ديسمبر 12, 2024
download (1)

الكاتب : جمال الناصري

عندما اقر الرحيل، راح يلملم حاجياته الثمينة كما كان يعتقد بها، فوضعها في حقيبة السفر الطويل ، ثياب نصف جديدة ، كتب وكراسات خفيفة الوزن ، ثمة صور قديمة من الماضي، كان ينظر الى مكانه الذي يجلس به كل مساء و فراشه الذي ينام عليه ، لايستطيع ان يحمله معه ، فهو تاريخ وسجل للذكريات و الاحلام ..شعر بوخزة حزن مفاجئة وهو يلقي النظرة الاخيرة عليه قبل الرحيل ..

قبل ان يهم بالمغادرة، وقف امام جدار غرفته، ليلقي التحية على صور لأمه وأبيه الذين رحلا منذ زمان ، وصورة له عند تخرجه في دراسته الجامعية ..

عاد بعد سنين ، وجد ان كل شيء قد تغير ، فقد زحفت اغراض بالية على مكان جلوسه و نومه، فلم يرى اشياء جميلة سوى اكوام من الانقاض تدفن معها الذكريات ..نظر الى الحائط فوجد الصور هي ايضا تهالكت وغطى عليها الغبار ، فلم تعد كما تركها من قبل، فاصبحت بلون التراب ، صورته الوحيدة صارت الوانها باهتة ، تكاد ان تسقط الى الارض حيث تتدلى من عنق مسمار قد تراكم عليه الصدأ ..

جلس حزينا يعيد الزمن الى الوراء ، ادرك ان الانسان يموت، حالما يدلف من على عتبة باب الدار ، ان الموت في الذاكرة هو الموت الحقيقي للأنسان ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *