الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
عن موقع 964: توجه وزير الصناعة خالد بتال، اليوم الأحد، بالتهنئة للمهندسين في العراق بمناسبة يومهم العراقي 25 آيار 2025 وقال إنهم يمثلون أحد أعمدة التنمية وشريك فاعل في مسيرة النهوض والبناء، مُجدداً دعمه للكوادر الهندسية كافة لا سيما من في وزارته. تقدم معالي وزير الصناعة والمعادن البروفيسور المُهندس خالد بتّال النجم، بأحر التهاني والتبريكات إلى المُهندسين في عموم العراق، وبالأخص الكوادر الهندسية العاملة في وزارة الصناعة والمعادن وشركاتها الذين نعتز يعطائهم وإسهاماتهم في تطوير الصناعة الوطنية وذلك بمناسبة يوم المُهندس العراقي الذي يُصادف الخامس والعشرين من شهر أيار. مُوضحاً بأن هذا اليوم يُمثل مُناسبة للاعتزاز بما تُقدمه العقول الهندسية من إبداع وما تبذله من جهود في بِناء العراق ودفع عجلة الصناعة نحو مُستقبلٍ أفضل، مؤكداً إيمانه العميق بأن المُهندس العراقي بكفاءته العالية يُمثل أحد أعمدة التنمية وشريكٍ فاعل في مسيرة النهوض والبناء، ومُجدداً دعمه للكوادر الهندسية في الوزارة وتمكينهم وتطوير قُدراتهم وتعزيز أدائهم في تحقيق أهداف الوزارة وخدمة عراقنا الحبيب.
جاء في جريدة المدينة عن الهندسة في القرآن للدكتور ياسر عبدالعزيز حادي: الصنف الآخر من الهندسة ما يعنى بالأشكال المستوية أي التي تعتمد على بعدين اثنين طول وعرض كما في الأشكال المتشكلة من التقاء مستقيمات، كالمستطيل والمثلث وغيرهما، أو بعد قطري كما في الدوائر والمنحنيات، وهو ما يعرف بالهندسة المستوية (plane geometry). قال الله عزَّ وجل “حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ” (الكهف 96)، فالاستواءهو السَواء والمساواة، وهو فِعْلٌ لازِمٌ من قوله سَوَّيْتُه فاسْتَوى، نقول استوى الشيءُ مع كذا وكذا وبكذا، ويقال ساوَيْتُ هذا بذاكَ إذا رَفَعْته حتى بلَغ قَدْره ومَبْلَغه. وعند البناء يتطلب عمل تدريج في منطقة اللحمة بين مادتين مختلفتي السمك، مع ضرورة أن تكون وصلة اللحام ليست من النوع التراكبي، حيث أن الوصلة الملحومة في حالة التراكب تصبح في حالة قص واللحام ضعيف المقاومة لمثل هذا النوع من التحميل، فلفظ ﴿حَتَّى﴾ تعني من الناحية الهندسية ضرورة عمل هذا التدريج حتى تصبح الوصلة الملحومة متينة وقوية وتعطي مناعة ضد حدوث الشروخ بين الصفائح. ويقول الله عزوجل “أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (التوبة 109)، في الآية إشارات هندسية إلى أساسات المباني وطبيعة البناء التي تحكم درجة صمود البنيان ومتانته، أو تؤدي إلى انهياره، وتضمنت عدة إشارات تمس جانبا من علم ميكانيكا التربة والأساسات، وبينت الآية وجها من أوجه الإعجاز الهندسي في القرآن الكريم يمكن استنباطه من المفاهيم والإشارات الهندسية التي وردت في نص الآية. إن القرآن الكريم كلام الله أنزله رحمة للعالمين، ويشفي به صدور قوم مؤمنين، فيه منهج كامل لا يزال يمدنا بأنواع من العلوم، ويفجر لنا كنوز المعرفة، ويحيي عقولنا بإثارة الفكر، وفوق كل هذا نور يهدينا إلى سواء السبيل. اللهم اهدنا به واجعلنا ممن قرأه فوعاه وحفظه وعمل به.
جاء في دار السيدة رقية عليها السلام للقرآن الكريم عن ألفاظ الهندسة المدنية في القرآن الكريم للمهندس منذر كاظم آل هريبد: ثالثاً: أجزاء الأبنية: وقد ذُكرت في القرآن الكريم ألفاظٌ تدل على أجزاء من الأبنية وهي: 1- السُّقُف والسلالم: والسُّقُف جمع سقف، وتحدثنا الآية (33) من سورة الزخرف “وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ” (الزخرف 33) والمراد ـ والله أعلم ـ: لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ولجعلنا لهم بيوتاً لها عدة طوابق ولها سلالم جميلة “وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ” (سورة الزخرف 33)، و(المعارج جمع معراج وهو الوسيلة التي يستخدمها الإنسان للصعود إلى الطبقات العليا) (الأمثل ج12، هامش ص376). 2- الأرضيات: وقد وردت بلفظ (صرح) في قصة النبي سليمان عليه السلام ومجيء ملكة سبأ، فقد أمر سليمان عليه السلام أن تصنع احدى ساحات قصوره من قوارير وأن يجري الماء من تحتها فلما وصلت ملكة سبأ إلى ذلك المكان “قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ” (النمل 44) فلما رأته ظننته نهراً جارياً فرفعت ثوبها لتمر وسط الماء وهي متعجبة من سبب وجود هذا الماء الجاري، وكما يقول القرآن “فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا” (النمل 44) إلا أن سليمان عليه السلام التفت إليها وقال: “إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ” (النمل 44). والصرح معناه الفضاء الواسع وقد يأتي بمعنى البناء العالي والقصر وفي الآية المشار إليها آنفاً معناه ساحة القصر، أي فضاؤه الواسع ظاهراً، و (الممرد) معناه الصافي، والقوارير جمع قارورة وهي الزجاجة (الأمثل: ج9، هامش ص455). وفي هذه الآية الكريمة إشارة لاستعمال الزجاج كمادة بنائية لتبليط الأرضيات، كما تؤكد روعة التصميم الهندسي ودقة التنفيذ إلى الحد الذي جعل الملكة تراه نهراً جارياً فوق سطح الأرض. 3- الباب: الباب يقال لمدخل الشيء وأصل ذلك مداخل الأمكنة كباب المدينة والدار والبيت (مفردات ألفاظ القرآن: ص150)، وقد ذكر بمعناه المعروف في عالم البناء في آيات عديدة منها “وَاسْتَبَقَا البَابَ” (يوسف 25)، و”وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ” (يوسف 23)، أما الآيات التي ذكر فيها ولم يقصد منه ذلك فمنها: “فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ” (الأنعام 44). الأسس: قد وردت بلفظ (القواعد) في قوله تعالى: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ” (البقرة 127)، والقواعد جمع قاعدة، أي الأساس، ورفعها البناء عليها (تفسير القرآن الكريم، السيد عبد الله شبر: ص20). وللزجاج رأي آخر في معنى القواعد، إذ قال: (القواعد: أساطين البناء التي تعمده) (لسان العرب: ص361، مادة (قعد))، وعلى هذا المعنى فإن القواعد تدل على جزء إنشائي آخر هو الأعمدة. وهناك من الباحثين من يُدخل الآية “أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ” (التوبة 109)، وهي تحكي قصة مسجد ضرار في موضوع بحثنا، ويعتبرها تعطي إشارات هندسية عن نوعية الأسس وأسباب فشلها، حيث يقول الباحث يوسف غريب: (تناولت الآية عدة عوامل ذات تأثير فعال ومباشر في تأسيس أساسات المنشآت، فلفظة (أساس) معناها في اللغة أصل كل شيء، وأساس البناء مبتدؤه، وفي الهندسة: التأسيس والأساس هو العنصر الإنشائي الذي يستخدم لنقل الأحمال المؤثرة من البنيان إلى التربة أو الأرض (شبكة الانترنت العالمية، موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ـ مكة المكرمة، مقالة (من صور الإعجاز الهندسي في القرآن الكريم)).
عن وكالة سنا الاخبارية: 25 ايار يوم المهندس العراقي: أتقدم بأحر التهاني وأطيب التبريكات إلى كافة المهندسين والمهندسات بيومهم الاغر في عراقنا الحبيب و بمختلف الاختصاصات تقديرًا لجهودهم المخلصة وعطائهم المستمر في بناء الوطن وتطوير البنية التحتية وخدمة المواطنين في هذا البلد المعطاة. إن مهنة الهندسة كانت ولا تزال حجر الزاوية في نهضة الأمم وتقدمها ومن واجبنا جميعاً بالأخص الإعلام أن نعتز بهذه الرسالة النبيلة ونواصل المسير بعزيمة وإخلاص مسترشدين بالمبادئ المهنية العالية وروح الانتماء والمسؤولية. فمن العراق ظهر عبقارة هذا المجال وتصدروا العالم في مجال الهندسة فالمهندسة العالمية العراقية زهاء حديد نضرب مثلنا العراقي العالمي فعراقنا العزيز يتصدر العالم والأمة في جميع وشتى الاختصاصات. كل عام وأنتم بخير وكل عام ومهندسونا فخرٌ لوطنهم وأملٌ لمستقبل أجياله سائلين الباري عز وجل أن يديم عطاء بناة المستقبل خدمة للمسيرة العلمية والعمرانية في بلدنا الحبيب ومزيد من التقدم والابداع. رئيس مؤسسة النهار للثقافة والإعلام الدكتور حسن جمعة.
جاء في موقع اعجاز من صور الإعجاز الهندسي في القرآن الكريم للدكتور يوسف محمد غريب: “أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (التوبة 109) الاستنباط الثاني: ثمة إشارة هندسية في قوله تعالى (فَانْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ)، فذكر (به) في الآية أعطى مدلولاً واضحًا ومحددًا لشكل وهيئة الانهيار، حيث إن الجرف انهار به البنيان، فالانهيار هنا ناشئ عن خلل في منطقة الجرف وليس في البنيان ذاته، وفي ذلك تعبير قرآني بليغ. فالحق لم يقل (فانهار في نار جهنم) لأن المعنى في ذلك يحتمل التساؤل: أيهما الذي انهار؟ الجرف أم البنيان؟ فالفعل (انهار) يحتاج إلى فاعل مفرد مذكر، وكل من الجرف والبنيان مفرد مذكر. وبناء على ذلك ففي قوله: “فَانْهَارَ بِهِ” دقة في التعبير القرآني تجعل المفهوم الهندسي واضحًا ومحددًا، نحو شكل الانهيار الحادث، فهو جاء نتيجة لانهيار الجرف وما عليه من بنيان. هندسيٌّا يجوز أن يكون الانهيار بسبب أي من هذه الاحتمالات، ولكن المراد من التشبيه هو توضيح الفرق بين من أسس بنيانه بنية التقوى من الله ورضوانه، ومن أسس بنيانه بنية النفاق والكفر، فمفهوم البنيان ثابت في الحالتين، ولكن الاختلاف في التأسيس، وبناء على ذلك، ففي قوله تعالى: (فَانْهَارَ بِهِ) دقة بليغة في التعبير وتجسيد كامل للمفهوم الهندسي بأن الانهيار يحدث بسبب الجرف الذي يتم عليه التأسيس، وتبعا لذلك ينهار المبنى المؤسس عليه، بينما (فانهار في نار جهنم) لا تجسد هذا المفهوم الهندسي. الاستنباط الثالث: من قوله تعالى: “شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ”. يمكن استنباط إشارة هندسية تمس تأثير شكل المرتفعات ونوع التربة في سقوط الأجسام، فالآية الكريمة وضحت ثلاثة عوامل مؤثرة في تحديد أقصى سرعة لسقوط الجسم، وبالتالي أكبر كمية حركة وهي ما يعرف بقوة الانهيار. فالعامل الأول درجة الميل: فكلما كان الميل شديدًا كانت سرعة الجسم كبيرة. وأقصى سرعة نصل إليها حين يكون الميل رأسيًا أي يصنع خط الميل 90 درجة مع المستوى الأفقي ـ وبالتالي فإن قوة الانهيار تكون أقصى ما يمكن واللفظة (جرف) توحي بهذا المفهوم الهندسي. فهي في اللغة تأتي بمعنى بئر أو حفرة. وفي علم المساحة الطبوغرافية قد تأتي بمعنى مرتفع أو منخفض. ومع عدم وجود قوى مقاومة ممثلة في الاحتكاك في جسم الجرف لأن حافة الجرف رأسية فإن الجسم المنهار سيتحرك بعجلة تساوي عجلة الجاذبية الأرضية. وطالما أن الجسم يتحرك تحت تأثير وزنه وبعجلة تساوي عجلة الجاذبية الأرضية، فإنه يصل لأقصى سرعة له. وحيث إن كمية الحركة تتناسب طرديٌّا مع مربع السرعة، فإن سقوط وانهيار الجسم (كمية الحركة) تصل لأكبر قيمة لها عندما تكون السرعة أقصى ما يمكن، وهو ما يحدث عندما يسقط الجسم من على الجرف. والفاء في قوله: “فَانْهَارَ” تدل على هذه السرعة، كما دل عليها التحليل الهندسي. والعامل الثاني نوع التربة: فكلما كانت التربة التي يتكون منها الجرف (المرتفع) غير متماسكة، زادت سرعة وكمية حركة الجسم وازدادت قوة الانهيار. واللفظة (هَارٍ) توحي بهذا المفهوم الهندسي. فمعناها في اللغة: مشرف على السقوط ولكنه لم يسقط. والعامل الثالث مكان تحميل الجسم: فكلما كان الجسم قريبا من حافة الجرف ازدادت السرعة وكبرت كمية الحركة لعدم تغيير زاوية الميل أثناء الانهيار. ولفظة (شَفَا) توحي بهذا المفهوم الهندسي. وهكذا تتكامل الألفاظ الثلاثة في قوله تعالى “شَفَا جُرُفٍ هَار” لتجسيد المعنى وتصويره تصويرا فنيًا بشكل ملموس في الواقع. والمفاهيم الهندسية المستوحاة من نص هذه الآية الكريمة أكسبت المشهد حركة وحيوية، فساعد الحس الهندسي على حضور الصورة ورسوخها في الذهن. ومن هذا المفهوم الهندسي للآية يمكننا إثارة مفاهيم بحثية ودراسية، تمس الجانب التطبيقي في ميكانيكا التربة والأساسات، وهي تحديد وحساب قوى الانهيار في المنشآت، وتأثيرها على المنشآت المجاورة، والمفاهيم الهندسية الواجب وضعها في الاعتبار لتلافي حدوث هذه الانهيارات.