نعيم الخفاجي
نجحت بريطانيا وفرنسا عندما رسموا حدود دول الشرق الاوسط، ودمجها مكونات قومية ودينية مع بعض، دون تشريع دساتير حاكمة، ونصبوا احذيتهم من الخونة ليكونوا ملوك ورؤساء وحكام على رقاب الشعوب العربية المغلوب على أمرهم، غاية المستعمر البريطاني والفرنسي تبقى دولنا تعاني من صراعات قومية ومذهبية لتبقى دول فاشلة يسهل السيطرة عليها، من خلال دعم مكون ضد مكونات أخرى.
لولا الحكم الطائفي بالعراق لما سالت دماء الملايين، ولما تشردنا لنعيش لاجئين في كل أصقاع دول العالم، ولولا قذارة نظام البعث لما تعرضت بلداننا للاحتلال والحَلب، الدول الفاشلة تحكم من خلال أشخاص موتورين سفلة يهمهم الكرسي ويعملون على اضطهاد مواطنيهم لأسباب طائفية ومذهبية وقومية.
عبر تاريخ العراق الحديث تعاون السنة العرب مع المحتل البريطاني والفرنسي والان تعاونوا مع الصهيوني والأمريكي لأجل اعادتهم لكرسي حكم بائس، انها قمة القذارة والحقارة، عندما يصبح التآمر والخيانة هدف سياسي لدى الطبقة السياسية السنية المتصدية للمشهد السياسي العراقي الحالي، معظم ساسة المكون السني يتبنون شعار لو نحكم لو ندمر شعب العراق، لم نشاهد بروز طبقة سياسية سنية تؤمن بالعيش المشترك، وهذا دليل على محدودية تفكيرهم، وإلا العراق يتسع للسنة والشيعة والأكراد والعرب والتركمان والاشوريين والكلدان والشبك والصابئة و الكاكائيين.
ما نشاهده للاسف معظم ساسة المكون السني يعيشون في انفصام الشخصية، تجد علي حاتم سليمان ومشعان الجبوري وفلان وعلان معجبين في
بتجربة الذباح الجولاني السفياني في سوريا، رغم أنها تجربة قذرة مبنية على سيطرة مجموعة من التكفيريين بأسم المكون السني لاضطهاد الأقليات السورية والتي تمثل أكثر من ٤٥% من أبناء الشعب السوري، نفس هؤلاء قادة سنة العراق المعجبين بالنموذج الجولاني السفياني تراهم يرفضون اعتماد ذات الصيغة في العراق، ويعتبرون ذلك انفراد المكون الأكبر بالحكم وتهميش إلى الاقلية السنية العربية العراقية، هذه الازدواجية باتت للأسف عقيدة سياسية يتبناها معظم الطبقة السياسية السنّية منذ سقوط صنم ربهم صدام بنيسان عام ٢٠٠٣، وليومنا هذا، إلا قلّة منهم شريفة تؤمن بالعيش المشترك وللاسف تم تهميشهم ويفترض دعم هؤلاء الشرفاء لإقامة إقليم سني يحكمونه ونخلص من قذارة فلول البعث وهابي عملاء الاستعمار.
علي حاتم وفاشل الميزان يصفقون لإخضاع التنوّع الاثني والديني والمذهبي في سوريا وبقية الدول السنّية الاخرى، لكنهم يرفضون ذلك بالعراق رغم انه غير موجود، لو طبق هذا النهج بالعراق يرفضه علي حاتم والميزان والضاري ورفيق عدي الغريري …..الخ من الوجوه الطائفية البعثية الصفراء القبيحة.
ما تحدث به علي حاتم السليمان وقبله مشعان الجبوري و الغريري والضاري ….الخ يكشف حقيقة العقيدة السياسية البعثية الوهابية للطبقة السنّية العراقية التي مثلث سنة العراق منذ ٢٠٠٣.
رغم أن عقيدة السنة مبنية على عدم الخروج على الحاكم، ورأينا كيف حكمهم نظام صدام القمعي، ووقفوا معه لاضطهاد أبناء الشعب العراقي إلا القليل منهم، اعتبروا صدام الجرذ الهالك ولي أمر
تجب عليهم طاعته ويحرمون الخروج عليه، وفق حديث عندهم مروي عن رسول الله ص يحرم الخروج على الحاكم حتى لو ضرب ظهرك بالسياط، وبزماننا هذا أفتى شيخ وهابي أجاز إلى ولي الامر بنكح الرعية، وعدم رفض أوامر ولي الامر، وعدم انتقاده حتى لو عرضوا له صور مخلة بالشرف سواء كان ناكح او منكوح.
مانراه للأسف يبقى السياسي السنّي ينظر بعين العداء للنظام السياسي العراقي الحالي، وهم ينتظرون أي فرصة تسمح لهم استثمارها لإسقاط نظام الحكم واشعال حرب مدمرة أهلية، على عكس اطاعتهم للحاكم السني.
امس مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام وموقع منصة x حول قرار أمريكي بتحويل البنتاغون وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، حدث امريكي، شاهدنا الفيالق الإعلامية لفلول البعث وهابي بدأوا يرقصون بل حتى الشعب الأمريكي لم يعيروا أي أهمية لقرار تحويل وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، الكاتب الشيعي العراقي خريج مدرسة الشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليه الكاتب والصحفي والإعلامي الاستاذ عصام حسين كتب المنشور التالي هذا نصه(
لا أعرف أسباب فرح التكفيري والبعثي بتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب..
فورًا يتبادر إلى أذهانهم: إيران، والفصائل، وحزب الله، وأنصار الله..
ويتخيلون أن تغيير الاسم سببه الشيعة، بينما الواضح جدًا أنه جاء كردّ فعل على الاستعراض الصيني والتحالف الصيني الكوري الروسي.
فترامب يرى أن هذا التحالف قد يشكّل منافسًا حقيقيًا للمدّ العسكري والاقتصادي الأمريكي في شرق آسيا وغربها، ولاحقًا في أوروبا ويمتد الى كوبا وفنزويلا والدول التي تضررت من تعرفات ترامب الگمرگية مثل المكسيك المحاذية للولايات المتحدة ولديها حق تأريخي في خمس ولايات أمريكية.
والخطورة تكمن في امتلاك هذا التحالف أسلحة نووية وتقليدية متطورة، توازي قوة الردع الأمريكية.
لا أفهم لماذا يعتقد التكفيري والبعثي أن ديانتهم هي محور الكون،
وأن ترامب يُبجّل ابن تيمية، ويؤمن بأفكاره، وملزم بتطبيقها في كل أنحاء العالم.
الحقيقة أن ميل ترامب ونتنياهو لهم ليس بدافع إيمان بعقيدتهم،
بل لأنهم ينظرون إليهم ككلاب حراسة مدرَّبة، لا تحتاج إلى جهد كبير لإتقان دورها.
وجودهم في المنطقة جزء من منظومة دفاع عن مصالح ترامب والكيان في حربهم ضد المحور الصاعد.
ترامب يرى أن أي كلب يعوي لصالحه مهم في حربه الحالية ضد أوروبا وروسيا وإيران والصين وكوريا. وقبول ترامب لإرهاب الجولاني في سوريا، ومحاولاته نزع سلاح حزب الله في لبنان.
يوضح طبيعة التفاهمات الأمريكية حول تصنيف السلاح: أي سلاح يُستخدم لخدمة واشنطن يُمنح شرعية، وأي سلاح يُظن أنه يهدد مصالحها يُصنَّف عدوًا.
هذه هي النظرة الأمريكية في الشرق الأوسط: لا فرق عندها بين السلاح والعقيدة، إنما بين فوهة بندقية تصوَّب حيث يريد ترامب ونتنياهو، وأخرى تصوب بعيد عن اوامره..).
انتهى مقال الاستاذ عصام حسين، والذي يمثل رأيه وليس رأيي، لكنه يحتوي على نقاط مهمة تكشف عقلية فلول البعث وهابي الخيانية مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
7/9/2025