منظمة عراقيون ضد الفساد
على مسرح الذل الوطني. الواقع المرير، الذي يرى فيه الطيارون العراقيون طائرات إسرائيلية تجوب سماء العراق بحرية، مُزوَّدة بالوقود جوًا كأنها في استعراض لعرض عسكري، والذي أثار موجة غضب عارمة بينهم، مع توجيه اتهامات للحكومة العراقية بالتخاذل والخضوع للضغوط الأمريكية. هذه الحكومة التي أصبحت عاجزة وأجواء مستباحة من دون حسيب ولا رقيب والتي أثارت سخرية العالم بإعلانها بـ “إغلاق الأجواء” بينما مئات الطائرات الإسرائيلية تعبر سماء العراق، تُثبت مجددًا أنها مجرد واجهة هزيلة تفتقر إلى أدنى مقومات السيادة. بدلاً من دعم طياريها أو إصلاح طائراتها المعطلة، تكتفي بغداد ببيانات بالية تُردد شعارات فارغة، بينما إسرائيل تُحوّل الأجواء العراقية إلى ممر جوي لضرب إيران، بدعم لوجستي أمريكي يشمل تزويد الطائرات بالوقود فوق أراضي العراق. هذا الانتهاك، الذي يُكرّس العراق كدولة فاشلة، يُصفع بصمت الحكومة المُذل، التي تخلت حتى عن كرامة طياريها، تاركةً إياهم يغرقون في إحباطهم وغضبهم.
ضمن مساعي المنظمة لكشف الحقائق قدر الإمكان لجمهور الرأي العام وكذلك والاهم وضمن التفاعل أصحاب الشان والاختصاص لما يتم نشره من معلومات صحفية استقصائية موثقة ومن خلال تعقيبات وتوضيحات السادة المسؤولين الأفاضل ومتابعتهم للشان العراقي وما يحدث من تطورات على الساحة السياسية في المنطقة الشرق الأوسط فقد أوضح لنا عدد من السادة المسؤولين والطيارين توضيحات وتعقيبات في قاعدة بلد الجوية وكذلك قاعدة الرشيد الجوية توضح ما جاء بالأخبار الصحفية السابقة التي تطرقنا فيها حول دور القوة الجوية العراقية في الاكتفاء بالتفرج على انتهاك سيادة الأجواء العراقية من قبل الطيران الإسرائيلية والإيراني على حدا سواء والغصة والغضب والاستهجان والامتعاض الذي انتاب طيارين القوة الجوية العراقية وهم يشاهدون سماء الوطن مباحة بهذه الصورة المخزية بفضل حكومة أحزاب طائفية منشغلة في كيفية الاستيلاء على ما تبقى لها من غنائم وأموال وامتيازات تاركة سماء الوطن مباحة لكل من هب ودب وبدورنا سوف نستعرض الردود والتعقيبات والتوضيحات التي وصلت للمنظمة كما هي:
يذكر احد السادة الطيارين في السرب التاسع في قاعدة بلد الجوية :”أن جميع طائرات (F /16Q) التي تم استيرادها بكلفة تفوق كلفتها المادية الحقيقية تستخدم لمهمة واحدة فقط لا غير وتتمثل بضرب أهداف وأماكن ومعسكرات تواجد “تنظيم داعش” حتى أن احد الطيارين قبل فترة وأثناء تناولنا لطعام الغداء في بهو الضباط وبحضور قائد السرب وبعض قادة القاعدة الجوية حاول أن يمازح أو يطلق نكته أو استهجان سموها ما شئتم قال له لهم وبصوت مسموع وبما معنها ( سيدي لماذا لا نكتب على الطائرات هذه يافطة إعلانية و نقول فيها أنها مخصصة فقط لضرب تنظيم داعش) لم يتم تدريب على الاشتباك الجوي وعلى على الطيران الليلي ومواصفات هذه الطائرات من الناحية التقنية وأسلحة الحرب ألإلكترونية هي بدائية جدا وبسيطة لذا لا يغنكم اسمها وصيتها فهي مختلفة كليآ عن ما لدى دول الجوار من الناحية التقدم والتطور في السعودية والأردن وتركيا وحتى باكستان ولذا كل ما يقال عن هذه الطائرات في الإعلام الحكومي ما هو إلا تهريج إعلامي وقح هدفه تضليل الرأي العام وفي هذه المناسبة لا أريد أن استرسل اكثر في الحديث لأنه يصيبني بالعصيبة فقط أحببت أن أوضح لكم هذه المعلومة وردا على ما قراته من معلومات منشورة من قبل منظمتكم “.
وقد أوضح لنا كذلك احد السادة الضباط الأفاضل في مديرية العمليات الجوية في قاعدة الرشيد الجوية :” بالنسبة لهذه المديرية فأنها المسؤولة عن كل ما يتعلق بالعمليات الجوية للقوة الجوية وتشمل كذلك وضع الخطط التفصيلية للعمليات الجوية،وبالتنسيق مع قيادات العمليات المشتركة والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش وتنسيق العمل بين مختلف وحدات القوة الجوية، والإشراف على تنفيذ العمليات، وتقييم نتائجها , هناك حادثة قام بها احد الطيارين وضمن تشكيل لتنفيذ واجب لضرب أهداف لداعش تعمد أن يخرج عن خط الطيران المعد مسبقآ له وكان يريد أن يعرف عن ردة الفعل وقد تم الاتصال به فورآ بان يعود لخط الطيران وإلا سوف يتم أسقاط الطائرة فورآ ويتم اعتبرها هدف معادي وتم فتح تحقيق بهذا الموضوع ولكنه تم تلافيه وعدا الموضوع على خير, وما يتم ترويجه في الإعلام عن قيام الطيارين بتنفيذ عمليات مشتركة بالطيران مع دول اخرى فهذه تخضع جميعها لضوابط فنية وأمنية صارمة وليس جميع الطيارين مشمولين بها لان هناك دائما يكون تفتيش امني واستخباري ومن خلال إملاء نموذج ألتقيم السنوي والفصلي للطيارين وإخضاعهم دائما لفحص السلوكيات والمراقبة خوفا من أن يتم تجنيدهم من قبل فصائل ولائية إيرانية ناهيك عن الفساد المالي والإداري والمحسوبية الشخصية والحزبية وجداول الترقية للضباط والأمر الأخر المحرج جدا يتمثل بوجود وبصفة طيارين ضباط أرضيين (( دمج )) تم توزيعهم على مختلف القواعد الجوية وهم العين الساهرة دائما لهذه الأحزاب التي عينتهم هكذا مناصب عسكرية مهمة “.
ويصف كذلك احد السادة الضباط المسؤولين حالة الوضع للطيارين أثناء حرب (12) يوما بين أيران وإسرائيل بقوله :” انقل لكم وفي مشهد يُفطر القلب ويُشعل الغضب، عن حالة من الغضب والإحباط العميق بين الطيارين العراقيين، الذين يقفون عاجزين عن حماية الأجواء العراقية أمام الانتهاكات الإسرائيلية والإيرانية المتكررة، التي حوّلت سماء العراق إلى ما يُشبه ميدان تدريب عسكري لتل أبيب. هذا العجز المذل، الذي بلغ ذروته خلال عملية “شعب الأسد” ضد إيران، وبينما الحكومة العراقية تكتفي بالصمت المُخزي ونحن نشاهد عرض جوي وليس انتهاك لسيادة الأجواء العراقية والطيارون العراقيون، الذين يُفترض أن يكونوا حماة السيادة الجوية، كانوا يعيشون حالة من الوجع والغليان، بعد أن شُلت قدراتهم تمامًا بتعطيل طائرات إف-16 إلكترونيًا من قاعدة عين الأسد الأمريكية، وإلى جانب خروج جميع طائرات سوخوي-25 وسوخوي-22 عن الخدمة بسبب مباشر والتعمد من خلال نقص قطع الغيار وتحولت إلى مجرد سكراب ومُكبلين أيديهم ومحوليهم إلى مجرد متفرجين”ثم يضيف :”أن سرب مقاتلات أف 16 كان يعاني بشدّة من نقص الصيانة وقطع الغيار، وحتى أن في وقت تم الاضطرار ومرغمين ، ولتأمين قطع الغيار اللازمة لتشغيل وإدامة المقاتلات، تفكيك عدد من الطائرات وتحويلها إلى قطع غيار من أجل إبقاء العدد الآخر في الخدمة”.
ثم يريد توضيح اخر لنا من قبل احد قادة الإسراب الضباط الأفاضل بقوله للمنظمة :” حسب معلوماتي وفي عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وفي رئاسته الثانية تم أخضاع العقد الموقع إلى الرقابة والقيود الصارمة وتم التأكيد كذلك ولضمان ألا تنتقل التكنولوجيا والتقنيات التي تتضمنها هذه الطائرات وعلى بساطتها ويتم تسريبها واستنساخها من قبل أيران ومن ثم الصين وروسيا وإلا يتضمن برنامج التسليح على أي قنابل ذكية أو صواريخ الاشتباك الجوي بعيدة المدى حتى إنها أدخلت عليها برمجية تقنية جديدة مخصصة فقط لطائرات التي تم استيرادها والغرض منها الحد قدر الإمكان من القدرات القتالية وان السرب التاسع والحادي عشر لا يستطيع الطيران وتنفيذ أي مهمة إلا بعد أن يتم فتح شفرة الطيران الخاصة قبل الإقلاع والموافقة من قبل التحالف الدولي للحرب على تنظيم داعش ناهيك عن المعرقلات التي تحدث بين الحين والأخر حول توفير مختلف قطع الغيار أما بالنسبة للفنيين والمهندسين العراقيون فقد تم تدريبهم فقط على مسائل بسيطة وغير معقدة من الناحية التقنية مثل تغير الذخيرة والتنظيف وفحص سجل الطيران وبعض الخدمات الأرضية اللوجستية التي لا تتطلب خبرة تقنية معقدة ودورات تأهيلية لأصحاب الاختصاص ولكن جميع الأنظمة الإلكترونية المعقدة التي تحتويها الطائرة فلم يتم التدريب عليها وبقيت تحت أشراف وتواجد فريق تقني أمريكي متخصص يقوم بهذه المهام “.
نداء للشعب والطيارين: أيها الطيارون العراقيون، أنتم أبناء أرض الرافدين، فكيف تقبلون هذا الذل بينما سماؤكم تُستباح؟ أيتها الحكومة العراقية، متى ستكفّون عن مسرحيات “السيادة” وتواجهون فشلكم الذريع؟ إن عجزتم عن حماية أجواء العراق أو تمكين طياريكم من أداء واجبهم، فاستقيلوا وكفى الشعب هذا المهانة! أيها الشعب العراقي، حان الوقت للانتفاض ضد هذه الحكومة العاجزة، مُضحيةً بكرامة أبطالكم الطيارين. إما أن تُنقذوا العراق، أو تُتركوه يغرق في جحيم الذل الوطني!