الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في كتاب الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء عليها السلام للشيخ إسماعيل الأنصاري الزنجاني: عن أم أيمن، قالت: زوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ابنته فاطمة عليها السلام علي بن أبي طالب عليه السلام و أمره أن لا يدخل على فاطمة عليها السلام حتى يجيئه و ذكر الحديث. صحيح الأسناد، و لم يخرجاه. في المستدرك: أخبرني أبو بكر محمد بن القاسم الذهلي ببغداد، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا عمر بن صالح الدمشقي، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أم أيمن، قالت. عن الصادق عليه السلام في خبر: إنه ذكرت قوة اللحم عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال: ما ذقته منذ كذا. فتقرّب إليه فقير بجدي كان له فشواه و أنفذه إليه، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: كلوه و لا تكسروا عظامه، فلمّا فرغوا أشار إليه و قال: انهض بإذن اللّه. فأحياه فكان يمرّ عند صاحبه كما يساق. و أتى أبو أيوب بشاة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في عرس فاطمة عليها السلام فنهاه جبرئيل عن ذبحها، فشقّ ذلك عليه، فأمر صلّى اللّه عليه و آله زيد بن جبير الأنصاري فذبحها بعد يومين، فلمّا طبخ أمر ألّا يأكلوا إلّا باسم اللّه، و أن لا يكسروا عظامها. ثم قال: إن أبا أيوب رجل فقير، إلهي أنت خلقتها، و أنت أفنيتها، و إنك قادر على إعادتها، فأحيها يا حي، لا إله إلّا أنت. فأحياها اللّه، و جعل فيها بركة لأبي أيوب، و شفاء المرضى في لبنها، فسمّاها أهل المدينة (المبعوثة)، و فيها أنشأ عبد الرحمن بن عوف أبياتا، منها: أ لم ينظروا شاة ابن زيد و حالها * و في أمرها للطالبين مزيد و قد ذبحت ثم استجزأها بها * و فضّلها في ما هناك يزيد و أنضج منها اللحم و العظم و الكلى * فهلهله بالنار و هو هريد فأحيا له ذو العرش و اللّه قادر * فعادت بحال ما يشاء يعود. قال سبط ابن الجوزي بعد ذكر حديث عن جدّه في زواج فاطمة عليها السلام: قلت: و قد ذكر جدي أبو الفرج في كتاب (المنتخب في فضائل فاطمة عليها السلام): و قد أمر اللّه تعالى الجنان ليلة عرسها فحملت حللا و حليّا فنثرته على الملائكة. ثم قال جدّي عقيب هذا: يا عجبا يكون الحلل و الحلي لمن يكون فراشها جلد كبش. هلّا حلت لها منها حلة؟!، ثم قال: كلّا، مركب الملك أجلّ من أن يحلى. ثم ذكر حديث نثر الحلل و الحلي في الموضوعات.
ويستطرد الشيخ الزنجاني في موسوعته الكبرى أحاديث وروايات عن زفاف فاطمة الزهراء عليها السلام قائلا: قال عمّار بن ياسر رضى اللّه عنه: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السلام يوم زوّجه فاطمة عليها السلام: يا علي ارفع رأسك إلى السماء فانظر ما ذا ترى؟ فقال: أرى جواري مزيّنات معهنّ هدايا. قال صلّى اللّه عليه و آله: فهي خدمك و خدم فاطمة في الجنة، انطلق إلى منزلك و لا تحدث شيئا حتى آتيك. فما كان كلّا و لا حتى مضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى منزله، و أمرني أن أهدي لها طيبا. قال عمّار: فلمّا كان من الغد، جئت إلى منزل فاطمة عليها السلام و معي الطيب، فقالت عليها السلام: يا أبا اليقظان ما هذا؟ قلت: أمرني به أبوك أن أهديه لك. قالت عليها السلام: و اللّه لقد أتاني طيب من جوار من الحور العين، و إن فيهنّ جارية حسناء كأنها القمر ليلة البدر. فقلت: من بعث بهذا الطيب؟ قالت عليها السلام: دفعه إليّ رضوان خازن الجنة، و أمر هؤلاء الجواري ينحدرن معي، مع كل واحدة منهن ثمرة من ثمار الجنة في اليد اليمنى، و في اليد اليسرى تحية من رياحين الجنة، فنظرت إلى الجوار و إلى حسنهن. فقلت: لمن أنتنّ؟ فقلن: نحن لك و لأهل بيتك و شيعتك من المؤمنين. فقلت: أ فيكن من أزواج ابن عمّي واحدة؟ قلن: أنت زوجته في الدنيا و الآخرة، و نحن خدمك و خدم ذريتك. في دلائل الإمامة: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري القاضي، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن بن علي بن مالك السياري، قال: أخبرنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثني جعفر بن محمد بن عمارة الكندي، قال: حدثني أبي، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن عمار بن ياسر، قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السلام. سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، قال: لما ابتنى علي عليه السلام بفاطمة عليها السلام دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: (قوما إلى بيتكما، و بارك اللّه فيكما، و أصلح بالكما). ثم أغلق عليهما بيده. و حضر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله دخولها، و باركهما فقال: اللهم بارك فيهما، و بارك عليهما، و بارك في شملهما، ثم قرأ سورة الإخلاص و المعوّذتين، و أشار إلى علي عليه السلام و قال له: قم و ادخل بأهلك باسم اللّه و البركة.
ويستمر الشيخ إسماعيل الأنصاري الزنجاني في موسوعته الكبرى أحاديث وروايات عن زواج فاطمة الزهراء عليها السلام قائلا: و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قد أمر عليا عليه السلام أن لا يدخل علي فاطمة عليها السلام حتى يجيئه، فتبعتها بعد قليل من وصولها حتى وقف على الباب، فاستأذن، فأذن له، فقال: أثمّ أخي؟ فتعجّبت أم أيمن و قالت- و هي تتبسّط معه-: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه من أخوك؟ قال صلّى اللّه عليه و آله: علي بن أبي طالب. قالت: و كيف يكون أخاك و قد زوّجته ابنتك؟ قال صلّى اللّه عليه و آله: هو ذاك يا أم أيمن. ثم دعا بماء في إناء، و تلا بعض آيات القرآن الكريم و هو يحرك الماء بيده، ثم دعا عليا عليه السلام، فنضح على كتفيه و صدره و ذراعيه من ذلك الماء. ثم دعا فاطمة عليها السلام، فجاءت بغير خمار تعثر في ثوبها حياء، فنضح عليها من ذلك الماء، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله: و اللّه ما ألوت أن زوّجتك خير أهلي. ثم دعا صلّى اللّه عليه و آله لهما قائلا: اللهم بارك فيهما، و بارك عليهما، و بارك لهما في نسلهما. ثم انصرف و تركهما يرتشفان من السعادة الزوجية الصافية ما شاء اللّه لهما أن يرتشفا. قال الشيخ محمد عبد المطلب في قصيدته المشهورة بالعلوية، و هي 54 بيتا: تبصّر هل ترى إلّا عليّا * إذا ذكر الهدى ذاك الغلاما. إلى أن قال: و ما صهر النبي إذا تنادوا * كمن يدعو ربيعة أو هشاما و من تهدى البتول له عروسا * بنى في النجم بيتا لا يسامى بأمر اللّه زفّوها إليه * عشية راح يخطبها و ساما كأني بالملائك إذا تدلّت * بصحن البيت تزدحم ازدحاما فلو كشف الحجاب رأيت فيه * جنود اللّه تنتظم انتظاما أطافوا بالحظيرة في جلال * صفوفا حول فاطمة قياما تفيض على منصّتها و قارا * و تكسو حسن طلعتها و ساما فلو يحزن خديجة أن تولت * و لم تبلغ بجلوتها مراما تولّاها الذي ولّى أباها * رسالته و زوّجها الإماما قران زاده الإسلام يمنا * و شمل زاده الحب التئاما فإن تك خير من عقدت إزارا * و أكرم من تلثّمت اللثاما. قال البرزنجي: ليلة اجتماع القمرين في برج الصعود حضر لديهما أي علي و فاطمة عليها السلام صاحب المقام المحمود، و أخذ جرعة من ماء مبارك فيه، ثم مجّها فيه من فيه، و نضح به منهما الصدور و الرءوس، فكان عطرا فاق عرفا، و لا عطر بعد عروس، و أعاذهما و ذريتهما بالكلمات التامة من الشيطان الرجيم، و ألاذهما بالبركات العامة من البرّ الرحيم. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن مصطفي، قال: حدثنا عمر بن صالح الأزدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أم أيمن الأنصارية: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله زوّج بنته فاطمة عليها السلام علي بن أبي طالب عليه السلام، و أمره أن لا يدخل على أهله حتى يجيئه، فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتى وقف بالباب و استأذن، فقال: أثمّ أخي؟ إلى آخر الحديث. قال ابن منظور المصري: و روى بعضهم هذا الحديث: إن النبي صلّى اللّه عليه و آله دعا بهذا الدعاء لعلي و فاطمة عليها السلام: اللهم أرّ بينهما.