من أشكال الخنوع أو التسوية، ويصورها على أنها ذل واستعباد وخسارة للدنيا والآخرة. هذا يغلق الباب أمام أي حلول سياسية قد تطرحها الأطراف الدولية.
كما يقدم السيد اليمن كطرف ضحية للاستعمار تاريخياً، ولكنه تحول إلى شعب يقف في وجه الطغيان الحديث
كما ربط السيد بشكل محكم بين قضية اليمن وقضية فلسطين ولبنان وسوريا، ليقول بأن المعركة واحدة. شعار “لن يترك الشعب الفلسطيني ولا اللبناني” يؤكد على هذا الربط.
كما استخدام السيد الآيات القرآنية (“وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ”) والأحاديث النبوية (“الإيمان يمان”) يعطي الخطاب قدسية ويجعل الموقف ليس مجرد خيار سياسي بل واجب ديني.
النقطة المهمة في بيان اليوم لسيد القائد /
. تعبئة الرأي العام الداخلي:
· التأكيد على الوحدة: يصور الشعب مع مؤسساته الرسمية والعسكرية كجسد واحد، مما يعزز الشرعية الداخلية للسلطة ويوحد الصف.
وتحويل القول إلى فعل : يحول المشاركة في الوقفات (مثل وقفة السبعين) من مجرد فعالية إلى تأكيد للثبات والجهوزية وإرسال رسالة للعالم. الدعوة للمشاركة المليونية هي أداة ضغط نفسي.
· والتركيز على الإنجازات: ذكر “الإنجازات الأمنية والعسكرية” يهدف إلى تعزيز الثقة بالمقاومة وإقناع الجمهور بأن خيار المواجهة هو الخيار الناجح.
. الرسائل الموجهة للخارج:
· رسالة التحدي: الخطاب برمته هو رسالة تحدٍ للعدو (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل) مفادها أن اليمن مستعد ولن يتراجع.
· رسالة الطمأنة للحلفاء: طمأنة الحلفاء (في فلسطين ولبنان وغيرها) بأن اليمن لن يتخلى عنهم.
· رسالة إلى الرأي العام العالمي: كشف “حقيقة” المنظومة الغربية والصهيونية وإجرامها، في محاولة لتقويض شرعيتها الأخلاقية على الساحة الدولية.
الفكرة المهمة للبيان :
الفكرة التي أراد السيد القائد / عبد الملك الحوثي إيصالها من خلال هذا البيان يمكن تلخيصها في: “اليمن، بقيادتنا، هو حصن الأمة الإسلامي المنيع والأخير في مواجهة مشروع استعماري غربي-صهيوني يستهدف وجودنا وهويتنا. نحن ورثة النضال ضد الاستعمار البريطاني، ووارثو راية الجهاد اليوم. لن نستسلم، ولن نخون الأمة، ونحن مستعدون للتضحية والمزيد من المواجهة، وثقتنا بالله ونصرته هي ضمانتنا لزوال هذا الكيان المؤقت ونجاح مشروعنا الإيماني.”
هذا الخطاب ليس مجرد احتفال بمناسبة وطنية، بل هو بيان إستراتيجي وتعبوي يحدد فلسفة الصراع ، ويعيد ترتيب الأولويات ويجهز التعبئة الشعبية