ترامب يطوع الاخوان، نعيم الخفاجي
قرأت عشرات من المقالات التي كتبها كتاب وصحفيين من الفيالق الإعلامية الوهابية الخليجية، حول القرار الأميركي الصادر من إدارة ترمب بحظر وملاحقة بعض فروع جماعة الإخوان، وليس كلهم وفي عدة بلدان.
هذا القرار فرح به غالبية الكتاب والصحفيين السعوديين بشكل خاص، لأن إلقاء مسؤولية الإرهاب على الحركات الاخوانية يعني حسب اعتقادهم براءة المدرسة الدينية الوهابية الحاكمة في المملكة العربية السعودية، هذا الاعتقاد خاطىء، مراكز الأبحاث الاستراتيجية الأمريكية والغربية يعرفون الحقيقة، أن الإرهاب ذات الصبغة الاسلامي، منبعة مسلم وهابي ومن المدرسة الدينية الوهابية السعودية الحاكمة بشكل خاص.
تصنيف الرئيس الأمريكي إلى بعض فروع الإخوان المسلمين المتوهبين كمنظمات إرهابية، الغاية الضغط على هذه المنظمات لتطويعهم والهدف تغير سلوكهم وليس القضاء عليهم بشكل أبدي، هذا القرار وأن كان مهم، لكنه بالتأكيد ليس حاسم، تجفيف منابع الإرهاب يفترض تتم من خلال حذف فتاوى التكفير من الكتب العقائدية التي تُدرس أصول الدين في المدارس الدينية والمساجد التابعة إلى المؤسسة الدينية الوهابية السعودية، التي باتت زعيمة العالم العربي والإسلامي السني، بفضل تخصيص حكومة خادم الحرمين الشريفين خُمس أموال عائدات البترول والمعادن بصفتها كغنائم لتذهب إلى المؤسسة الدينية لنشر الإسلام الوهابي بكافة أصقاع العالم.
سبق الرئيس الأمريكي ترامب دول أوروبية غربية في تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية مثل فرنسا والنمسا.
ليس من مصلحة الدول الكبرى القضاء على الحركات الاخوانية بسرعة، لديهم مصالح ومشاريع لابد أن يحققوها، لننظر للوضع السوري كيف تم دعم الإرهابي ابو محمد الجولاني ليصبح رئيس إلى سوريا، خلال سنة ارتكب أبشع الجرائم بحق الاقليات، وراينا كيف توقفت مظاهرات الدروز في الجولان المطالبة في عودة الجولان إلى سوريا، بل لأول مرة بالتاريخ اصطفت قوافل من الدروز بالجولان أمام مكتب جناسي إسرائيلي للحصول على الجنسية الاسرائيلية، وراينا قبل ايام، استضافت إسرائيل مؤتمر الاقليات في سوريا، وحضر المؤتمر أعضاء من الحزب الجمهوري من أصل علوي ودورزي ومسيحي وكوردي سوريين للمؤتمر.
الفيالق الإعلامية السعودية يقولون سبب عدم تنفيذ حظر حركة الإخوان المسلمين في الدول الغربية لان( توجد أحزاب وجماعات وشخصيات متحالفة مع الإخوان في العالم الغربي).
هذا الكلام ينم على سذاجة كاتب المقال، العالم الغربي يسير وفق خطط تعدها مراكز دراسات استراتيجية رصينة، يضعون خطط محكمة ودقيقة، على عكس مراكز الدراسات في الدول العربية والتي يسموها ايضا مراكز دراسات استراتيجية يديرها بهائم و سذج واغبياء لا يفقهون أي شيء، وإنما واجبهم إعداد دراسات بائسة بعيدة كل البعد عن الواقع العملي على الأرض.
معظم الإعلاميين بحركة الإخوان العاملين بقناة الجزيرة القطرية امثال احمد منصور ووضاح خنفر وفيصل القاسم الذي ترك الدرزية وأصبح اخواني وهابي، يتبنون الفكر الوهابي التابع للمدرسة الوهابية السعودية، معظم القنوات الاخوانية الفضائية مالكيها يتبنون الفكر الوهابي أمثال عزام التميمي، ومحمود الحامدي الهاشمي ووووو ……الخ القائمة تطول، اقولها وبصراحة إن الإخوان المسلمين منظمة عالمية سياسية دينية اجتماعية، تضم شبكة تعاونيات يتشطون بمواقع التواصل، هذه الشبكات يتبنون فكر ديني إسلامي يؤمن به غالبية من يتبعون المدرسة الإسلامية السنية الوهابية.
قضية التضييق المالي وغلق مقرات الإخوان لم ولن ينهي الخطر الإرهابي، بل المطلوب حذف فتاوى التكفير بالدرجة الأولى، لو هناك أوامر من المستر ترامب إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبقية دول الخليج الوهابية بحذف فتاوى التكفير، باليوم التالي تصدر مراسيم وقرارات ملكية وأميرية إلى المفتين في المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج بحذف فتاوى التكفير وإحلال محلها فتاوى تدعوا إلى عدم القتل وحقن دماء المسلمين والغير مسلمين، والمحبة والتسامح، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
1/12/2025