نوفمبر 22, 2024
90839

اسم الكاتب : هادي حسن عليوي

ـ كان عضواً في القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث.. وأصبح وزير خارجية انقلاب 8 شباط 1963.. وأحد قياديه.
ـ وساهم بقتل وتعذيب الشيوعيين والقاسمين.
ـ وكان جاسوساً بريطانياً وأمريكياً وكويتياً.
ـ ثم ساهم في عهد (البكر وصدام).. مندوبا للعراق في الامم المتحدة..

ـ ثم اسس حزبا في المعارضة في الخارج بعد غزو الكويت..

ـ في العام 2008 اصبح شهيداً.. واسرته تستلم حتى الان راتب وزير.

شخصيته:

ـ نشأ طالب حسين محمد شبيب في أحضان أسرته الارستقراطية.. فوجد نفسه مهيئاً لأن يكون زعيماً برجوازياً.. فكان الوحيد بين أقرانه الذي يتكلم الإنكليزية.. وذو شكل مترف الى حد ما.. ولاعب بوكر جيد.. ويعرف كيف يختار ربطة عنق ملائمة.. وله إلمام بعقلية وسلوك الأجانب والبرجوازيين المحليين.

السيرة والتكوين:

ـ ورث والده أراضي وإقطاعيات كبيرة في مدينة الحلة.. لكن ذلك لم يدم.. فقد ساءت الأحوال نتيجة سلوك والده بإدمانه على لعب القمار.. لذلك اضطر الأخير بعد إعلان إفلاسه أن ينتقل الى ناحية الرميثة.

ـ ولد طالب في الرميثة بمحافظة الديوانية العام 1935.. فيما هوية الأحوال المدنية تذكر انه ولد في 22 آذار 1934.. أكمل دراسته الابتدائية في الرميثة.. ودرس الثانوية في ثانوية الشرقية في بغداد.

ـ درس الهندسة / بكلية إمبريال في لندن العام 1951.

ـ بعد عودته للعراق دخل الكلية العسكرية العام 1955.

ـ في 15 نيسان العام 1959 اكتشفت السلطة صلة طالب شبيب بحزب البعث فسُرحً من الجيش.

نشاطه السياسي:

ـ انضم طالب الى الحزب الشيوعي ما بين عامي 1948 ـ 1951.. وقاد تظاهرات مدرسته ضد المعاهدة العراقية ـ البريطانية (بورتسموث)..في كانون الثاني 1948.

ـ لكنه وجد في حزب البعث ضالته من حيث عقليته البرجوازية الصغيرة وإمكانية تقدمه.

ـ أصبح بعثيا بعيد قيام ثورة 14 تموز 1958.. واخبر المنظمة الحزبية الشيوعية في مدرسة الحلة بعد أن كرس نفسه عاملاً لمدة عامين انه سيتركها.. وحدثً صديقه علي المشاط بزهو: انه يريد ترك المدرسة لأنه أصبح عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي.. وانه سيصبح وزيراً في بغداد؟.

ـ في أوائل العام 1959 قدم الوزراء القوميون استقالاتهم من الوزارة احتجاجاً على الحكم على عبد السلام عارف بالإعدام من قبل محكمة الشعب لمحاولته اغتيال عبد الكريم قاسم.. لكن فؤاد ألركابي (أمين سر قيادة البعث) سحب استقالته.

ـ فقدم كل من علي صالح السعدي وحازم جواد استقالتيهما من قيادة البعث.. احتجاجاً على بقاء ألركابي في الوزارة.. وكان عضو القيادة البعث سعدون حمادي في أمريكا لإكمال دراسته العليا.. لذلك قرر فؤاد ألركابي التعويض عنهم.. “فتم إضافة كل من أياد سعيد ثابت ومدحت إبراهيم جمعة وأنا (طالب شبيب) الى عضوية القيادة القطرية”.

ـ سافر طالب الى بيروت والتقى ميشيل عفلق وتقربً منه وحضر المؤتمر القومي الثالث للحزب في بيروت (27 آب ـ 1 أيلول 1959) ورقيً الى عضوية القيادة القومية بناء على توصية من عفلق.. وأستلم مسؤولية شؤون أمانة السر فيها.

ـ في آب 1960 انعقد المؤتمر القومي الرابع.. وسميً طالب شبيب وفيصل حبيب الخيزران من بين أعضاء القيادة الجديدة.

ـ أواخر 1960 كلفت القيادة القومية للبعث علي صالح السعدي بالعودة الى العراق وإعادة تنظيم الحزب فيه بسبب انهيار الحزب أثر فشل محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في تشرين الأول 1959 وهروب قيادته وكوادره خارج العراق.. ثم بدأ البعثيون العودة بالتدريج مع تقلص متابعتهم.. ومن بين العائدين طالب شبيب.

ـ العام 1962 أصبح شبيب عضواً في المكتب العسكري.. الذي شكله البعث للتخطيط لإسقاط نظام عبد الكريم قاسم.. فكان واحداً من الثلاثة الذين خططوا لانقلاب 8 شباط 1963.. وفعلاً استطاع إسقاطه في 8 شباط 1963 ليصبح طالب شبيب وزيرا للخارجية.

طالب: ولجان التحقيق:

ـ أشرف طالب شبيب بشكل مباشر.. وأخيه بهاء في العديد من عمليات التصفية الجسدية والتعذيب والاعدامات للعناصر التي تتهم انها مؤيدة للزعيم عبد الكريم قاسم.. او تتهم انها شيوعية.

ـ كما كان يعلم ما يجري ويدور من تعذيب وقتل للأبرياء واعدامات بالجملة في سجون ومعتقلات البعث.. كذلك في قصر النهاية .. واعمال (لجان التحقيق).. وباعترافه هو في مذكراته!!

ـ ووفقاً لمذكراته واعترافاته فإن آلافاً قُتلوا سحلاً وحرقاً.. خلال الايام الاولى للانقلاب.

صلاته بالمخابرات الأجنبية:

ـ يذكر المؤرخ فاروق صالح العمر “انه في صيف العام 1962 جمعه لقاء مع صديقه طالب شبيب الذي أخبره بأن له صلات سرية مع البريطانيين وهي تساعد حزب البعث حتى بالإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم.. وقد سافر في آب 1962 الى هناك وقام بترتيب لقاء مع المسؤولين البريطانيين ونجح انقلابهم بعد 6 أشهر.

ماذا قال شبيب عن: محكمة الشعب والمهداوي؟

يروي شبيب عن المهداوي قائلاً:
ـ عين رئيساً لمحكمة الشعب.. تلك المحكمة ظلت حتى هذه اللحظة تتحدى كل السلطات التالية في أن تقيم مثلها أو أفضل أو أكثر حرية منها.. بدلاً من العلنية الساخرة للمهداوي.

ـ نشأت بعده المحاكم السرية والقتل السرّي والتعذيب حتى الموت وتهديد الشرف.. وبصورة تتجاوز وتفوق ما سمع به الإنسان منذ تأسيس حضاراته الأولى ولحد الآن!!.

ـ يضيف شبيب قائلاً: إن قاعة الشعب التابعة لمحكمة الشعب تحولت بعد سقوط قاسم الى مسلخ بشري قتل فيها خلال شهر واحد أضعاف ما حكمت به محكمة المهداوي خلال أربع سنوات ونصف من عمر حكومة قاسم.. في حين ـ ويا للأسف ـ إن بعض السياسيين مازالوا يحصرون الاستبداد والدكتاتورية بعهد قاسم ومحكمة المهداوي دون غيرهما!!.

قطار الموت:

ـ رأى البعثيون بعد حركة (حسن سريع في 3 تموز 1963) إن وجود أكثر من (400) من الضباط والقادة الشيوعيين معتقلون في سجن رقم (1) بمعسكر الرشيد مصدر قلق لهم.. لذا قرر البعث نقل هؤلاء المعتقلون الى سجن (نقرة سلمان) الصحراوي.

ـ من جهته تبنى عبد السلام عارف واحمد حسن البكر وعبد الغني الراوي.. فكرة إعدام هؤلاء المعتقلين جميعاً.. لقيً هذا الطلب مقاومة شديدة من قبل البعض.. خاصة سكرتير مجلس قيادة الثورة (أنور عبد القادر الحديثي).

ـ وبعد قضاء ليلة مع البكر تمكن طالب شبيب وحازم جواد وأنور الحديثي من إقناع البكر للعدول عن فكرة الإعدام بالجملة!!.. وهكذا طلب البكر من عبد الغني الراوي أن يذهب الى (نقرة سلمان).. وهناك يجري تنفيذ الإعدام بـ (30) من الضباط الشيوعيين.. رفض عبد الغني السفر.. وقال: العدد قليل.. مطالباً بإعدام 150 على الأقل.

ـ لكن المتشددين اتخذوا طريقة أخرى لقتلهم.. فقد وضع الشيوعيون المعتقلون في سجن رقم واحد في قطار كانت عرباته مخصصة أصلاً لنقل البضائع.. وصبوا أرضيتها ب القير.. وأوصدت أبواب عربات القطار عليهم بإحكام من الخارج.. وانطلق بهم في الساعة الحادية عشرة صباحاً السابع تموز 1963 ومع ارتفاع شمس تموز الحارقة.. كان يمكن للركاب ـ حسب التقديرات العلمية ـ أن يموتوا بعد ساعتين من انطلاق القطار.. حيث تتحول كل عربة الى تنور متنقل أو فرن مغلق على لحوم بشرية.

ـ كان السجناء مكبلون.. بعضهم بـ (كلبجات) وآخرون بسلاسل حديدية.. وتوزع الحراس على الممرات بملابس مدنية أو فلاحيه إمعاناً في التمويه.. ومهمتهم منع أية محاولة لكسر الأبواب وتهريب أو هرب السجناء.

ـ بعد ساعة من تحرك القطار بدأ المعتقلون يعانون من الغثيان.. وهبوط ضغط الدم بسبب نقص الأوكسجين داخل العربات.. ولولا وجود عدد من الأطباء الضباط بين السجناء لما صمد السجناء أحياءً فترة أطول.. إذ أعطوهم النصائح بأهمية (مص) أصابعهم وأجزاء الجسد الأخرى لاستعادة بعض الأملاح المفقودة وغيرها من النصائح.

ـ وتتدخل الحظ وتوقف القطار في محطة المحاويل.. فأثناء التوقف اتصل شخص بالسائق (عبد عباس ألمفرجي) قائلاً: (خالي حمولتك ليست بضاعة بل سجناء سياسيين إنهم ضباط عبد الكريم قاسم).. ولما علم السائق انه يقود تابوتاً بهيئة قطار مصفح.. استبدت به الشهامة.. وكان لدى السائق ذاكرة ودية لعهد قاسم.. فانطلق فوراً بأقصى سرعة ممكنة فوصل بالقطار قبل موعده بساعتين.

ـ ولم يعرف لحد الآن كيف علمً نفر من أبناء سدة الهندية والديوانية بسير القطار.. فاتصلوا بمعارفهم في مدينة السماوة لاستقبال القطار ومساعدة السجناء.. وعندما فتحت أبوابه في السماوة تكشفت العربات عن حشرجات صادرة عن هياكل بشرية زاحفة للخارج.. في حين غاب آخرون عن الوعي.. ومات عدد من المعتقلين.. يقال بين عشرة الى شخص واحد.

ـ مرة أخرى لعب الأطباء السجناء دوراً مهماً في إنقاذ حياة السجناء.. إذ قفزوا الى الأمام وأرشدوا المستقبلين الذين أحضروا مياهاً مثلجة وحليباً.. فمنعوا السجناء من الشرب وطلبوا من الناس بجلب ماء دافئ وملح.. جرى كل ذلك وسط حشود من الناس تتعالى بينهم.. ولولة وبكاء النساء.. وعندما حاول رجال الشرطة والحراس الاعتراض تحدث معهم بعض الضباط السجناء فأخجلوهم وابتعدوا.. وقد سمى السجين الشيوعي: (حمدي أيوب) نجدة أهالي السماوة بـ (انتفاضة السماوة الصامتة).

ـ لقد علم أحد وجهاء السماوة.. وهو يسكن بغداد واسمه (السيد طالب) بخبر القطار.. فاتصل من بغداد بأهالي مدينة السماوة واستنفرهم.. فاحضروا من الزاد ما يكفي عشرات المرات للعدد المنقول في القطار.

ـ فيما استأجر السيد طالب شاحنة لوري وحمّلها بمواد غذائية مختلفة.. وسيّرها مع سيارات نقل السجناء من السماوة الى نقرة السلمان هدية منه.

شبيب.. والقضية الكويتية:

ـ لعب شبيب دوراً في حل أزمة العلاقات العراقية ـ الكويتية.. في لقاءات سرية مع بعض المسؤولين الكويتيين.. وما أثبتته الوثائق البريطانية من صفقات سياسية لطالب شبيب.
يرجع ذلك الى الرأي القائل إن البعثيين أخذوا رشوة من الكويت (هدية) لهم لقاء تدبيرهم الاعتراف باستقلال الكويت.. الذي رفض كل المسؤولين العراقيين الاعتراف بهذا الاستقلال ذاته.

ـ يعلق القيادي البعثي هاني الفكيكي على دور طالب شبيب والآخرين في تدبير هذا القرار بالقول: “تبقى الحقيقة حبيسة سرائر أولئك الذي استطاعوا فعلاً ترتيب الأمر”!!

الصراع بين البعث والضباط القوميين:

ـ كان أحد العوامل الرئيسية للصراع داخل قيادة حزب البعث هو الموقف من القوى القومية والناصرية والحركية.. فقد انقسمت القيادة القطرية في مواقفها إلى كتلتين.

1ـ كتلة حازم جواد وطالب شبيب: كانت تطالب بقيام جبهة واسعة تضم البعث وكل الفئات القومية والناصرية.

2ـ كتلة علي صالح السعدي: كانت تعارض هذا التوجه.. وقد أدى ذلك إلى تأزم الموقف واشتداد الصراع بين الجناحين أو الكتلتين.. وتصاعده حتى وصل الأمر إلى الموقف من السعدي نفسه.. عندما حاول جناح (حازم جواد وطالب شبيب) إزاحة علي صالح السعدي متهمين إياه بالتهور والتطرف.

ـ تعاون احمد حسن البكر مع عبد السلام عارف على إزاحة السعدي.. فكانت البداية قد تمثلت بإجراء تعديل وزاري في 11 أيار 1963 جرى بموجبه إعفاء السعدي من منصب وزير الداخلية.. وتعيينه وزيراً للإرشاد.. فيما جرى تعيين غريمه حازم جواد مكانه وزيراً للداخلية.. وكان ذلك الإجراء أول ضربة توجه إلى قيادة السعدي.

المؤتمر القطري الاستثنائي:

ـ في 11 تشرين الثاني / نوفمبر/ 1963عُقد المؤتمر القطري الاستثنائي لحزب البعث.. لانتخاب ثمانية أعضاء جدد للقيادة القطرية.. لكي يصبح العدد 16 عضواً بموجب النظام الداخلي الذي تبناه المؤتمر القومي السادس.

ـ غير أن المؤتمر لم يكد يباشر بإجراء الانتخاب حتى داهم (15) من الضباط المسلحين قاعة الاجتماع يتقدمهم العقيد محمد المهداوي.. الذي تحدث أمام المؤتمرين منتقداً سلوك البعض.. كما هاجم المهداوي قرارات المؤتمر القومي السادس واصفاً إياه بمؤامرة ضد الحزب.. وطالب بانتخاب قيادة قطرية جديدة تحت تهديد أسلحة الضباط المرافقين له.

ـ تظاهر المؤتمرون باختيار قيادة جديدة.. واشترك الضباط بالتصويت علماً بان بعضهم لم يكن بعثياً على الإطلاق.. وجاء على رأس القيادة الجديدة حازم جواد.. و طالب شبيب بالإضافة إلى فوز أنصاره.

ـ غير أن المهزلة لم تنتهِ إلى هذا الحد.. بل أسرع الضباط إلى اعتقال علي صالح السعدي.. ومحسن الشيخ راضي.. وحمدي عبد المجيد.. وهاني الفكيكي.. وأبو طالب الهاشمي الذي كان يشغل منصب نائب القائد العام للحرس القومي.. وجرى تسفير الجميع على متن طائرة عسكرية إلى العاصمة الاسبانية مدريد.

امتداد الصراع إلى الشارع:

ـ صبيحة يوم 13 تشرين الثاني قام منذر الونداوي ومعه طيار آخر بركوب طائرتين حربيتين من قاعدة الحبانية.. وقاما بقصف آمرية الانضباط العسكري.. وقاعدة القوة الجوية في معسكر الرشيد.. ودمرا خمس طائرات كانت جاثمة فيها.. وقصف القصر الجمهوري.. ودار الإذاعة.. دون وقوع أضرار جسيمة.

ـ انفجر الوضع المتأزم في ذلك اليوم.. وامتد الصراع إلى الشارع حيث اندفعت أعداد غفيرة من مؤيدي علي صالح السعدي ومن الحرس القومي إلى شوارع بغداد.. وأقاموا الحواجز في الطرق واحتلوا مكاتب البريد والبرق والهاتف ودار الإذاعة.. وهاجموا مراكز الشرطة واستولوا على الأسلحة فيها.

ـ الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم أذاع صالح مهدي عماش وزير الدفاع بياناً من دار الإذاعة حذر فيه أحمد حسن البكر من أن هناك محاولة لجعل البعثيين يقتلون بعضهم بعضاً.. وهذا ما لا يفيد إلا أعداء الحزب.. كما وجه نداءً للعودة إلى العلاقات الرفاقية وإلى التفاهم والأخوة.

ـ فرضت قوات الحرس القومي سيطرتها على أغلب مناطق بغداد.. ورفض البكر وعماش إعطاء الأمر إلى الجيش بالتدخل.. وأصبحت قيادة فرع بغداد للحزب هي التي تقود الحزب في تلك اللحظات الحرجة من تاريخ حكم البعث.. وطالبت تلك القيادة بإعادة السعدي ورفاقه إلى العراق.. وممارسة مهامهم الحزبية والرسمية.. غير أنها لم تفلح في ذلك.. واضطرت إلى الموافقة على إحالة القضية إلى القيادة القومية لتبت فيها.

عفلق.. في بغداد:

ـ مساء ذلك اليوم (13 تشرين الثاني) وصل بغداد مؤسس البعث ميشيل عفلق.. والرئيس السوري أمين الحافظ ..إضافة إلى عدد من أعضاء القيادة القومية.. الذين اقتنعوا بأن أساس الفتنة حازم جواد وطالب شبيب.. فأصدروا قرارا بنفيهم خارج العراق.. وحل القيادة القطرية التي جرى انتخابها تحت تهديد الضباط الخمسة عشر.. كذلك حل القيادة القطرية السابقة التي كان يقودها علي صالح السعدي.. وأعلن عن تسلم القيادة القومية للمسؤولية لحين انتخاب قيادة قطرية جديدة.. وتم إبعاد طالب شبيب.. وحازم جواد.. مع بعض رفاقهما بطائرة خاصة الى بيروت.

ـ لم يمض على أقامتهما في بيروت ثلاثة أشهر قرر (حازم جواد وطالب شبيب) العودة الى العراق دون الرجوع الى السلطات الرسمية العراقية.. واستقلا طائرة ركاب وصلت الى بغداد منتصف الساعة الثانية ظهر يوم 8 شباط 1964.. وكانا يعلمان بموعد وصول شقيقاهما بهاء شبيب وناظم جواد فتوجها الى انتظارهما في مطار بغداد.. وفي المطار سحب جوازا السفر الدبلوماسيان منهما.. ثم نقلا الى معسكر الرشيد مع شقيقيهما.. وابعدا الى بيروت ثانية من قبل السلطات العراقية.

نشاطه الجديد:

ـ أوائل العام 1966 اصدر عبد الرحمن البزاز (رئيس الوزراء) عفواً عن طالب شبيب.. وخلال الحرب العربية الإسرائيلية (حزيران 1967).. عين شبيب مديرا لمكتب الجامعة العربية في بريطانيا.

ـ بعد سيطرة البعث على السلطة العام 1968 عاد شبيب الى البعث.

ـ وعين ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة في 5 تموز / يوليو 1971.. ثم سفيراً في ألمانيا الغربية.

ـ أعيد الى بغداد العام 1976.. ليرشح بعدئذ سفير العراق في المكسيك بعد تأسيس علاقات دبلوماسية معها.. لكنه أحيل على التقاعد قبل أن يباشر العمل في المكسيك.

ـ نيسان العام 1977 غادر العراق الى نيويورك بحجة حضور اجتماعات إحدى لجان الأمم المتحدة التي كان عضواً فيها بصفة شخصية.. ولم يعد وعاش مغتربا بين لبنان ومصر حتى استقر في لندن.

نشاطه في المعارضة العراقية:

ـ بعد احتلال صدام الكويت في 2 أب1990 ركبً طالب شبيب الموجة.. وانضم الى صفوف المعارضة العراقية في الخارج.. وساهم في تأسيس تجمع سياسي معارض لنظام صدام في دمشق العام 1991 باسم (الهيئة العراقية المستقلة).. التي ضمت مجموعة من الشخصيات القومية المدنية والعسكرية.. منها: فلاح النقيب.. وبهاء شبيب.. وكانت برئاسة اللواء حسن النقيب.. والهيئة العراقية المستقلة شاركت في بعض مؤتمرات المعارضة العراقية في الخارج.. وأهم مشاركاتها:

1ـ مؤتمر بيروت.. الذي عقد في بيروت خلال الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت في المحافظات الجنوبية والوسطى في آذار 1991.. وحضر المؤتمر شبيب مع وفد القوميون المستقلون برئاسة حسن النقيب.

2ـ مؤتمر لندن التداولي الأول.. الذي عقد في تموز العام 1991.

3ـ مؤتمر فينا (16ـ 19 حزيران 1992).. وكان شبيب ضمن الجمعية العمومية التي انبثقت عن هذا المؤتمر.

4ـ المؤتمر الوطني العراقي الموحد: حيث انتخب طالب شبيب عضواً في المجلس التنفيذي للمؤتمر.

ـ إزاء الخلافات الحادة بين معظم تنظيمات المعارضة العراقية وبين رئيس المؤتمر الوطني العراقي الموحد احمد الجلبي استقال غالبية أعضاء هذا المؤتمر.. ومن بين المستقيلين طالب شبيب وكتلته.. وقد تضمن متن استقالته هجوماً شديداً على أحمد الجلبي.. الذي وصفه (بمدير شركة ساذج.. وحديث عهد في السياسة).

نهاية المطاف:

في أيلول / سبتمبر / العام 1997.. قضى طالب شبيب نحبه في لندن بمرض عضال.

الشبيب شهيداً:

ـ العام 2008 صدر قرار من مجلس الحكم المؤقت في العراق.. بناءً على طلب جلال الطالباني).. رئيس الجمهورية.. أعتبر طالب شبيب شهيداً كالعديد من السياسيين المعارضين لنظام صدام.. وحصلت عائلته على حقوق وامتيازات الشهيد بموجب قانون الشهداء.. ومن ضمنها الراتب التقاعدي.

وهكذا يتحول من يموت موتة طبيعية.. وهو يمثل ركنا من اركان ذلك المذهب المنحرف.. في اعترافاته أن جميع الاحتياطات والممارسات الاجرامية التي أرتكبها جلاوزة البعث بحق الشـعب العراقي.. وهو ايضاً العميل.. والقاتل.. والمساهم في اعدام الزعيم الركن عبد الكريم قاسم.. وقتل الاف المواطنين الوطنيين.. شهيداً !!

______________
ـ هذه الصورة في احدى صالات الاستراحة في مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة ٢٧ والتي عقدت في أيلول / سبتمبر/ ١٩٧٢ ويظهر في الصورة: طالب شبيب.. وعبد الكريم الشيخلي.. ومهدي الشعلان.. ونبيل نجم التكريتي.. وفي الجهة المقابلة لهم مرتضى سعيد عبد الباقي الحديثي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *