كمال فتاح حيدر
في عام 2013 تقدم (يتسرائيل كاتس) بطرح فكرة الممر الاول عندما كان وزيرا للنقل في عصابة الكيان اللقيط. واستغرقوا عشر سنوات في دراسة الفكرة ومناقشتها وفي التباحث مع البلدان العربية المرتبطة بهذا الممر، ثم اعلنوا عام 2023 عن اكتمال تصاميمهم، واكتمال موافقاتهم الدولية، فباشروا بالتنفيذ على ارض الواقع، في حين اخطأت مصر بحساباتها التقديرية عندما ظنت ان فكرة المشروع باتت مستبعدة بعد الحرب العدوانية المعلنة ضد غزة. .
فقد باشروا بمد خطوط السكك الحديدية من حيفا الى (بيت شان) على بعد 83 كم شمال شرق القدس، وصولا إلى الأردن، ومنها إلى موانئ الخليج العربي عبر أراضي المملكة السعودية. وهذا يعني استحواذ الممر على جزء كبير من البضائع التي كانت تنقلها السفن عبر قناة السويس. .
عمليا اطلقوا اصطلاح (IMEEC) وهي الحروف الاولى من عبارة: (India – Middle East – Europe – Economic Corridor).
واحيانا يختصرونه بالأحرف (IMEC)، وبالتالي فان الممر المذكور ينطلق بحرا على متن سفن الحاويات من ميناء موندرا الهندي حتى تصل الموانئ الخليجية، ثم تنقل الحاويات براً بعربات السكك الحديدية فتقطع الصحراء السعودية حتى تصل ميناء حيفا مرورا بالأردن، ثم تنقل الحاويات من حيفا إلى أوروبا على متن سفن الروافد من دون المرور بقناة السويس (والعكس صحيح). .
يجري تنفيذ الممر الآن بإشراف وزيرة النقل (ميري ريغف)، ويشكل ضربة عدوانية قاصمة ومدمرة للاقتصاد المصري، وسوف يؤثر هذا المشروع على أداء قناة السويس (ثاني اكبر مدخول مادي بعد تحويلات المصريين فى الخارج). .
اما الممر الثاني فهو قناة بن غوريون وهي قناة مائية تربط خليج العقبة بالبحر الأبيض المتوسط. وتعد المنافس الأقوى لقناة السويس. .
يُتوقع أن يبلغ طولها 292.9 كم (182 ميل) أي أنها أطول بنحو الثلث من قناة السويس (193.3 كم). تُقدر تكلفتها من 15 إلى 55 مليار دولار أمريكي. .
سبق لي ان حذرت من خطورة هذه المشاريع العدوانية في كتابي الموسوم: (حروب مينائية مرتقبة) الصادر في بغداد عام 2019، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع. .