اسم الكاتب : صادق السامرائي
الحياة أفكار , والواقع مرآة أفكارنا , وعندما تموت الأفكار تموت الحياة , والذين يستحضرون أفكار الأموات يبيدون الحياة.
كيفما نفكر نكون.
والذين لا يفكرون لا يكونون , ولهذا فالعقل أساس الملك , لأنه يصنع العدل والجور معا.
فأين أفكار حياتنا؟
الأفكار المبثوثة في أوساطنا التواصلية والإعلامية , أفكار موتية , ماضوية , تناهض الحاضر ومقتضياته , وتناصر الغابرات وما تأتي به من تداعيات , فالسائد هو التغني بما فات , ونكران ما هو آت , لآن الواقع السلوكي يشير إلى الخذلان والتبعية والدونية والهوان.
ولعبت الجهات المستهدفة لمنطقتنا دورها المتطور والمتقدم تكنولوجيا وإليكترونيا في ترسيخ وتوطين الأفكار السلبية القاضية بأن الهدف ستقتله عناصره.
وبموجب ذلك تحقق تثوير العوامل الكفيلة بتدمير ذاتنا وموضوعنا , وإنطلقت الأقلام المرتزقة بالتبويق للمآرب التدميرية لوجودنا , وطردنا من ديارنا , والتخلص من أبناء البلاد , وإبادة العباد ببعضهم , فتألقت الطائفية والمذهبية وصار النور نارا , والنعمة نقمة , والمواطنة خطيئة , ولا بد من العرين المواجه لعرين , وسفك الدماء والعدوان من جوهر المعتقد والدين.
الأفكار الحية المعاصرة تجد ألف معارض ومعارض لها , وإن لم يصمت أصحابها , فالرصاصة القاتلة هي الفيصل!!
فمجتمعاتنا مخترقة ومنخورة من داخلها , ويلعب الإعلام والمنابر المؤدلجة دورهما التدميري الفتاك , في تمزيق الوجود المعتصم بما ينفع الناس , فلابد أن تكون القرارات والإجراءات مضادة للوجود الوطني والإنساني , وعلى المجتمع أن يتآكل ويبيد , ويصبح الذي أخرجه من الظلمات إلى النور , السلاح اللازم للقضاء عليه.
وهكذا يتم توظيف أسباب القوة والمنعة لتأكيد الضعف , والخواء والبلاء والإنهزام , فصارت الأجيال تستلطف المذلة والخنوع , والهرولة وراء كل شيطان رجيم.
وما أكثر الواعظين الداعين للصبر والتحمل , وهم يرفلون بالنعيم , والذين يخاطبونهم في حرمان وقهر مشين , ويعدونهم بأن الموت خير لهم من الحياة , لأنهم سينالون السعادة الأبدية , وسيتحررون من الدنيا الفانية النكراء.
فهل نحن في الدنيا أم نطارد خيط دخان؟!!