فاضل حسن شريف
7355- في مجمع البيان: باسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لمّا نزلت هذه السورة الكوثر قال النبيّ صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام ما هذه النحيرة الّتي أمرني بها ربّي؟ قال: ليست بنحيرة، ولكنه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرّت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت، فانّه صلاتنا وصلاة الملائكة في السموات السبع، فإنّ لكلّ شيء زينة وإنّ زينة الصلاة رفع الأيدي عند كلّ تكبيرة. وروي هذا المعنى في الدرّ المنثور.
7356- وروى القندوزي باسناده عن علي بن الحسين، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السّلام: “يا أبا الحسن، لو وضع إيمان الخلائق وأعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم أحد على كفة أخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق، وإن الله باهى بك يوم أحد ملائكته المقربين ورفع الحجب من السماوات السبع وأشرفت إليك الجنة وما فيها وابتهج بفعلك رب العالمين، وإن الله تعالى يعوضك ذلك اليوم ما يغبط كل نبي ورسول وصديق وشهيد “. وقال محب الدين الطبري: “كسرت يد علي رضي الله عنه يوم أحد فسقط اللواء من يده، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ضعوه في يده اليسرى، فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة “. قال ابن الأثير: “وخرج طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين وقال: يا معشر أصحاب محمّد إنكم تزعمون إنّ الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل أحد منكم يعجله سيفي إلى الجنة أو يعجلني سيفه إلى النار؟ فبرز اليه علي بن أبي طالب، فضربه علي فقطع رجله فسقط و انكشفت عورته، فناشده الله) والرحم (فتركه فكبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال لعلي: ما منعك إنّ تجهز عليه؟ قال: انه ناشدني الله والرحم فاستحييت منه “. وقال: “وكان الذي قتل أصحاب اللواء علي، قاله أبو رافع”. وقال أيضاً: “وقاتل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم أحد قتالا شديداً، فرمى بالنبل حتى فنى نبله وأنكرت سية قوسه وانقطع وتره، ولما جرح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس ويغسله، فلم ينقطع الدم، فأتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي، وأحرقت حصيراً وجعلت على الجرح من رماده فانقطع الدم”. قال ابن شهرآشوب: “روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عبّاس في قوله تعالى “وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ” قال: صاح إبليس يوم أحد في عسكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّ محمّداً قد قتل “وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ” قال: والله لقد أجلب إبليس على أمير المؤمنين كل خيل كانت في غير طاعة الله، والله إنّ كل راجل قاتل أمير المؤمنين كان من رجالة إبليس”. قال: “وروى عن أبي رافع بطرق كثيرة انه: لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحا، قالوا: لا الكواعب أردفتم ولا محمّداً قتلتم، ارجعوا، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبعث في آثارهم علياً في نفر من الخزرج فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلا نزله علي فأنزل الله تعالى: “الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ” وفي خبر أبي رافع: أن النبي تفل على جراحه ودعا له وبعثه خلف. المشركين فنزلت فيه الآية”.
7357- في الدعائم: عن أبي عبد الله جعفر بن محمَّد عليهما السلام أ نّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا انكسفت الشمس أو القمر قال للناس: اسعوا إلى مساجدكم.
7358- عن التهذيب: بإسناده عن عليّ بن جعفر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الأذان في المنارة أسنّة هو؟ فقال: إنّما كان يؤذن للنبيّ صلى الله عليه وآله في الأرض ولم يكن يومئذ منارة.
7359- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لئن أدخل يدي في فم التنين إلى المرفق أحب إلي من أن أسأل من لم يكن ثم كان. المصدر: بحار الأنوار.
7360- وروى محبّ الدّين الطبري، بسنده عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قالت: “قالت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّ السعيد كلّ السّعيد، حقّ السّعيد أحبّ علّياً في حياته وبعد موته “.
7361- عن الفقيه: بإسناده عن الحسن بن السريّ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من السنّة إذا أذّن الرجل أن يضع إصبعيه في اُذنيه. وروي هذا المعنى في التهذيب أيضاً.
7362- وبسنده عن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه، قال: “قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من آمن بي وصدّقني فليتول عليّ بن أبي طالب، فانّ ولايته ولايتي، وولايتي ولاية الله “.
7363- عن اُمّ قيس أنّها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام الى رسول الله صلى الله عليه وآله فأجلسه في حجره فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله.
7364- في التهذيب: بإسناده عن ابن سنان قال: سألته عن النداء قبل طلوع الفجر؟ قال: لا بأس، وأمّا السنّة مع الفجر.
7365- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي من نسي الصلاة علي فقد أخطأ طريق الجنة. المصدر: بحار الأنوار.
7366- جاء في موقع مدينة الحكمة: مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ما إن استنفذت الديانة النصرانية أغراضها في المجتمع البشري ولم تعد لها فاعلية تذكر حتى حلّت في الدنيا كلّ مظاهر التيه والزّيغ، وأمسى الناس كافة ضُلاّل فتن وحيرة، استخفّتهم الجاهلية الجهلاء، ولم تكن أوضاع الروم بأقل سوءاً من أوضاع منافسيهم في فارس، وما كانت جزيرة العرب أفضل وضعاً من الاثنين. والكل على شفا حفرة من النّار. وقد وصف القرآن بصورة بليغة جانباً مأساوياً من حياة البشر آنذاك، كما وصف سيد أهل بيت النبوة علي بن أبي طالب عليه السلام ذلك الوضع المأساوي وصفاً دقيقاً عن حس ومعايشة في عدّة خطب، منها قوله في وصف حال المجتمع الذي بُعث فيه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (أرسله على حين فترة من الرسل وطول هجعة من الأُمم واعتزام من الفتن، وانتشار من الأُمور وتلظّ من الحروب والدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور، على حين اصفرار من ورقها، وإياس من ثمرها، واغورار من مائها، قد درست منار الهدى، وظهرت أعلام الردى، فهي متجهمة لأهلها، عابسة في وجه طالبها، ثمرها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف، ودثارها السيف). في مثل هذا الظرف العصيب الذي كانت تمر به البشرية سطع النور الإلهي فأضاء العباد والبلاد مبشراً بالحياة الكريمة والسعادة الأبدية. وذلك عندما بوركت أرض الحجاز بمولد النبيّ الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم في عام الفيل سنة (570 ميلادية) وفي شهر ربيع الأول على ما هو عليه أكثر المحدثين والمؤرخين. وأما عن يوم ميلاده صلى الله عليه وآله وسلم، فقد حدّده أهل بيته عليهم السلام ـ وهم أدرى بما في البيت ـ فقالوا:هو يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول بعد طلوع الفجر، كما هو المشهور بين الإمامية، وعند غيرهم أنّه صلى الله عليه وآله وسلم ولد في يوم الاثنين الثاني عشر من الشهر نفسه. وتتحدث جملة من المصادر التاريخية والحديثية عن وقوع حوادث عجيبة يوم ولادته مثل: انطفاء نار فارس، وزلزال أصاب الناس حتّى تهدّمت الكنائس والبيَع وزال كلّ شيء يُعبد من دون الله عزّ وجل عن موضعه، وتساقط الأصنام المنصوبة في الكعبة على وجوهها حتّى عُمّيت على السحرة والكهّان أُمورهم، وطلوع نجوم لم تُر من قبل هذا وقد ولد صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: (الله أكبر، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً). واشتهر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بـ: اسمين: (محمّد) و(أحمد) وقد ذكرهما القرآن الكريم، وروى المؤرخون أنّ جدّه عبد المطلب قد سمّاه (محمداً)، وأجاب من سأله عن سبب التسمية قائلاً: أردت أن يحمد في السماء والأرض كما أن أُمه آمنة سمّته قبل جده بـ: (أحمد). وقد بشّر به الإنجيل على لسان عيسى عليه السلام ـ كما أخبر القرآن الكريم بذلك وصدّقه علماء أهل الكتاب ـ وقد حكاه قوله تعالى: “وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ” ولا مانع من أن يعرف الشخص باسمين ولقبين وكنيتين في عرف الجزيرة العربية وغيرها.
7367- في الفقيه: وكان النبيّ صلى الله عليه وآله يجدّد الوضوء لكلّ فريضة وكلّ صلاة.
7368- و باسناده عن أنس، قال: “”دفع علّي بن أبي طالب إلى بلال درهماً يشتري به بطّيخاً، قال فاشتريت به بطّيخة فقورها فوجدها مرّة، فقال: يا بلال ردّ هذا إلى صاحبه وائتني بالدرهم، فانّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لي: إنّ الله أخذ حبك على البشر والشجر والّثمر والبذر، فما أجاب إلى حبك عذب وطاب، وما لم يجب خبث ومرّ، وإنّي أظّن هذا ممّا لم يجب، أخرجه الملاّ، وفيه دلالة على إنّ العيب الحادث إذا كان ممّا يطّلع به على العيب القديم لا يمنع من الرّد”.
7369- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة العبادة الفترة وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحلم الحسد. المصدر: بحار الأنوار.
7370- عن القطب في آيات الأحكام: عن سليمان بن بريدة عن أبيه: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان يتوضّأ لكلّ صلاة، فلمّا كان عام الفتح صلّى الصلوات بوضوء واحد، فقال عمر: يا رسول الله صنعت شيئاً ما كنت صنعته؟ فقال صلى الله عليه وآله: عمداً فعلته.
7371- وروى الوصابي بأسناده عن زيد بن أرقم، قال: “قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أحبّ إنّ يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنّة الخلد التّي وعدني ربّي، فان ربّي عزّوجلّ غرس قضبانها بيده، فليتولّ علي بن أبي طالب، فإنّه لن يخرجكم عن هدى ولن يدخلكم في ضلالة”.
7372- جاء في موقع مدينة الحكمة: إيمان آباء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ولد النبي صلي الله عليه وآله وسلم وترعرع في عائلة تدين بالتوحيد وتتمتع بسمو الأخلاق وعلو المنزلة. فإيمان جدّه عبد المطلب نلمسه من كلامه ودعائه عند هجوم أبرهة الحبشي لهدم الكعبة إذ لم يلتجئ إلى الأصنام بل توكل على الله لحماية الكعبة بل يمكن أن نقول إن عبد المطلب كان عارفاً بشأن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومستقبله المرتبط بالسماء من خلال الأخبار التي أكدت ذلك وتجلّت اهتماماته به في الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو رضيع، وما ذلك إلاّ لما كان يعلمه من مكانته عند الله المنعم الرازق، والشاهد الآخر هو تحذيره لأُم أيمن من الغفلة عنه عندما كان صغيراً. وكذلك حال عمه أبي طالب الذي استمر في رعاية النبي صلي الله عليه وآله وسلم ودعمه لأجل تبليغ الرسالة والصدع بها حتى آخر لحظات عمره المبارك متحملاً في ذلك أذى قريش وقطيعتهم وحصارهم له في الشعب. ونلمس هذا في ما روي عن أبي طالب عليه السلام في عدة مواقف ترتبط بحرصه على سلامة حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأما والدا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالروايات دالّة على نبذهما للشرك والأوثان ويكفي دليلاً قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (لم أزل أُنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات) وفيه إيعاز إلى طهارة آبائه وأمهاته من كل دنس وشرك.
7373- في الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمَّد عن آبائه عليهم السلام: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام كان يتوضّأ لكلّ صلاة ويقر: صلى الله عليه وآله وسلمإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْصلى الله عليه وآله وسلم. قال جعفر بن محمَّد عليهما السلام: يطلب بذلك الفضل. وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وجمع أمير المؤمنين عليه السلام وجمع أصحاب رسول الله صلوات الله عليه بوضوء واحد.
7374- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أربعة يذهبن ضياعا: الاكل على الشبع والسراج في القمر والزرع في السبخة والصنيعة عند غير أهلها. المصدر: بحار الأنوار.
7375- وروى ابن عساكر بسنده عن سلمان الفارسي قال: “رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ضرب فخذ عليّ بن أبي طالب وصدره، وسمعته يقول: محبّك محبّي، ومحبّي محبّ الله، ومبغضك مبغضي، ومبغضي مبغض الله”.