الكاتب : فاضل حسن شريف
الآية تبين أن يوسف عليه السلام قد إستقبل المهاجرين الى مصر (أهله) بحفاوة وكرم بالغين ودعاهم لتناول الطعام على مائدته، ثمّ بعد ذلك أمر يوسف عليه السلام بأن تهيّأ لهم الغرف ليستريحوا فيها ويناموا. هذا درس قرآني يطبق في كل مكان وزمان، والآن الأهل اللبنانيون في محنة التهجير بل القتل والتدمير مما يتطلب الأقتداء ينبي الله يوسف بأطعامهم وايوائهم. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” ﴿يوسف 99﴾ “فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ” هاهنا حذف تقديره فلما خرج يعقوب وأهله من أرضهم وأتوا مصر دخلوا على يوسف وفي حديث ابن محبوب بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام أن يعقوب قال لولده تحملوا إلى يوسف من يومكم هذا بأهلكم أجمعين فساروا إليه ويعقوب معهم وخالة يوسف أم يامين فحثوا السير فرحا وسرورا تسعة أيام إلى مصر فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه وقبله وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك ثم دخل منزله واكتحل وادهن ولبس ثياب العز والملك فلما رأوه سجدوا جميعا إعظاما له وشكرا لله عند ذلك ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب حتى جمع الله بينه وبين أبيه وإخوته. وقيل: أن يوسف بعث مع البشير مائتي راحلة مع ما يحتاج إليه في السفر وسألهم أن يأتوه بأهلهم أجمعين فلما دنا يعقوب من مصر تلقاه يوسف في الجند وأهل مصر فقال يعقوب: يا يهوذا هذا فرعون مصر قال لا هذا ابنك ثم تلاقيا قال الكلبي على يوم من مصر فلما دنا كل واحد منهما من صاحبه بدأ يعقوب بالسلام فقال السلام عليك يا مذهب الأحزان وفي كتاب النبوة بالإسناد عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف ليستقبله فلما رآه يوسف هم بأن يترجل له ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرائيل فقال له يا يوسف إن الله جل جلاله يقول منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما أنت فيه ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال ما هذا يا جبرائيل قال هذا أنه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه. وقوله “آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ” أي ضمهما إليه وأنزلهما عنده وقال أكثر المفسرين أنه يعني بأبويه أباه وخالته فسمي الخالة أما كما سمي العم أبا في قوله “وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق” وذلك أن أمه كانت قد ماتت في نفاسها بابن يامين فتزوجها أبوه وقيل يريد أباه وأمه وكانا حيين عن ابن إسحاق والجبائي وقيل: أن راحيل أمه نشرت من قبرها حتى سجدت له تحقيقا للرؤيا عن الحسن ” وقال ” لهم قبل دخولهم مصر ” ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” والاستثناء يعود إلى الأمن وإنما قال آمنين لأنهم كانوا فيما خلا يخافون ملوك مصر ولا يدخلونها إلا بجوازهم قال وهب: أنهم دخلوا مصر وهم ثلاثة وسبعون إنسانا وخرجوا مع موسى وهم ستمائة ألف وخمس مائة وبضع وسبعون رجلا.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” ﴿يوسف 99﴾ آوَى إلَيْهِ أَبَوَيْهِ: ضمهما إليه و اعتنقهما و ادخلهما منزله. وخرج يعقوب وأهله إلى “مصر” قاصدين يوسف، فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسف إليه أبويه، وقال لهم: ادخلوا “مصر” بمشيئة الله، وأنتم آمنون من الجهد والقحط، ومن كل مكروه.
قال الله تعالى “فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” (يوسف 99) في الموسوعة الالكترونية لمدرسة اهل البيت: بعد أن حان فترة المجاعة الذي أخبر به يوسف في تعبيره لرؤيا الملك، ضاق العيش على الناس في بعض البلاد ومنها كنعان، فذهب إخوة يوسف إلى مصر لشراء الطعام، فعندما رأى يوسف إخوته عرفهم لكنهم لم يعرفوه، فأحسن إليهم يوسف وعاملهم معاملة حسنة، كما أرسل قميصه لأبيه فـ “أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً”. ثم توجه يعقوب مع أهله إلى مصر. ذكرت مصر فى القرآن الكريم خمس مرات: “اهبطوا مصراً فإنَّ لكم مَّا سألتم” (البقرة 61). “وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوَّءا لقومكما بمصر بيوتاً” (يونس 87). “وقال الذي اشتراهُ من مصر” (يوسف 21). “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” (يوسف 99). “ادخلوا مصرَ إن شاء الله آمنين” (الزخرف 51).
جاء في موقع أورينت عن العراق. كربلاء، ملاذ للاجئين اللبنانيين: يفرّ آلاف اللبنانيين من الغارات ليلجؤوا إلى مدينة كربلاء المقدسة، المزار للإمام الحسين. وهناك يتم استقبالهم بدعم من المنظمات الدينية والسكان المحليين الذين يُظهرون تضامنًا عميقًا. 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024، مطار بغداد الدولي، بعد التاسعة مساءً بقليل: طابور التأشيرات طويل على غير المعتاد بالنسبة للأجانب، وهو يتكون بشكل رئيسي من لاجئين لبنانيين – الذين يرحب بهم العراق رسمياً كـ“ضيوف” على حد قول الممثلين عن حكومته. يحملون أمتعتهم ويشقون طريقهم بسرعة إلى الخروج، حيث تحصل لقاءات عفوية. يتوقف بعضهم في بغداد، مثل قاسم، الذي التقى بوالدته. استقرت الأخيرة هناك بشكل مؤقت بعد فرارها من مدينة صور اللبنانية، والتي تم هُجرت مؤخراً نتيجة القصف. ويتوجه آخرون إلى السيارات التي تنتظرهم لنقلهم إلى كربلاء. وبعد اجتياز العديد من نقاط التفتيش، سيصلون مثلي ليلا، تحت أنظار صور آية الله علي السيستاني ومحمد صادق الصدر وابنه مقتدى، التي تزيّن جدران وشوارع البلدة إلى جانب كبار دعاة آخرين. رابط تاريخي: إلى حدود موفى شهر أكتوبر/تشرين الأول، وصلت الأرقام الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى 25 ألف لبناني في المنفى في العراق. ووفق وتيرة القصف الإسرائيلي، يمكن أن يصل إلى العراق ما معدله 900 لاجئ لبناني يوميًّا، يستقر معظمهم في مدينتي كربلاء والنجف المقدستين، بينما ينتشر آخرون في مختلف محافظات وسط وجنوب العراق، لا سيما بابل والبصرة وديالى وصلاح الدين. تتجذر العلاقات بين لبنان والعراق في هوية مشتركة قوية في كلا البلدين. وتحافظ الطائفتان على تبادلات ديناميكية، تتجلى في المشاركة في الاحتفالات التي تتخلل التقويم الديني وتؤدي إلى رحلات متكررة إلى المواقع العراقية. كما تشكل حوزة النجف مركزاً مهماً للتعليم الديني والاجتماعي والسياسي، حيث يتكوّن العديد من الطلاب اللبنانيين.