c6545a87-985c-4ceb-b20b-a5bf7c76f523

رياض سعد

أصبح العيش في مجتمعٍ يختنق بغيوم الكذب ضربًا من العذاب الصامت، فالخداع لم يعُد سُلوكًا استثنائيًا بل صار هواءً مُلوثًا نستنشقه في كل لقاء… ؛  الصغير يكذب قبل أن يتعلّم النطق، والكهل ينسج الأكاذيب كعادةٍ متأصلة، والشيخ يحيكها ورعًا زائفًا… ؛  لا فرق بين غنيٍ يزيف الحقائق ليحفظ ماء وجهه، أو فقيرٍ يلفّق الحكايات كي يُداري عَوَاره… ؛  الحبيب يعدك بأشياء لا يُضمرها، والصديق يتظاهر بالوفاء وهو يخبئ سكينًا تحت ثيابه، حتى الأم قد تلوذ بالكذبة البيضاء فتُصبِح سوداء بمرور الأيام. 

الغدر لا يأتي من عدوٍّ صريح، بل ممن تمنحهم جناحك ليطيروا بأمانتك، فيُسقطونك من عَلٍُ بلا رحمة… ؛ ثم تكتشف فجأةً أن البسمات المتبادلة كانت أقنعة، والكلمات العذبة لم تكن سوى سُمٍّ مُعلّب، فتبقى وحيدًا تُحاول إصلاح ما انكسر في داخلك، بينما هم يستعدون لاصطياد الضحية التالية...!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *