كتاب الأجرة والمرتزقة الإلكترونيون جنود مأجورون على جبهة الوهم..!

ايادة الامارة

بدأت معرفتي بهؤلاء من خلال حوار خاص مع أحمق «أصفر» بَـدين بلا دين، الحوار متعلق بــ حملة كتابة، وإدارة صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بــ “أسماء مستعارة”، للنيل من جهات معينة، وسيدفعون مُـقابل ذلك أجراً عاليا..!
ومحل إقامة في وسط بغداد في مكاتب فارهة..

سألتُ هذا المحاور، وهو الآن من أصحاب المنابر ومن الدائرين بفشلهم:
ولماذا؟
قال لي: نواجه بذلك خصومنا “منافسيهم”!
قلتُ: هذه الطريقة ستزيدكم خسارة.
وفعلاً زادته وزادتهم خسارات مُـتكررة إلى يومنا هذا.

ولكن هذه الحالة الصفراء «القبيحة» تحولت إلى ظاهرة عراقية، تُـفتح لها مكاتب فارهة، ويُـقدّر مرتزقتها بمناصب رفيعة، وتُـخصص لهم أموال “سحت” طائلة ..

مقالي فيهم:

في زمن اختلط فيه الحق بالباطل، وارتفعت فيه أصوات الكذب فوق همسات الحقيقة، برز جيش جديد لا يحمل السلاح، لكنه يخوض أعنف الحروب وأشدها ضراوة:
إنها
“الجيوش الإلكترونية”
أو كما يُـسميها البعض
“الذباب الألكتروني”

تلك المجموعات التي تُـدار بأجر، وتُـباع أقلامها وكلماتها لمَـن يدفع أكثر!
وهم ليسوا مناضلين ولا أصحاب قضايا ولا من ذوي الفطنة والبصيرة وليسوا مثقفين أو كتاباً مُـحترفين، بل هم مرتزقة “رقميون” ليس لديهم القدرة على كتابة أكثر من “تغريدة” بائسة أو بوست مهلهل أو مقال مُـتخم بالعيوب، مستعدون لتغيير جلدهم ومواقفهم كما يُـغيّـر المرتزق بدلته العسكرية، وكل ذلك مقابل المال!
لديهم قٌُدرة عالية لأن يكونوا حواشي “حشو” وأمتهن بعضهم “الگوادة” تجلون عن هذا الأسم الكريه.

هؤلاء لا ينتمون إلى مبدأ ولا إلى قيمة ولا إلى وطن، بل إلى الرصيد البنكي والمكافآت السرية ..
تراهم في الصباح يُـسبّـحون بحمد مسؤول فاسد، وفي المساء يلعنونه إذا تغيّـر مصدر الدفع ..
يمدحون بتوجيه وإن كان الممدوح لا يستحق، ويذمون بتوجيه وإن كان المذموم حراً شريفاً من ذوي الوعي والبصيرة ..
إنهم تجار كلام، وعمالة مؤقتة في سوق الأكاذيب ..
وهؤلاء ليسوا لجهة ما، بل هم لكل الجهات، مع كل مسؤول، مع كل رئيس وزراء، و«الغمان» يقبلون بهم، وعلى حد تعبير أحدهم “يخلصون شغل: كتابة وگوادة(تجلون عنها) وغير شغلات”!

ما أخطر هذه الظاهرة على المجتمع؟
إنها تهدد الوعي الجمعي، وتُـضلّـل الرأي العام، وتشوّه صورة الشرفاء حين يتجرأ أحدهم على قول الحقيقة ..
فيتحول صاحب المبدأ إلى “عدوّ”، ويُـرفَـع المرتزق إلى مقام “الخبير” و”المحلل السياسي”!

سيبقى المرتزق مأجوراً، مهما غلّـف نفسه بالشعارات ..
وسيبقى السياسي الذي يعتمد عليه أجوفاً، مفضوحاً عند أول امتحان شعبي ..
أما صوت الحقيقة، فهو وحده مَـن لا يُـشترى، ولا يُستأجر، ولا يُـسكَـت.

٤ تـمـوز ٢٠٢٥