أطفال غزة بين نيران الاحتلال وصمت العالم

أطفال غزة بين نيران الاحتلال وصمت العالم

رقية حسين إسماعيل الدرب

في قطاع غزة المحاصر، لا تُقاس الطفولة بالسنين، بل تُوزن بالدموع والصدمات، وتُعدّ بالضحايا والدماء.

أطفال غزة هم الوجه الأكثر براءة في مشهد الحرب، والأكثر تضررًا من آلة القتل الإسرائيلية، التي لم تميز بين مقاتل ورضيع، ولا بين منزل وموقع عسكري.

منذ بداية العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة، كان الأطفال في قلب المأساة. آلاف الشهداء من الأطفال، ومثلهم من المصابين الذين تركت الحرب في أجسادهم ندوبًا، وفي أرواحهم كسورًا لا تُجبر. فقدوا آباءهم، بيوتهم، مدارسهم وحتى ألعابهم.

ومع كل قصف، يُعاد تشكيل مفهوم “الطفولة” في غزة ليعني شيئًا أقرب إلى النجاة اليومية، لا إلى البراءة أو اللعب.

التحليل يكشف أن ما يتعرض له أطفال غزة ليس فقط نتيجة حرب تقليدية، بل نتيجة *حصار ممنهج وسياسة إسرائيلية عنصرية* تسعى لكسر الإرادة الشعبية، عبر استهداف الأضعف – الأطفال.

فحين يُدمَّر التعليم ويُقتل الأمل، تُصادر الأجيال القادمة.

أما المجتمع الدولي، فموقفه يتراوح بين الشجب اللفظي والصمت، وهو صمت مُدان يعزز من شعور أطفال غزة بأنهم وحدهم، بلا حماية. المنظمات الإنسانية تحاول، لكن قيد السياسة الدولية يعوق الفعل الحقيقي.

إن أطفال غزة لا يحتاجون فقط إلى الغذاء والدواء، بل إلى *حماية سياسية، وعدالة دولية*، تعيد لهم حقهم في الحياة الكريمة، وتحاسب من حوّل طفولتهم إلى رماد.

ما لم يتحول تضامننا من مجرد عاطفة إلى *موقف حقيقي وضغط عالمي*، فسيبقى أطفال غزة أسرى في ساحة معركة لا تنتهي، وسندفع جميعًا ثمن تجاهل آلامهم.