
عزيز الخزرجي
أنا و – أعوذ بآلله من الانا – التي هي علّة العلل في المصائب و المحن و الظلم الذي أحاط بآلعراق و الأمة و الناس, بسبب نفوس و تربية أعضاء الأحزاب و السّاسة العملاء .. النّص ردن .. أو أنصاف المثقفين الذين يجاهدون لمصالحهم الخاصة أولاً …!!
ففي كل حكومة جديدة أتت أو ستأتي قبل و بعد 2003م تُداس بأقدام الناس بعد فترة قصيرة بسبب فعالها و فسادها و سرقتها لحقوق الناس لتبدء إنتخابات جديدة على حساب حقوق الشعوب؛ و هكذا لتستمر المحنة و المظالم و تتعقد الأمور دون حلّ جذري بسبب فساد القوانين و و تسيس القضاء ألمبتذل الذي لا يرى رئيسها و الهيئة العليا معه سوى أرانب أنوفهم بسبب فقدانهم للفلسفة الكونية المفقودة و التي لا يعرفون حتى تعريفها ناهيك عن مضامينها حتى يومنا هذا!؟
لهذا تراهم يعفون عن المجرمين الكبار بشخطة قلم .. لتشابكهم معهم في المصالح, بينما يحاكمون ألفقراء على أشياء لا تستحق حتى إقامة مجلس تحقيقي عليها لمحاسبتهم!
لذلك سيستمر الفساد و المظالم و النهب و الفوارق الطبقية التي لم يتطرق لها أي قاض أو حاكم أو مجلس قضائي, بسبب الجهل !؟
لقد ظهر فيهم اليوم سياسي بخطاب جديد جرّب حظه من قبل سنوات ليثبت بأنه ليس بأفضل من الآخرين الذين حكموا البلد بآلمحاصصة و تقسيم السلطات و لغف الأموال, و كأن العراق مأدبة يتقاسمها رؤساء الكتل و القوميات و المذاهب لجيوبهم و لأجنداتهم, ليتم دفعه للوراء, حيث يقضون فترة الحكم بخطابات هوائية فارغة لا علم و لا أدب و لا حكمة فيها سوى ؛
إننا … و سوف… و سنبني … و سنُساوي… و سنحقق العدالة و الرفاه … والعيش الرغيد… و نوفر الخدمات الأساسية على الأقل و التي يتمتع بها حتى شعوب أفريقيا و الهند و الباكستان و البنغال و أفغانستان و صعاليك بلاد المغرب و مصر …
لكن في آخر المطاف و حين ينهبون كل الخزينة و تتعرض للإفلاس .. ترى أكثرهم يتنازل أو يهرب أو يستسلم و لسان حاله :
حاولنا لكن هناك ظروف صعبة …أو أن هذه الدولة و تلك لا تسمح لنا ببناء العراق!!؟
ولا يعترف بقصور تفكيره و عقيدته و ضعفه و فساد قلبه العفن بسبب لقمة الحرام التي لا يستسيغ غيرها, بل باتت هي المحرك لحياته و ثقافته ..
و هكذا ما زال هذا الموقف يتكرر و بظواهر مختلفة كان آخرها سياسة السوداني الذي سرق حتى لقمة الفقراء و العوائل التي مصدر رزقها لا يتحاوز (مائة ألف و خمسين ألف دينار), و التي لا تكفي لشراء حتى الدواء ناهيك عن تأمين الغذاء و اللباس و الخدمات!؟
نعم هذا هو واقع العراق السياسي منذ القديم .. بسبب الأحزاب و مرتزقتهم الذين ماتت ضمائرهم و فقدوا الدّين و الوجدان!
و إن هذا السياسيّ الذي كان جزءاً من الحكومة العراقية الفاسدة السابقة و الذي يدّعي الآن قيادة لجنة لأنقاذ العراق .. باسم السيدمحمد توفيق علاوي قد أعلن اليوم بأنه يسعى لتحقيق العدالة و توفير العيش الرغيد و المساواة ووووو …!!!!
و هنا نسأله سؤآلاً بسيطاً و عادياً لو كان رجلاً لأجاب عليه بصدق دون لف و دوران كما السياسيين السابقين, و هو :
أخي السيد محمد توفيق علاوي ؛ سؤآل محوري و من لسانك و هو:
[كيف يمكن تحقيق العدالة و توفير العيش الرغيد و المساواة في الحقوق بين آلمواطنين؛ و أنت آلذي لغفت سنوات و سنوات أموال الفقراء عبر رواتبك المليونية الحرام عندما كنت وزيراً للمواصلات .. بل و عملك على إستمرار و تعميق الفوارق الحقوقيّة و الطبقية المقرّرة في قوانين النظام الجاهلي العراقيّ القائم اليوم .. والتي قبلتها و طبقتها و لم تتطرق لها مرة حتى في حديثك اليوم, مستغلين جهل الشعب و عدم معرفته بحقوقه الطبيعية في عراق الخير و النفط و العتبات و الحضارات!؟
فهل يجوز لك أن تستغل أموال و حقوق الشعب لجهله بحقوقه الطبيعية!؟
سبحان الله على النفاق السياسي و الحزبي العراقيّ الذي فهم الناس فلسفة الحكم من خلالها, بأنها لضرب و نهب الأموال و الثراء, و كما فعل كل رئيس و وزير و نائب و مدير و حاكم و حزب و حكومة و تيار أتى و حَكَمَ و رَحَلَ تاركا ًوراءه المآسي و الفقر و المرض و الجوع؛ حيث جاؤوا و تكلموا و لا زال عن كل شيئ إلّا عن الرواتب و الحقوق و العدالة كانت محظورة و ممنوعة التطرق إليها, لتبقى .. بل و لتتعمق المآسي و الفروقات الحقوقية و الطبقية و الأجتماعية, و لتبقى سارية كقانون إستكباري ظالم مفروض مع مرور الزمن و كما هو الحال في بلادنا منذ ربع قرن ناهيك عن الأزمان السابقة و التي تمتد منذ أول حكومة تأسست في العراق عام 1922م و حتى قبلها بعد الأسلام!؟
كفاكم نفاقاً يا ساسة العمالة و النذالة و النفاق و التحاصص, فالشعب رغم قلة وعيه الفكري والسياسي؛ لكنه سيقاضيكم ويُحاكمكم هذه المرة عاجلا أو آجلاً لإرجاع الأموال التي سرقتموها بأسماء و عناوين خادعة كاسم الله و الوطن و غيرها !؟
و إعلموا بأن الشعب الذي لم يشارك منه سوى اقل من 10% في الانتخابات السابقة, سوف لن يشارك منه 10% في الانتخابات القادمة, بعدما أدرك و شهد فسادكم و نفاقكم و بلا حياء, لهذا يكون من الأفضل أن لا تُقام الانتخابات لنستفيد من أموالها لسد جوع و دواء و فقر الملايين من الشعب, بدل إنتخاب طبقة سياسية ستعمل بظل القوانين الظالمة السارية, و التي سوف لن تكون أفضل من سابقاتها بآلتأكيد, لأن لقمة الحرام مسخت قلوب المتحاصصين لأموال الفقراء ولا خير في نظام الحكم في العراق ما لم تتبدل القوانين الحقوقيّة و الإنسانيّة المعكوسة الآن و سيستمر خداع الناس و تخريب حياتهم و سعادتهم و وطنهم ما لم يزداد وعي الناس الذي يرتبط بمدى ثقافة الأعلاميين وأخلاصهم في عرض الحقيقة و عدم أدلجتها أو إخضاعها لمنافعهم فيتمّ تزويرها بحسب رضا نفوسهم و مصالحهم !؟
عزيز حميد مجيد