اسم الكاتب : رياض سعد
حتى وان كان جوهر العمل التطوعي نبيلا وراقيا وساميا؛ الا ان هذا لا يمنع من وجود العراقيل في طريقه وتربص السلبيين بالمنادين والعاملين به من أحرار وأشراف الناس .
ومن أكبر تلك المعوقات مخالفة القوانين والأنظمة والدساتير الوطنية والدولية من قبل البعض أو من قبل المتطوعين أنفسهم أحيانا .. ، فلابد من الالتزام بالقوانين ونشر ثقافة الحفاظ على النظام العام ونبذ كل سلوك أو فكر يدعو الى الخروج على القوانين والأنظمة واللوائح الإنسانية والتمرد عليها .
ومن عقبات العمل التطوعي والخيري، ضعف التأهيل وانعدام الخبرة؛ فمن المعلوم ان لكل عمل شروطا ولكل مهنة وحرفة مبادئها ’ وأسسها التي ينبغي السير عليها والعمل وفقها ، كي نضمن النجاح فيها، وهذا يتطلب منا معرفة أسرار هذه المهنة وكشف خصوصيات تلك الحرفة والعلم بأسباب نجاح هذا المشروع أو ذاك ، بالإضافة إلى ممارستها وتجريبها كي يزداد العامل فيها خبرة ومهارة وبصيرة ، فالنجاح حليف الشخص المؤهل و العامل المدرب والناشط الخبير .. .
ومن تلك العقبات والمنغصات أيضا ’ وجود الإنسان المنتفخ او ( السوبرمان ) الذي يرى نفسه فوق الكل واهم من الكل أو بتعبير أدق يعد نفسه محور العمل التطوعي وليس العكس؛ فمثل هكذا إنسان معقد يعرقل كل الأنشطة الإنسانية ويعطل كل الفعاليات التطوعية أو يكدر صفو المتطوعين وينغص عليهم مشروعهم .. ؛ فالمؤسسة الناجحة اما أن تحتوي هكذا أنموذج وتهذبه وتغيره نحو الأفضل أو تستغني عن خدماته وتخلص العمل التطوعي منه .
ومن أسباب ضعف العمل التطوعي وفشله وجود التكتلات المؤدلجة والشلل المنغلقة والمجموعات المتعصبة التي تحارب وتعادي وتسفه كل مشروع إنساني وكل عمل تطوعي لا يمر من خلالها بغض النظر عن أهميته وضرورته وجدواه وعن الجهة والمؤسسة والمنظمة التي ترعاه ..! .
ومن المعوقات التي تتنافى مع الأعمال الإنسانية والأنشطة التطوعية ’ الانفعالات والمزاجية ؛ اذ يجب على الناشط المدني والمتطوع ان يتحلى بالإنسانية والحرفية والحيادية والموضوعية ’ وان يعمل جاهدا لتحقيق الأهداف المنشودة من وراء هذا العمل التطوعي أو ذاك بغض النظر عن رؤيته الخاصة ومزاجه الشخصي وموقفه من فلان أو علان ’ فالانفعالات والتقلبات المزاجية تدمر العمل التطوعي وتنسف المشاريع الإنسانية نسفا .