منظمة عراقيون ضد الفساد
في ظل تصاعد الصراعات الشخصية والنفوذ الحزبي، باتت جميع الأجهزة الأمنية والاستخبارات الحكومية تحت سيطرة شبه تامة من قبل الأحزاب الولائية المسلحة، والتي تمارس هيمنتها دون تمييز واضح بين ما هو حزبي ضيق وما هو وطني جامع، مما يثير تساؤلات حول حياديتها ومدى قدرتها على الفصل بين المصالح السياسية والواجب الوطني.
*القطريون والاستفادة من تجربتهم باي معلومات تساعد في صلب البحث عن الباحثة المختطفة:
ما يثير لنا الدهشة حقًا هو التشابه المقلق بين هذه القضية وسيناريو سابق أعاد فتح ملفات ظن الكثيرون أنها طواها النسيان. ففي فجر 16 ك 1 2015 شهدت البادية الجنوبية العراقية عملية اختطاف دراماتيكية استهدفت 28 فردًا من العائلة الحاكمة في قطر وخدمهم، ومن خلال رحلة صيد مرخصة رسميًا تحت إشراف وزارة الداخلية العراقية. واستمرت الأزمة حتى 21 أبريل 2017 عندما أُطلق سراح المختطفين مقابل فدية خيالية تجاوزت المليار دولار نقدًا، دُفعت إلى قيادات “كتائب حزب الله” في عهد رئيس الوزراء السابق (حيدر العبادي) قائمة المختطفين، التي سُلمت حينها إلى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني – والذي كان على وشك تولي منصب وزير الخارجية القطري – كشفت عن وجود اثنين من أقرباء أمير البلاد من المقربين وهما : “جاسم ابن العم، وخالد زوج العمة” . ولذا لخبراتهم السابقة , تم الاتصال بهم من قبل فريق التفاوض الأمريكي لغرض الاستفادة من مأساة تجربتهم وطريقة وأسلوب الذي تم إطلاق سراح المختطفين وأية تفاصيل عن أسماء أو صور أو عناوين وظيفية كانت لدى الجانب القطر.
ولان بعد نجاح عملية الاختطاف، وما لم يتم نشره من قبل الاعلام “المقروء والمسموع والمرئي ” تم نقل المختطفين تحت جنح الظلام إلى قاعدة الإمام علي الجوية في الناصرية، حيث احتجزوا هناك لمدة يومين تقريبًا في عزلة تامة. لم يكن بوسع أحد، مهما علت رتبته العسكرية، أن يقترب منهم ، فكأنما أُحيطوا بحاجز من الغموض والسرية المطلقة, وبعد ذلك، بدأت رحلة جديدة لنقلهم إلى منطقة “جرف الصخر”، حيث تم وضعهم بين جدران البيوت المحمية بظلال أشجارها العائلية وبساتينها الكثيفة، التي شكلت درعًا طبيعيًا يصعب اختراقه.
ومن هناك، تفرقوا كالظلال في ليل دامس، حيث تم توزيعهم بعناية على مزارع تابعة لقيادات بارزة في مناطق سلمان بك والعطيفية. هذه الأماكن، المحاطة بهالة من السرية والحماية، تحولت إلى ملاذات آمنة كانت معها تذوب جميع الحقائق فيها الأدلة وتتلاشى معها الأسئلة في حينها.
*من جرف الصخر إلى أهوار العراق، رحلة الاختطاف المزدوج؟:
ومع كل يوم يمر تتكشف خيوط جديدة في قضية اختطاف الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف، لتضيف طبقة أخرى من الغموض والتشويق إلى هذا الملف الحساس. مصدر مسؤول مطلع، يمتلك إمكانية الوصول إلى أعمق أسرار هذه القضية، كشف لنا عن تفاصيل مذهلة تروي مسارًا متشابكًا لعملية لم تكتفِ بالاختطاف مرة واحدة، بل تضمنت “اختطافًا داخل اختطاف”، وفي ظل تحركات سرية تحبكها أيادٍ خفية.
ووفقًا للمصدر، الذي استند إلى أحاديث جانبية مع شخصيات قريبة من قيادات “الحشد الشعبي” وعلاقات حزبية وثيقة، فإن الباحثة “تسوركوف” وُضعت في البداية في منطقة جرف الصخر (النصر) وهي معقل معروف للفصائل الولائية المسلحة. لكن الرحلة لم تتوقف هناك بل تم نقلها إلى إيران، وإلى منطقة الأحواز قرب الحدود، فيما يُسمى بـ “الحسينيات الآمنة” ويقول المصدر للمنظمة وبنبرة تحمل مزيجًا من الثقة والحذر:” إنها ليست حسينيات بالمعنى الديني المتعارف عليه، بل هي منازل سكنية مُموهة تحتمي خلف هذا الاسم، تقع بالقرب من معسكر الشهيد الصدر سابقًا.
ولكن القصة تأخذ منعطفًا دراماتيكيًا بعد اغتيال القيادي في حركة حماس “إسماعيل هنية” وخشية أن تكتشف إسرائيل مكانها وتنفذ عملية كوماندوس لتحريرها، أعيدت بعدها ” تسوركوف ” إلى العراق بعملية خاصة، ومن دون علم قيادات الحرس الثوري الإيراني أنفسهم.
ويكشف المصدر المسؤول في تصريح يثير معه الكثير من التساؤلات والغموض حول من يمسك فعليًا بخيوط هذه اللعبة. وفي خطوة مذهلة “اختُطفت من مختطفيها مرة أخرى، لتجد نفسها في قلب أهوار جنوب العراق، تلك المناطق النائية التي طالما شكلت ملاذًا للمقاتلين والمتمردين عبر التاريخ. وآخر مكان معروف لها كان بين بيوت القصب والبردي في قرى الأهوار، يضيف المصدر، مشيرًا إلى أن الخاطفين استقروا بها في قرية هور أم النعاج، المتاخمة للأهوار الإيرانية، مع تنقلات متكررة بين أهوار الجبايش، هور أبو زرك، وهور الحمار وهم يعرفون المنطقة كما يعرفون أنفسهم.
ويتابع المصدر:” طبيعتها الجغرافية الوعرة، بمداخلها ومخارجها المعقدة، تجعل الوصول إليهم شبه مستحيل، وفي حالة الطوارئ، يكفيهم خطوات قليلة لعبور الحدود إلى إيران. مرة أخرى لان يوجد لديهم زوارق نهرية سريعة”.
وفي تفصيل تضفي طابعًا إنسانيًا غريبًا على هذا السيناريو المثير، يشير المصدر إلى أن: “وحدة نسائية خاصة تابعة لـ (مؤسسة الزينبيات) تتولى الإشراف على حالتها الطبية واحتياجاتها الصحية “.
في قلب مناطق الأهوار الشاسعة، حيث تتشابك الطبيعة المنيعة مع تاريخ موغل في الأسرار، قد يكمن الملاذ الأخير لهذا اللغز المحير ولكن مع كل خطوة تخترق أعماق هذا العالم الغامض، يزداد الستار كثافة، وتتوارى الحقيقة خلف ضباب كثيف وبيوت القصب وأعواد البردي المتشابكة؟ هنا، تبقى الأسئلة معلقة في الهواء، تنتظر من يجرؤ على كسر جدار الصمت الثقيل أو يغامر باختراق متاهة المستنقعات التي تبدو عصية حتى على أبنائها الأصليين، فما بالك بالغرباء الذين يقفون على أعتابها، حيث لا بداية واضحة ولا نهاية مرئية؟
ولكن السيناريو قد يتغير، إذا ما نُسجت خطة محكمة تتسلل عبر بوابة الخفاء وتكون من قبل وحدة المستعربين وذلك بتجنيد مرشدون محليون، مجندون من أهل الأهوار، يتحركون تحت غطاء هيئة دولية أو منظمة إنسانية، بحجة دراسة الأهوار وتنميتها، أو تقديم المساعدات لتحسين ظروف العيش، هذه الخطة تتطلب دهاءً استثنائيًا وحنكة لا تُضاهى، وهو ما يتقنه ببراعة فائقة جهاز “الموساد” الإسرائيلي، الذي طالما وعرفنا عنه في تحويل الظلال إلى ساحة لعملياته المحكمة, فهل ستُكشف خيوط هذا اللغز وسط المستنقعات، أم ستظل الحقيقة غارقة في الترقب والغموض؟
يتبع لمزيد من التفاصيل والخفايا لهذا الحدث ….
معآ يد بيد ضد مكافحة الفساد المالي والإداري والسياسي في العراق!
شعار المنظمة: بأن المعلومة يجب أن تكون متاحة للجميع، ويظل حق الاطلاع عليها حقًا أصيلًا للجمهور الراي العام دون تمييز!
منظمة عراقيون ضد الفساد
Iraqi-organization-against-corruptio@protonmail.com