اسم الكاتب : سليم مطر
من الاكاذيب الكبرى التي نجح بتمريرها علينا الشيوعيين وجماعتهم القوميين العنصريين، ما يسمى بمبدأ حق تقرير المصير(Right of self-determination). وهو مبدأ اطلقه الرئيس الامريكي (ولسون) بعد الحرب العالمية الاولى، ثم اكدت عليه الامم المتحدة عام 1960 . وهذا المبدأ بالحقيقة يخص اساسا وحصرا (البلدان المستعمرة) ولا يخص ابدا داخل البلد الواحد مهما تعددت فئاته القومية والدينية. لهذا فقد تم تطبيقه بصورة فعلية من قبل الدول الاستعمارية بمنح الاستقلال لمستعمراتها في انحاء العالم.
ولم تفكر أي من الامم الغربية تطبيقه على نفسها ابدا. فليس هنالك امريكي واحد يطالب به بالنسبة للسود مثلا، او الهنود او الناطقين بالاسبانية. بل هنالك الكثير من الباحثين يقولون لو ان امريكا طبقته على نفسها، لطالبت الكثير من الولايات الجنوبية باستقلالها، لانها حتى الآن تشعر بالانكسار من هزيمتها في الحرب الاهلية.
ولو طبقته بريطانيا على نفسها لاثر ذلك على وحدتها مع الايرلنديين والاسكتلنديين والغاليين.
ولو طبقته فرنسا على نفسها لاثر ذلك على وحدتها مع الكورس والباسك والالزاس والبروتون والاوكسيتان..
وهكذا دواليك الصين والهند وايران وروسيا وافغانستان واسبانيا وووووو 80 % من امم العالم.
نعم نقول ونكرر القول ان (مبدأ حق تقرير المصير) لا يخص داخل البلد الواحد، بل البلدان الاجنبية المستعمرة!
ولو طبق على دواخل البلدان، لحدثت مئات الحروب الاهلية والدولية.
اما بالنسبة لتطبقيه على داخل البلد الواحد، فهذه اكذوبه استعمارية امريكية مدعومة شيوعيا، وغايتها فقط السيطرة وتقسيم الامم الضعيفة، لخدمة مصالح الهيمنة الاستعمارية.
فمنذ سنوات طويلة لم يتم تطبيق هذا المبدأ الا على البلدان الضعيفة المناوئة للاستعمار الغربي: يوغسلافيا، جيكوسلفاكيا… واخيرا السودان!!!
فحتى الان لم يطبق على بلد مثل فلسطين تم احتلاله وطرد شعبه منذ سنوات قريبة وامام اعين العالم؟!!
لماذا هذا التوريط للاكراد؟؟؟!!!
على عكس ما هو شائع، فان هذا الشعار لا يخدم ابدا ابناء القومية الكردية، بل هو توريط لهم في كفاحات مزيفة لا تجلب لهم غير التضحيات والعداوات والاحقاد مع القوميات المجاورة في بلدان الشرق الاوسط. ومنذ عشرات السنين، قدم الاكراد الآلاف المؤلفة من التضحيات، التي لم تخدم بالنتيجة غير حفنة من القادة تجار الشعارات من القوميين العنصريين.
بينما كان من المعقول هو الكفاح من اجل تحقيق المطالب المشروعة للاكراد مثل جميع القوميات في العالم: الحصول على الحقوق الثقافية واللغوية، بالاضافة الى حق المشاركة الفعالة في قيادة الدولة والمجتمع.
لا احد يفهم، لماذا اذن يصر يساريونا وقوميونا على تكراره مثل الببغاء السكرانة بلا ضمير ولا تفكير. وهم بذلك يستغلون سذاجة سياسيينا وانكسار امتنا العراقية ومعاناتها من الهزيمة وتكالب الاعداء عليها مثل الضباع المسعورة؟؟!!
لا احد يفهم، لماذا هذا الاصرار على توريط لاكراد وحدهم بمثل هاذ الحق المزيف الذي لم ولن يجلب لهم غير الاحقاد والحروب، في بلادنا وفي عموم الشرق الاوسط؟!!
لماذا لا يمنح هذا الحق التوريطي للتركمان ايضا، والسريان كذلك، والشبك واليزيدية.. بل يمكن ايضا للشيعة والسنة كذلك؟؟!!
ثم لماذ لا نطالب به ايضا بالنسبة للفئات الاخرى التي تعيش في داخل المحافظات الكردية الثلاثة، حيث يقطن حوالي مليون تركماني وسرياني الى جانب الاكراد!!
ثم محافظة (كركوك) التي يطالبون بها، اكثر من نصف سكانها من غير الاكراد(تركمان وعرب وسريان)، فهل يحق لهم ايضا (تقرير المصير)؟؟!!!
وهذا يعني ان العراق سيصبح (يوغسلافيات) عديدة، والف مبروك لاسرائيل ولامريكا لوحدتهما الابدية.
ثم ان هذا الشعار القومي العنصري لا يؤثر على بلادنا داخليا فقط، بل اقليميا ايضا اذ يجلب لنا المشاكل مع دول الجوار ويجعلها تتدخل وتتآمر على بلادنا، خوفا من ان يشيع(حق تقرير المصير) بين شعوبها، وهذا هو الحاصل.
نعم انه (حق توريطي)، فما ذنب المساكين فلاحي القرى الكردية العراقية يعانون القصف التركي والايراني الظالم والتعسفي، لان قادة الاقليم لا يكفون عن المتجارة بشعاري(حق تقرير المصير)و(كردستان الكبرى)!!
وحدة الامة العراقية
المطلوب هو التأكيد المبدأي والحقيقي على وحدة الامة العراقية، بتنوعاتها القومية والدينية والمذهبية، مع احترام حقوق الجميع واشراكهم الفعلي بادارة الدولة والمجتمع.
آن الان ان يصرخ اصحاب الضمائر بصوت وطني واحد:
كفى للشعارات القومجية الثورجية التي ما كفت عن تمزيقنا وتوريطنا في حروب داخلية وخارجية لا تنتهي..
لا للشعار(حق تقرير المصير) الظالم والكاذب والعنصري..
ونعم لشعار: (الوطن كيان واحد، مثل بدن الانسان، صحته وسلامته بوحدته)!