كامل الدلفي
في الشوطِ الأخير من العمر،
والشيبُ ينثرُ يأسَه في السنينِ،
ثمَّ ما يبعث البهجةَ فيك مثلَ المطرِ…
كأن تطرقَ البالَ قصةٌ عن حبيبةٍ
مضت عنك بعيدًا إلى لحظةٍ تائهةٍ،
يعودُ بها التيهُ من جديدٍ إلى الذاكرةِ،
يفزُّ قلبَك من سكون الغياب الطويلِ، يرددُ نغمةَ البوحِ في لقاءٍ قديمٍ.
كأنما الأرضُ لا تدورُ إلى مستقرٍّ لها،
غارقةً في الصبابةِ والحلمِ،
وموجةُ بوحِك في الوجدِ تعلو،
كنصٍّ جاهليٍّ معتقٍ في غزلٍ مباحٍ:
“ألا أيُّها الليلُ الطويلُ، ألا أنجلي”،
ويأتيك من الليل الطويلِ انجلاءٌ مبينٌ،
فللحبِّ فيك نداءٌ عميقٌ،
يوزّعُ في الليلِ ألحانهُ الدافئةَ…