ديسمبر 3, 2024
3906bcb97

الكاتب : فاضل حسن شريف

جاء في الموسوعة الحرة عن اليزيدية: التسمية: تشير الأبحاث الحديثة أن اسم اليزيديين مأخوذ من اللفظ الفارسي (إيزيد) الذي يعني الملاك أو المعبود، وأن كلمة اليزيديين تعني ببساطة (عبدة الله) أو هكذا يصف أتباع هذه الديانة أنفسهم. ويطلق اليزيديون على أنفسهم لقب (داسين)، وهي كلمة مأخوذة من اسم أبرشية تتبع الكنيسة المسيحية الشرقية القديمة. ولا شك أنّ اسمهم (اليزيدية) عُرِف وانتشر قبل القرن السادس للهجرة بدلالة ما ذكره السمعاني في كتابه الأنساب في مادة (اليزيدي). وتذهب أبحاث تاريخية أخرى إلى القول إن معتقدات هذه الطائفة منحدرة من ديانات فارسية قديمة مثل الزردشتية والمانوية. ويرى بعض الباحثين أن اسم اليزيديّين جاء من اسم الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، لكن الكثير من المؤرخين يرفضون هذه الفرضية. ومن الأسباب التي أدت إلى هذا الزعم القول بأن يزيد يعتبره اليزيديون تجسيداً لروح الشخصية المقدسة (سلطان إيزي). ويشير علماء آخرون إلى أن كلمة (إيزيدية) مشتقة من (يزاتا) الفارسية القديمة بمعنى المقدس أو (يزدان) (الله). ويشير البعض إلى أن سبب تسمية اليزيديين بعبدة الشيطان أساسها رفضهم الجمع بين حرفي الشين والطاء، وتشاؤمهم من أي لعن، بما فيه لعن إبليس لأنه لم يسجد لآدم فإنه بذلك ـ في نظرهم ـ يعتبر الموحد الأول الذي لم ينس وصية الرب بعدم السجود لغيره في حين نسيها الملائكة فسجدوا، وإن أمر السجود لآدم كان مجرد اختبار، وقد نجح إبليس في هذا الاختبار فهو بذلك أول الموحدين. وجاء في كتاب الملل والنحل أن (اليزيدية) هم فرقة من الإباضية وهم أتباع رجل اسمه يزيد بن أبي أنيسة كان بالبصرة ثم انتقل إلى أرض فارس وكان من زعمه أن الله سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا جملة واحدة ينسخ به الشريعة الإسلامية ويكون على ملة الصابئة المذكورة في القرآن وليست هي الصابئة الموجودة بحران وواسط فذهب بعض الفاضل الذين بحثوا في أمر اليزيدية إلى أنهم من بقايا هذه الفرقة. لكن أغلب الباحثين يرون أنه لا علاقة بين يزيدية اليوم وتلك الفرقة وأن أتباع ابن أبي أنيسة قد لحقوا بغيرهم من الفرق التي بادت وبادت معها آراؤها. وأشير إلى أن أحد أمراء اليزيدية، وهو أنور معاوية الأموي، قال في إحدى مقالاته المنشورة على شبكة الأنترنت وبعض الصحف الغربية: (صحيح أن اليزيدية لها جذورها العراقية القديمة، إلا أنها اتخذت طابعها واسمها اليزيدي الأموي المتميز بعدما دخل فيها الجنود الأمويون الشاميون (12 ألف مقاتل) والذين استقروا في شمال العراق بعد هزيمتهم في معركة الزاب الأعلى بقيادة آخر خليفة أموي مروان الثاني في 750م.. لكن هذا التأثير بقي من الناحية البشرية وسببا لوجود العوائل الأموية في طائفتنا، لكن التأثير الأكبر حدث بعد مجيء عدي بن مسافر رضي الله عنه في القرن 12م، وهو متصوف شامي أصله من بعلبك في لبنان، ومن السلالة الأموية. قام هذا الشيخ الجليل بتجديد ديانتنا النابعة من شمال وطننا العراق بميراثه الآشوري البابلي، وتأصيلها مع ديانة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام). ويرفض الأمير أنور معاوية تغيير تسميتهم من اليزيدية إلى الإزيدية، ويقول: (أن دعوة تسمية اليزيدية بتسمية جديدة (إزيدية) هو أمر خاطئ، وليس له أي أساس من الصحة. هذه الدعوة التحريفية نشأت منذ عدة أعوام، وهي التسمية الإيرانية (الآرية) لليزيدية، في محاولة لإرجاع كل التاريخ والميراث الديني والحضاري للمنطقة إلى أسس عنصرية آرية معادية للشعوب السامية والتركستانية).

المنشأ: كان وما زال منشأ الديانة اليزيدية محل جدلٍ واختلافٍ بين الباحثين والكتاب. فأنتجوا العديد من النظريات والآراء التي لاحقها التخبط والتناقض. ويعود سبب ذلك لعوامل عدةٍ: أولها حقيقة أن ما كُتب عنهم قديماً كان بأقلام غير الملمين عمليا بأحوالهم ومعتقداتهم ومن غير المتعايشين شخصياً مع اليزيدية، واعتمادهم على المرويات من القصص والاستماع إلى الناس الذين يتناقلون الأساطير والحكايات عنهم بلا إسناد موثق. ثانياً هو انغلاق المجتمع اليزيدي وخوفهم من الأجانب والغرباء نتيجة الحروب والاضطهاد الذي مورس ضدهم الأمر الذي جعلهم يُحيطون ديانتهم بهالة من السرية والغموض. يضاف إلى كل ما سبق عدم وجود أسسٍ مكتوبةٍ لهذه الديانة حيث يحتفظ رجال الدين بأصولهم الدينية بالحفظ الشفهي وبالتالي يكون العلم عندهم محفوظاً في الصدور لا على الورق. كان اليزيديين يُسمَّون في فتراتٍ تاريخية سابقة بالداسنية، بل ما زال المسيحيون في العراق يطلقون هذا الاسم عليهم بلغتهم القومية الكلدانية والسريانية. ثم بعد ظهور الشيخ عدي الهكاري اشتهروا بالصحبتية والعدوية والهكارية. ويبدو أن تسمية اليزيدية أطلقت عليهم أيام سيطرة العثمانيين على كردستان والعراق. حسب الميثولوجيا اليزيدية فإن الشعب اليزيدي ينحدر من سلالة خاصة تختلف عن بقية البشر، فهم أبناء آدم فقط وبقية البشر أبناء آدم وحواء، حيث تقول الرواية اليزيدية أن آدم وحواء اختلفا حول عائدية النسل إلى أيٍّ منهما، فقررا وضع شهوتيهما في جرتين منفصلتين والإغلاق عليهما والأنتظار لمدةٍ من الزمن، فتحت حواء جرتها فشاهدت فيها ديداناً وعفونةً بينما احتوت جرة آدم على طفلٍ حيٍ، فسموه شيث ابن الجرة، ثم أرسل الله لشيث حوريةً فتزوجها وأنجب منها النسل المعروف الأن باليزيدية. يرى الباحثون اليزيديون أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة التي كانت قائمةً في بلاد ما بين نهرين. حيث يقول الكاتب اليزيدي أمين جيجو: (أن الأركان والركائز الأساسية للديانة اليزيدية تستمد من المعتقدات الدينية لبلاد ما بين النهرين وخصوصاً الديانة البابلية، والدين البابلي كما وصلنا في نصوص الألف الثالثة قبل الميلاد هو توليفةٌ من العوامل السومرية وعباداتٍ أخرى). حيث يربط اليزيديون ديانتهم مع الديانة المختصة بتبجيل الآلة نابو البابلي الذي كان يُعبد في مدينة بورسيبا (برس نمرود) حيث معبده الرئيس المسمى (إيزيدا). ويرون أن اسمهم قد أُقتبس من اسم هذا المعبد. وتعود عبادة الآلة نابو البابلية إلى نحو 1800 قبل الميلاد على أقل تقديرٍ، حيث تشير المعلومات التاريخية إلى إعادة بناء المعبد وتجديده في حكم حمورابي. فأصبحت عبادة نابو منتشرة في بلاد آشور التي تشمل منطقة الشيخان والزابين والجزيرة، فأقيمت تماثيله في مزارات بنيت لهذا الغرض في نهاية القرن التاسع قبل الميلاد، لتبلغ حينئذ هذه العبادة أوجها، فنجد أن لنابو هيكلاً في كالح النمرود وهي لا تبعد عن لالش أكثر من 70 كيلومتر. كما كان هناك مذبح مكرس للإله نابو في قرية (شدوه) التابع لمدينة سنجار (كبرى معاقل الإيزيدية في الوقت الحاضر). ومع سقوط بابل على يد الجيوش الأخمينية بقيادة كورش الكبير، التي قدمت محملة بعقائد دينية و الاله تختلف عن تلك التي كان يقدسها البابليين. تعرض شعب إيزيدا للاضطهاد والقمع واضطر للفرار إلى المناطق النائية في شمال العراق الحالي لينجو بدينه من الأجانب الغزاة.

جاء في موقع الحرة عن قصة إبليس في الديانة الأيزيدية للكاتب هشام بوتان: تشير التقديرات إلى أن عدد الأيزيديين بين 300 ألف و 750000 نسمة. ومركز تواجدهم شمال شرق الموصل في العراق وشمال سورية. وهم يعتبرون أنفسهم طائفة موجودة منذ الأزل من نسل آدم وحده. إذ يعتقدون أن آدم وضع منيه في وعاء فأنبتت الذرية الأيزيدية منها ثم خلق الله حواء ليتزوج بها وينجبون بقية البشر من غير الأيزيدية، وهم بذلك يعتبرون أنفسهم نسلا له خصوصية. تتفق الأيزيدية مع الإسلام في قصة رفض إبليس للسجود لآدم. ففي الرواية الإسلامية، أشار القرآن إلى هذه القصة في الآية (34) من سورة البقرة حين قال “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ” (البقرة 34). إلا أن الأيزيديين يختلفون في النتيجة التي وردت في الشق الثاني من الآية حيث لا يعتقدون أن رفض إبليس أدى إلى عقابه، بل على العكس، يعتقدون أن الله كافأ إبليس بجعله رئيسا للملائكة كونه الناجي الوحيد من الاختبار لأن الله كان قد طلب من الملائكة بعد خلقهم ألا يسجدوا لغيره. وبعد خلقه لآدم طلب منهم السجود له كنوع من الاختبار الذي لم ينجح فيه إلا إبليس، وبالتالي استحق أن يجعله الله رئيسا للملائكة، أي (طاووس ملك) حسب الأيزيدية. وهم يصلون له خمسة مرات في اليوم. الأيزيدية ليست ديانة تبشيرية، فلا تقبل أن ينضم إليها جدد لأن الأيزيدي يصبح أيزيديا بالولادة فقط. وهم يصفون أنفسهم بأنهم “عبدة الرب” ويقولون إن هذا ما يعنيه اسمهم. ويعرف إلههم الأعظم باسم “ئيزدان”، ويحظى بمكانة عالية لديهم بحيث لا يمكن عبادته بشكل مباشر، ويعتبرونه صاحب قوة كامنة، فمع أنه هو خالق الكون إلا أنه ليس حارسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *