زعيم عصائب أهل الحق يدعو أنقرة إلى سحب قواتها من العراق والإلتزام بالإتفاقيات بين البلدين.
اعداد : وكالات
بغداد – حذّر زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي المقرّب من إيران اليوم الجمعة أنقرة من محاولات استغلال عمليات التوغّل كذريعة لاحتلال أجزاء من إقليم كردستان وإيجاد خط حدود جديد باقتطاع مساحات شاسعة من أراضي العراق.
ودعا الحكومة التركية إلى سحب قواتها من كل العراق ومراعاة حقوق الجوار والإلتزام بالإتفاقيات بين البلدين. كما حث على التنسيق مع الحكومة الاتحادية لاتخاذ موقف موحد يضع حدا للأطماع التركية في الشمال.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد كلف مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي بالتنسيق مع سلطات كردستان لبحث تداعيات التوغل التركي المتكرر داخل الأراضي العراقية في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي.
ورغم مناشدة السلطات العراقية أنقرة التعاون معها دبلوماسياً لحلّ القضايا الأمنية المشتركة تتجاهل السلطات التركية كل هذه الدعوات مواصلة عملياتها العسكرية بذريعة ملاحقة المتمردين الأكراد.
وتشن القوات التركية منذ أيام عملية عسكرية في مناطق بمحافظة دهوك لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني التركي التي تتحصن بالمناطق الكردية العراقية وتشن هجمات على القوات المسلحة التركية.
ويعلن الجيش التركي بشكل متكرّر تنفيذ عمليات جوية وبرية ضد مقاتلي حزب العمال ومواقعهم شمالي العراق، مما أدى إلى اندلاع حرائق عديدة في المناطق الحدودية. كما ذكرت بعض التقارير أن القوات التركية أنشأت مواقع جديدة في الإقليم الكردي مما دفع الحكومة العراقية المركزية الى الاحتجاج مراراً.
واقترحت أنقرة في مارس/آذار الماضي إنشاء مركز عمليات مشترك مع العراق لمحاربة حزب العمال الكردي وطالبت بتوقيع اتفاقية امنية شبيهة بالاتفاقية الموقعة بين طهران وبغداد لحماية الحدود.
وبعد زيارة قام بها مسؤولون أتراك للعراق، صنفت بغداد الحزب “منظمة محظورة” وتطالب أنقرة الحكومة العراقية بممارسة دور أكبر في مكافحة هذه الحركة.
وبحسب تقرير منظمة “فرق صناع السلام” الأميركية فإن هذا التحرك العسكري التركي يهدف إلى الوصول إلى جبل هفت تبق ورسم خط أمني يبدأ من منطقة شيلادزى ويمتد إلى قضاء باتيفا، وسيمرُّ عبر ناحية ديرلوك وبامرني وبيكوفا بحيث تكون جميع القرى والبلدات والاقضية والنواحي والوديان والأراضي خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي، مما سيتسبب في فقدان حكومة اقليم كردستان العراق بين 70 و75 بالمئة من سلطتها على محافظة دهوك.
وكانت المنظمة الأميركية قد أفادت في منتصف شهر يونيو/حزيران الجاري بأن القوات التركية شنت قرابة 1000 هجوم على أراضي إقليم كردستان العراق خلال النصف الأول من العام 2024.
ويؤكد الجانب العراقي أنه لا يوجد أي اتفاق يمنح تركيا حق التوغل، باستثناء محضر اجتماع موقع عام 1984 ومدته عام واحد، يسمح للقوات التركية بالتواجد 5 كيلومترات فقط داخل الأراضي العراقية لملاحقة حزب العمال الكردستاني.