لايمكن مقارنة غزة في لويزيانا

نعيم الخفاجي

العرب يعيشون بعصرهم الذهبي، عصر تكالب الأمم عليهم كآكلة القصعة لقصاعها حسب وصف نبي الإسلام والانسانية الخالد محمد بن عبدالله ص، لذلك من الهبل والسذاجة وصف قيام أمريكا في  مطلع القرن الـ19،  بشراء لويزنايا المستعمرة البريطانية والتي تتجاوز مساحتها أكثر من مليوني كيلو متر مربع مقابل ١٥ مليون دولار، والتي اعتبرت واحدة من أعظم صفقات الولايات المتحدة الامريكيةالتاريخية.

شراء أمريكا إقليم  لويزيانا من فرنسا مقابل ١٥مليون دولار ، ضاعفت مساحة الدول الأمريكية  الناشئة، والتي خطط لها أن تحكم العالم كله، وجود المال والقوة والإرادة  قادر على شراء الأرض وتسوية النزاعات، بين الأقوياء وليس مع المنبطحين والخونة والعملاء.

 القوى العظمى يبيعون ويشترون رغم أنف السكان الأصليين، الذين تم سحقهم والقضاء عليهم، وإبقاء مجموعات من السكان الأصليين مثل البهارات لتزيين الأراضي التي أصبحت بيد القوة العظمى الحاكمة.

 بقاء مجاميع من الهنود الحمر اشبه ببقاء مواد أثرية ثمينة يتم المحافظة عليهم في المتاحف.

اكيد سوف يشاهد العالم اختفاء  دول عربية جديدة إلى اختفاء دولة فلسطين، لا استبعد يتم تجنيس ملايين الهنود والجنوب شرق اسيويين والصينيين في الخليج والجزيرة العربية، و نشاهد انقراض الجنس العربي من الوجود بالخليج والجزيرة العربية، بحكم انهم اقلية سكانية، الذي يذهب إلى دول الخليج، يجد مدن هندية وصينية وبنغالية وباكستانية ولاوجود للعرب بهذه الدول، تخيلوا معي، في مقهى بدولة الإمارات، كان جالس دكتور عراقي ساعدي لون بشرته سمراء تشبه البشرة الخليجية، سألوه رواد المقهى أنت مواطن؟ يعني انت اماراتي، واحتفلوا بوجود مواطن إماراتي في المقهى، لا وجود  للعرب الإماراتيين والقطريين  في الأسواق والمقاهي إلا ماندر.

هناك من الكتاب العرب يصف خطة ترامب ومشروعه المسمى غزة ريفييرا، إنه يشبه مشروع لويزيانا، هذه المقارنة ساذجة وبعيدة كل البعد، ومختلفة عن شراء أمريكا إلى لويزيانا من فرنسا، ترامب لم ولن يدفع فلس واحد، الحرب بغزة انتهت، القصف الإسرائيلي يستمر على شكل خروقات يومية، قريبا يتم منح لجوء إلى مئات آلاف الفلسطينيين في دول الغرب والعالم، يتم فتح فنادق وملاهي على أنقاض غزة، لجعلها مناطق للنزهة بل ترامب يربح مليارات الدولارات، رغم أنف دول الخليج يدفعون تكاليف بناء المنتجعات السياحية اذا فعلا ترامب قرر جعلها منتجعات سياحية، لكن دون وجود سكانها الأصليين من عرب غزة السنة،  الذين سوف يغادرون إلى دول أخرى.

صفقة لويزيانا كانت بين إمبراطوريتين تتقاسمان الأرض وترسمان الحدود على الخرائط، أما مشروع ترامب بغزة فهو مشروع أحادي، وعلى العرب دفع التكاليف واحتواء أهالي غزة من الفلسطينيين في الانتقال إلى بعض الدول العربية للعيش بشكل نهائي، في الختام نقول إلى القوى الشيعية المقاومة، تحقق ماتحدث به نبي الإسلام محمد ص، الامم أكلت العرب مثل آكلة القصاع، لم يكتفوا بالأكل البسيط، بل تم مصمصة عظامهم ولحس كل شيء، لحسوهم لحساً مبرحاً، ولايمكن لكم أيها الشيعة المقاومون تعيدون الكرامة للملحوسين من أحفاد عدنان وقحطان، عليك أيها الشيعي المقاوم أن تفكر كيف تعيش بسلام بظل وجود أمة قبلت ان تنبطح وينكها الناكحون، على قادة القوى الشيعية العراقية العمل على خدمة أبناء جلدتهم فهو الجهاد الأكبر والكف عن تبني قضية العرب الخاسرة، ياجماعة الخير، العرب أصحاب القضية تنازلوا عن قضيتهم فلسطين، انت ياشيعي مو كافي تزج نفسك بحروب ليست لك، بل استغل فلول البعث وهابي ودول البداوة الوهابية تبنيك ياشيعي قضية فلسطين ليكسبوا نتنياهو واللوبي الصهيوني لتحريك أمريكا عليك لقتلك ياشيعي مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

20/10/2025