حميد الطرفي
رأيته في آذار من عام 2020 غضبان أسِفاً وهو ينهال على الغرب وكل حضارته بالقدح والذم ، مهلاً يا صديقي ما الخبر ؟
قال: بضميرك هل تقبل من رئيس وزراء دولة تدعي أنها صاحبة أقدم وثيقة تاريخية في الديمقراطية وحقوق الإنسان (الماكنا كارتا عام 1215م ) أو ما يسمى بالميثاق الأعظم وهو يخطب في البرلمان قائلاً ( يجب عليّ أن أصارحَكم وأصارحَ الشعب البريطاني بأنكم ستفقدون الكثير من أحبائكم مبكراً) ،
كان ذلك بوريس جونسون في 13/3/2020 إبان أزمة كورونا وبالفعل فقد فقد البريطانيون والفرنسيون والإيطاليون وكل العالم الآلاف من كبار السن خاصة بسبب الجائحة .
عندما تكون الأزمة أكبر من طاقة الدولة على حلّها فما على القائد أو الزعيم أو المسؤول الأول إلا أن يصارح شعبه ويشرح لهم الأسباب والموجبات لتلافي ردة الفعل غير المحسوبة أو استغلال القوى المعادية للدولة لمثل تلك الأزمة والقضاء على الشائعات ومنع استثمار الأزمة في السياقات الانتخابية ومساعدة الشعب للحاكم في تجاوزها .
أزمة الكهرباء في العراق لا يمكن حلها وفق المعطيات الحالية وكل المتخصصين يقطعون بذلك جزماً ، ولأسباب عديدة لسنا في مجال ذكرها الآن ؛ على صاحب القرار ، رئيس الوزراء حصراً أن يوضح ذلك للشعب بكل شجاعة ، استجابةُ الدولة بهذه الطريقة لتظاهرة هنا وتجمع هناك ليس حلاً بل هو إغراء لأن يتظاهر الجميع وبالتالي سقوط المنظومة الكهربائية بأكملها ،
سيادة الرئيس اطلب من الناس ان يتفهموا الحال وقلها بكل صراحة عليكم ان تتعاونوا وتصبروا ثلاثة أشهر من كل عام حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، ووضح الاسباب بكل أريحية، ذلك أفضل بكثير من التفاؤل في غير محله أو الوعود التي لا تنفذ أو إلقاء اللوم على هذا وذاك .
قال علي عليه السلام في عهده لمالك الأشتر : (وإن ظنت الرعية بك حيفا فأصحر لهم بعذرك، واعدل عنك ظنونهم بإصحارك، فإن في ذلك رياضة منك لنفسك ، ورفقا برعيتك، وإعذارا تبلغ به حاجتك).
الصورة : من الأرشيف أيام الأزمة كوفيد-19 .