عزيز الخزرجي
منذ سقوط الصنم العراقي صدام على يد الأمريكان ثم إعدامه و تشكيل أوّل حكومة شبه مُنتخبة؛ كتبتُ مئات المقالات و ربما تعدت الألف مقال, لمساعدة و دعم الحكومات التي تشكلت تباعاً لأداء دورها بشكل سليم تضمن الحقوق و آلعدالة و إستمرارها لتأدية مهام عملها بإتجاه الحق, إضافة إلى التأكيد على وجوب تشكيل المؤسسات الرسميّة و لجان الرقابة بما فيها لجنة (إجتثاث البعث) و غيرها من المفاصل الظرورية, إلّا أنّ الذي شهدته و بعد السنوات العجاف التي مرّت أنّ هؤلاء الممسوخين(الحكومة و البرلمان و القضاة) لم يأتوا أساساً لتطبيق مبادئ العدالة الأنسانيّة و لا الأسلامية و لا لاجل الحق بل لتحكيم معايير الباطل وقد لا أجانب الحقيقة إن قلت بأنهم يجهلون الحق بسبب التربية الفاسدة التي تربّوا عليها من زمن البعث ومن خلال مؤسساته الظالمة التي أحياها معظم دعاة اليوم بمن فيهم المالكي و الجعفري و العسكري ووو وهكذا باقي المتحاصصين الممسوخين ثم إنقلبوا في عشيّة و ضحاها إلى (دعاة ميامين) لأجل النهب و الفساد, و هم و ربما لحد الآن لا يعرفون أهم شوارع بغداد ناهيك عن مبادئ و أساسات الدعوة! وفوق هذا الظلم و بدل أن يُحاكم (لجنة أجتثاث البعث) التي كنت أوّل من دعى لها – البعثّين و المجرمين؛ قاموا بتشكيل جلسات عنيّ لتزكيتي و بآلمقابل دعم رجال البعث و ضباط المخابرات!
فهل قرأتم مثل هذه القصة في هوليوود أو دزني أو أية دولة في العالم!؟
بآلمقابل تركوا المجرمين و حتى ضباط الأمن و المخابرات و تسلم الكثير منهم مسؤوليات خطيرة.. بل و إحتضنوا و دعموا الفاسدين و السارقين و أخلوا سبيلهم و هم الآن أحرار مع المليارات التي سرقوها و منهم فلاح السوداني و نور زهير جاسم المظفر و العسكري, بل و دعموهم ليدخلوا المجال السياسي عبر البرلمان .. و هكذا .. و نحن طوال تلك الفترة كنا نحذرهم و نرسم لهم طريق الخلاص و النجاة .. لكن للأسف تبيّن أنهم أساسا لا يريدون الحق و العدالة.. بل أولاد حرام إمتلأت بطونهم و بطون عوائلهم و ذويهم و من شاركهم على تفليش و إفلاس و تدمير العراق بآلمال الحرام…!!
المهم ؛ لم أرى بداً إلّا إعلان الحرب و المعارضة ضدّهم لأني رأيت العراق بدل أن يتقدم للأمام يتأخر كل يوم و تزداد معاناة الناس, و فوقها يتفنن الفاسدون المتحاصصون بسرقة ما أمكن , بحيث وصل إلى بيع أفخر و أرتب جامعة ( هي جامعة البكر ) التي خرّجت آلاف المختصين في الشؤون العسكرية على كل حال وصل الأمر إلى عرضها للبيع بعد ما حولها بعد 2003م إلى جامعة إسلامية باسم [جامعة الأمام الصادق(ع)] بإشراف و رعاية المدعو السيد الشامي بركه, ليعرضها قبل فترة للبيع بسعر 50 مليار دينار!!
فكيف يمكن أن تفلح دولة يباع حتى مراكزها الحضارية و العلمية إلى البيع لأجل المنافع الشخصية و الحزبية!؟
و آلآن أريد من كل مسؤول و رئيس و وزير و مستشار و برلماني أو مستشار أن ينكر أو يُبرر حلاً لفقرة واحدة من التالي:
– تشظئ الخطاب السياسي العراقي إلى متاهات إختلط فيها الحق مع الباطل و الحابل على النابل!؟
– فقدان الهوية العراقية في نظام الحكم؛ هل هو ديمقراطي ؛ رأسمالي ؛ إشتراكي ؛ إسلامي ووو!؟
– تنوع السخط الجماهيري الداخلي حد القيام بتظاهرات رفضت النظام القائم على الفساد والنهب!؟
– تنوع السخط الخارجي و تنوعه على كل صعيد و إتجاه ؛ عسكري و سياسي و إقتصادي ووو!؟
– وجود أكثر من 200ألف (ماستر كارد وكي كارد) مزوّرة تستخدم من قبل متحاصصين معنيين!؟
– لحد الآن لم تدخل ضمن الموازنة كل سنة ما بين 8 – 12 مليار دولار عوائد المنافذ الحدودية!؟
– وجود بنوك عائدة للأحزاب تقوم بعملية غسيل آلأموال بشكل رسمي لمصالح داخلية و خارجية!؟
– وجود سخصيات كيوسف الكلابي إشتروا جميع أملاك بيت البنية بما فيها مسجدهم في الصالحية!؟
– بيع موانئ و أملاك و أراضي عائدة للعراق و للخارجية العراقية مقابل الرشوة لوزراء و قادة !!؟
لتلك الأسباب التي واحدة منها تكفي لأقالة حكومة برمتها ؛ لن أسامح هذه الحكومة, و أطالب من كل الجماهير و ممن يدعي بأنه مسلم حقيقي و صدري الأنتماء و ثائر على الظلم و الباطل أن يحاكم الفاسدين و من حولهم و من دعمهم لأنقاذ العراق!
و إلا فلا مستقبل حتى لهذا الجيل ناهيك عن الأجيال المسكينة القادمة التي ستواجه الخراب و الدمار و ستسب و تلعن هذا الجيل صباحا و مساءاً لأنهم السبب في كلّ ذلك الثمار و الفساد الذي سيرثوه لتلك الأسباب التي باتت علنية و معروفة للجميع.
و الله يستر من الجايات.