أدهم-الشبيب

ادهم الشبيب

مافعله الحكام العرب من تدجين شعوبهم عاد اليوم بالضرر عليهم دون ان يقصدوا ، الشعوب الحرة والواعية تؤثر في التوازن العالمي اذ لا تستطيع القوى الخفية المتحكمة في العالم ولا المخططات الظلامية ان تتجاوز على تلك الشعوب اما الحاكم فحسابه ياتي بمرتبة لاحقة عن شعبه ، وقوة شعبه وحريته تؤثر في مكانته العالمية ايجابا ليس لجهة انه من الديموقراطيين فينال مكافآت كاذبة من الزعماء الذين يقدمون انفسهم كزعماء العالم الحر بل لأن هؤلاء الزعماء وشعوبهم ومنظماتهم السرية تزودهم بتقارير ترعبهم من ردة فعل الشعب الفلاني وبالتالي هم يحاولون استرضاء قائده ويتجنبون فرض ارادات او قرارات انتفاعية او انبطاحية عليه بل يضطرون لتقسيطها او تخفيفها إيمانا منهم ان شعبه حر وواعي وسوف ينتفض عليه ، ف”إذا اردت ان تطاع فأمر بالمستطاع” .

وكان لدينا شواهد تاريخية كثيرة آخرها خروج شعب ماليزيا لإعادة مهاتير محمد المتقاعد واسقاط الحكومة المنتخبة قبل انتهاء ولايتها بسبب الفساد المرتبط بأمريكا ، وقبلها خروج الشعب التركي لحماية اردوغان المدني المنتخب ضد اكثر الانقلابات دموية في تاريخ تركيا -كان فيه قصف منشآت مدنية وعسكرية بالطائرات- ، والذي كان ممولا من اغنياء الدويلات العربية ومخططا له من القوى الغربية .

اليوم يحتاج السيسي وعبدالله بن الحسين وحكام عرب اخرون موقفا من شعوبهم يدفع عنهم الإهانات التي يمارسها ترامب بحقهم كلما أكثر من تناول الخمور والمخدرات او كلما طلب منه نتانياهو ان يجس النبض حول الشرق الاوسط ، ولكن الشعب العربي لم يعد حرا او واعيا او بغيرته القومية وحميته الاسلامية القديمة ، فقد قضى عليها الحكام الفاسدون والطغاة فأفسدوا الجامعات بالرقص والخلاعة ودجّنوا النقابات بالقرارات الارتجالية والبوليس وجهّلوا العوام واشتروا اقلام المثقفين بتوافه الدعوات والإيفادات وألهوا الفنانين بالرقص والمهرجانات ، أما العوام فقد اعفوهم من قوانين المراقبة الاخلاقية والاجتماعية فعاثوا في الانترنت فسادا ومن لم يثقله الفقر قضى على عقله وبيته الانحلال ، 

وها هو الشعب العربي صار مغيّبا بشكل كامل عن الأحداث والتحولات الكبرى التي تمس مصيره ووضع الحاكم الجائر نفسه في موقف يتمنى ان يخرج الشعب طوعا كما كان قديما ليرفض تصريحات ارعن امريكا لتكون له حجة يقابل بها الاهانة والاضطهاد السياسي الذي لا يجرؤ على الاعتراض عليه -حتى وان اراد ذلك- فالسيسي -الذي اضطر ان يخرج مؤيديه في مظاهرة رافضة مصطنعة فضحته- وعبدالله الذي استعرض قواته العسكرية البائسة ، اغرقوا انفسهم بالمساعدات والديون فلا يستطيعون الرفض بصرامة ، وسوريا نهضت للتو من ظلام نصف قرن وتونس والجزائر تحت غرائب قيس سعيد ومحافظة تبون والسودان تئن بجراحها والعراق فاقد البوصلة واليمن ممزق ولبنان تحت المعاهدات او القصف المدمر ، 

فكانت الفرصة المواتية لابن زايد ليطرح فكرة “شراء” سواحل غزة لاستثمارها في البناء وتهجير شعبها كما فعل واشترى اجزاء من مصر بالمال واحتل اجزاء من السودان بالمرتزقة من الرجال ، وللأمانة فان ترامب ونتانياهو لا يمكن ان يتجرؤوا على طرح فكرة تهجير اهالي غزة بحجة بنائها ولا يمكن ان يتصورا شعبا فقد مئات الالاف من الضحايا وهدمت دوره ولم يستسلم او يهرب ثم يخرج طوعا لفكرة تافهة من رجل ارعن ، إنما هو مكر الامارات وخبث حكامها هو الذي شجع ترامب ونتانياهو على تصور ذلك وجرّأهم على قوله 

نقول ان الشعوب العربية مازالت حية ومازالت غيورة ولم تمت رغم المرض وحكّام السوء ، وأرى ان لها وقفة قريبة ضد مجنون امريكا وعميل آل سعود ومعتوه مصر وهجين الأردن ومنحرف آل زايد وأمثالهم ،  لابد آتية ولو بعد حين.

ادهم الشبيب 10 شباط 2025

1 thought on “أين انتفاض الجماهير العربية ضد مخططات ترامب 

  1. شعوب مغلوبة على امرها.. انهكها الفقر والعوز وعدم الاستقرار السياسي.. والتخلف الذي ولده الاسلاميين والقوميين والشيوعيين..
    شعوب هي نفسها تحتاج من ينقذها.. فكيف تنقذ غيرها..
    شعوب جردت من اوطانها باسم القومية والطائفية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *