اليوم العالمي للعيش معا بسلام (وألقوا اليكم السلم) (ح 3)

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في موقع اليوم السابع عن اليونسكو تحتفل باليوم العالمى للعيش معًا فى سلام: يحتفل العالم، اليوم الجمعة، الموافق 16 مايو، باليوم العالمي للعيش معًا في سلام والذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في ديسمبر 2017، بهدف تعزيز ثقافة السلام والتسامح والتضامن بين الشعوب. وبحسب بيان لليونسكو فإن محور الاحتفال لهذا العام يأتي تحت شعار “الأعمال من أجل السلام: طموحنا لتحقيق الأهداف العالمية”. وتهدف المناسبة هذا العام إلى تعزيز السلام والتسامح والتضامن بين الشعوب، تشجيع الحوار بين الثقافات والأديان ومحاربة التمييز والعنصرية والتطرف إضافة إلى تعزيز المصالحة الوطنية. ويتم خلال الاحتفالية تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية، إطلاق حملات توعية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تنظيم فعاليات ثقافية وفنية تعكس التنوع الثقافي والتعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لتعزيز قيم السلام. ويعد اليوم الدولي للعيش معًا في سلام فرصة للتأكيد على أهمية الوحدة في التنوع، والعمل المشترك لبناء عالم يسوده السلام والاحترام المتبادل، كما يعتبر دعوة للجميع، أفرادًا ومجتمعات، للانخراط في جهود مستدامة من أجل عالم أفضل. يشار إلى أن اليوم العالمي للعيش معًا في سلام جاء بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 72/130 تفاعلا مع مبادرة انطلقت من الجزائر خلال مؤتمر بوهران سنة 2014 للجمعية الدولية الصوفية العلوية “منظمة غير حكومية،وهي الطريقة المعروفة بالعلاوية الكائن مقرها الرئيسي بمدينة مستغانم”.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن السلم “إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا” (النساء 90) السَّلَمَ: ال اداة تعريف، سَّلَمَ اسم. السَّلَم: الاستسلام و الانقياد للصلح. و أسلم: انقاد و تديَّنَ بالإسلام. لكن الذين يتصلون بقوم بينكم وبينهم عهد وميثاق فلا تقاتلوهم، وكذلك الذين أتَوا إليكم وقد ضاقت صدورهم وكرهوا أن يقاتلوكم، كما كرهوا أن يقاتلوا قومهم، فلم يكونوا معكم ولا مع قومهم، فلا تقاتلوهم، ولو شاء الله تعالى لسلَّطهم عليكم، فلقاتلوكم مع أعدائكم من المشركين، ولكن الله تعالى صرفهم عنكم بفضله وقدرته، فإن تركوكم فلم يقاتلوكم، وانقادوا اليكم مستسلمين، فليس لكم عليهم من طريق لقتالهم.

جاء في موقع ضفة ثالثة عن اليوم العالمي للعيش معًا بأمان: نحتاج إلى ثقافة السلام للكاتبة سوسن جميل حسن: في 16 أيار/ مايو من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للعيش معًا في سلام. وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم في كانون الأول/ ديسمبر 2017، ويهدف إلى تعزيز السلام والتسامح والاندماج والتفاهم المتبادل والتضامن بين الأفراد والمجتمعات، فضلًا عن تشجيع احترام التنوّع الثقافي والديني، وترى فيه يومًا للاحتفال بالتنوع. اعتماد هذا اليوم من أجل هذا الهدف يعدّ جزءًا من إطار ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك المقاصد والمبادئ الواردة فيه، ولا سيما التصميم على إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب، والإعلان مع برنامج العمل المتعلق بثقافة السلام، هما الإطار العالمي الذي يجب على المجتمع الدولي، ولا سيما منظومة الأمم المتحدة، أن يعزز في إطاره ثقافة السلام واللاعنف لصالح البشرية، ولا سيما الأجيال المقبلة. هذا اليوم لا يمكن أن يمرّ من دون أن ينبش مكنونات صدور كثير من السوريين، بل صدور كثير من شعوب المنطقة العربية الموّارة بالحروب والصراعات، البعيدة، كل البعد، عن الحياة الآمنة والسلام، حتى بعد صمت السلاح فيها، كما سورية اليوم، فالسلام ليس مجرد غياب الصراع، بل هو عملية إيجابية ودينامية وتشاركية تعزز الحوار وحل الصراعات بروح من التفاهم والتعاون المتبادلين. وانطلاقًا من رؤيتها لأهمية احترام وفهم تنوع الأديان والثقافات في العالم، و”تفضيل الحوار والتفاوض على المواجهة ومساعدة بعضنا بعضًا”، اتخذت الجمعية العامة قرارات عديدة تندرج في إطار جدول الأعمال حول “ثقافة السلام”، مثل: القرار A/RES/52/15 المؤرخ في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1997، الذي أعلن فيه عام 2000 السنة الدولية لثقافة السلام. والقرار A/RES/53/15 المؤرخ في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1998، الذي أعلنت فيه الفترة 2001-2010 “عقدًا دوليًا لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم”. ثم القرار A/RES/71/252 المؤرخ في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2016 بشأن متابعة الإعلان وبرنامج العمل المتعلقين بثقافة السلام. يرى كثير من الدارسين والباحثين، في العمل الذي لا يزال يتعين القيام به للحفاظ على السلام واللاعنف، أنه أمر ضروري، ويجب السعي نحو تفعيله وبنائه باستمرار، وهذا هو سبب وجود منظمة الأمم المتحدة التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية التي تعدّ من أفظع الحروب في التاريخ البشري، بأهداف ومبادئ تهدف في المقام الأول إلى إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب. ويتمثل أحد هذه الأهداف في تحقيق التعاون الدولي على حل المشاكل الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع من دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين. هذه الأهداف تشكل منتهى طموح الإنسانية في ما لو تحققت، أو على الأقل تحقق جزءًا كبيرًا منها، لكن الوقائع تشير، كما يشير التاريخ، إلى أن البشرية تعاني باضطراد من الحروب والتمييز والعنصرية وعدم المساواة والظلم وعدم التكافؤ أو غياب العدالة في توزيع الثروات والحقوق، فكيف يمكن لهذه المناسبات أن ترسم عتبات موجّهة في طريق استقرار العالم وازدهار الإنسانية في جو من السلام والأمان؟ إن العيش معا في سلام يشكّل تحديًا عالميًا، ومحليًّا أيضًا في مناطق كثيرة على الجغرافيا البشرية. وفي عالم يزداد تعقيدًا وتشابكًا، يشكل التعايش السلمي بين مختلف المجموعات العرقية والدينية والثقافية مسألة حساسة ودقيقة للسلام والاستقرار. لكن، ومع الأسف، لا تزال الصراعات العرقية والدينية حاضرة بكثافة في العالم ويمكن أن تؤدي إلى العنف والاضطهاد والتهجير أو النفي، وتشكل عائقًا كبيرًا في طريق الاستقرار والنهوض وإعادة بناء الدول والمجتمعات التي تهدمت. وإذا كان هذا اليوم يمثل فرصة لنتذكر أن التنوع الثقافي والديني هو أحد الثوابت في واقع وتاريخ المجتمعات البشرية، وأن السلام والازدهار ممكنان إذا عملنا معًا، فعلينا العمل المستدام من أجل تعزيز هذه الفكرة، وترسيخ هذه الثقافة في أذهان الناس.

جاء في معاني القرآن الكريم: سلم السلم والسلامة: التعري من الآفات الظاهرة والباطنة، قال: “بقلب سليم” (الشعراء 89)، أي: متعر من الدغل، فهذا في الباطن، وقال تعالى: “مسلمة لا شية فيها” (البقرة 71)، فهذا في الظاهر، وقد سلم يسلم سلامة، وسلاما، وسلمه الله، قال تعالى: “ولكن الله سلم” (الأنفال 43)، وقال: “ادخلوها بسلام آمنين” (الحجر 46)، أي: سلامة، وكذا قوله: “اهبط بسلام منا” (هود 48).

جاء في موقع توينكل عن اليوم الدولي للعيش معاً في سلام واليوم العالمي للسلام: اليوم الدولي للعيش معاً في سلام يُحتفل به في 16 مايو من كل عام. تمّ تخصيصه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017 كوسيلة لتعبئة الجهود الدولية بشكل منتظم لتعزيز السلام والتسامح والتضامن والتفاهم والتكافل. على الرغم من أنّ كلا اليومين يُركزان على تعزيز السلام، إلا أنّ لهما أهدافًا وتركيزًا مختلفين، كما يلي: يهدف اليوم الدولي للعيش معاً في سلام إلى التأكيد على أهمية العيش معاً بسلام وتسامح في عالم متنوع، مع التركيز على دور التعليم والتثقيف في نشر ثقافة السلام. يركز اليوم العالمي للسلام على الدعوة إلى السلام العالمي ونزع السلاح، مع التركيز على جهود الأمم المتحدة في حفظ السلام وحل النزاعات. لذا، بينما يسعي كلا اليومين إلى تحقيق نفس الهدف النهائي المتمثل في عالم أكثر سلامًا، إلا أنّ لهما نهجًا مختلفًا لتحقيق ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *