نقلا عن جريدة بغداد الصادرة في 8/1/2004
((الذات الجريحة )) للمفكر العراقي سليم مطر
في مناهج طلبة العلوم السياسية
أعظم ما في التغيير الذي وقع في العراق هو هذا :
قبيل ايام فاجئني أحد طلبة كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد بسؤال مباغت : أتعرف سليم مطر ؟
والمباغته , هنا , مردها ثقافة الطالب أولاً , وسبب سؤاله , ثانياً . فالطالب المعني لاينتمي الى النخبة الثقافية , على العكس , فهو ,شأنه شأن الآف الطلبة المعاصرين , نصف -إن لم نقل ربع – مثقف اذا ما اعتمدنا المعايير المتعارف عليها لتوصيف “المثقفين “ . قلت له – ولم السؤال عن “مطر “ فرد وهنا تأتي المباغته الحقيقية -لان استاذتنا من درس الاجتماع السياسي طلبت منا أقتناء كتابه “الذات الجريمة “ ليكون واحداً من كتب المنهج المقرر لهذا العام .
لعل الكثيرين سيتساؤلون الآن -مالغرابة أن يعتمد كتاب أسمه “الذات الجريمة “ ليكون منهاجاً دراسياً لطلبة كلياتنا . وللاجابة عن هذا التساؤل علينا معرفة المفكر “سليم مطر “ أولاً , فهذا المفكر العراقي المقيم حالياً في سويسرا كان عرف منذ منتصف التسعينات بوصفه واحداً من أكثر المفكرين أثارة للجدل , فهو يرى -مثلاً- ان العراق أمة وليس بلداً عادياً , وأن اولى المهام الفكرية التي يجب ان تضطلع بها اي سلطة قادمة في العراق يجب ان تنصب على اعادة بناء الهوية العراقية لجهة ان العراقيين عانوا طيلة قرون من تغييب قسري لهويتهم الوطنية وقد حدث ذلك من قبل الايدولوجيات القومية والماركسية والدينية والخ .. بعبارة ثانية , فأن كتاب “الذات الجريحة “ , المطبوع عام 1997 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر , والمعاد طبعه فيما بعد عام 2001 ليس سوى محاولة نظرية جريئة وجديدة لترسم ملامح الهوية العراقية كما يراها مطر , ثمة في الكتاب , افكار رائعة يبدو من الضروري الانتباه لها الان وربما تعميقها وتكريسها إعلامياً افكار مثل :- ان الانتماء لـ”العراقية “ يجب ان يسبق اي انتماء آخر وعلى الجميع ان يعمقوا هذا الانتماء ويكرسوه , لاعلى مستوى الاقوال حسب , انما على مستوى الافعال ايضاً . المسألة , بأختصار , ان انتباهة استاذة صديقي طالب العلوم السياسية لهذا الكتاب وتقريره في المادة التي تدرسها -الاجتماع السياسي – تبدو انتباهة في محلها , فنحن احوج ما نكون الآن لاعادة النظر في الكثير من المفاهيم لعل ابرزها مفهوم “الهوية العراقية “ التي صاغ المفكر “سليم مطر “تعريفاً جديداً لها . بالنسبة لهذا الطالب , كنت دليلاً جيداً فقد سبق ان التقيت بـ “مطر” ولي معه ذكرات جميلة , فضلاً عن ذلك فقد اهداني احد اصدقائه هنا , وأعني الشاعر علي عبد الامير كتاب “جدل الهويات” وهو كتاب ربما لايتوفر لدى الكثيرين في العراق .
يعمقوا هذا الانتماء ويكرسوه , لاعلى مستوى الاقوال حسب , انما على مستوى الافعال ايضاً . المسألة , بأختصار , ان انتباهة استاذة صديقي طالب العلوم السياسية لهذا الكتاب وتقريره في المادة التي تدرسها -الاجتماع السياسي – تبدو انتباهة في محلها , فنحن احوج ما نكون الآن لاعادة النظر في الكثير من المفاهيم لعل ابرزها مفهوم “الهوية العراقية “ التي صاغ المفكر “سليم مطر “تعريفاً جديداً لها . بالنسبة لهذا الطالب , كنت دليلاً جيداً فقد سبق ان التقيت بـ “مطر” ولي معه ذكرات جميلة , فضلاً عن ذلك فقد اهداني احد اصدقائه هنا , وأعني الشاعر علي عبد الامير كتاب “جدل الهويات” وهو كتاب ربما لايتوفر لدى الكثيرين في العراق .
حين سألت الطالب عن اسم هذه الاستاذة النبيهة قال :
“د. بلقيس محمد جواد “ , أجل أنها السيدة بلقيس محمد جواد … فمرحى لها .