نوفمبر 22, 2024
download (2)

اسم الكاتب : مهدي قاسم

لو كنتُ متدينا لقلتُ أنها حوبة العراقيين وعقوبة الله اللتين سببتا هذا التفتت و التبعثر للأحزاب المتكتلة في ما تسمى ب” التحالف الوطني ” لتخريب العراق بالكامل !!، و ذلك بسبب الظلم المفرط الذي تعرض له الشعب العراقي بمعظم مكوناته ، تحت حكم وهيمنة ههذ العصابات المتحكمة والمحاصصتية المتنفذة و التي فعلت بالعراق في غضون السنوات العشر الماضية ما لم يفعله حتى هولاكو نفسه أبان اجتياحه لبغداد ..
إذ لم يمر العراق ـــ إلى هذه الدرجة القصوى ـــ بمراحل مظلمة من انحطاط مريع ، مثلما الآن ، ولا سيما امنيا وحضاريا وقيميا و أخلاقيا ومبدئيا ، وحيث دب الانحطاط والفساد عميقا ، عميقا ، وبشكل شامل وواسع ، في كل شيء ، وفي أي شيء مسته قوى ونفوذ و أيدي هذه العصابات الشيطانية التي تاجرت من اجل السلطة والمال و تحقيق أهدافها السياسية ، تاجرت بأنبل و أقدس ما يملكه العراقيون ابتداء من دماءهم الطاهرة وانتهاءا بميراثهم الديني والمذهبي وقيمهم وتقاليدهم الشعبية والوطنية ، التي كانت تقوم وترشد على النخوة والشهامة والغيرة الوطنية والعطف على الضعيف و حماية الدخيل و الجيران ..
بينما الآن أول من يتم استهدافه هو الجار والدخيل المستجير !..
وعلموا الناس على التسيب و احتقار العمل والفوضى والاستهانة بأبسط الأنظمة والقواعد والقوانين ..
ولم يعفوا حتى تراثنا الشعبي الأصيل والغني النبيل ، من أغان و فلكلور وفنون شعبية أخرى ، فخنقوها وطمروها بين تحريم وحظر ومنع وتغييب وبتر وملاحقة وتفجير و اغتيال ..
و نزلوا بمستوى التدريس والتربية في المدارس و الجامعات إلى الحضيض والمنحدر القضيض فزاد الجهل و التخلف أضعافا مضاعفة و أساليب الدجل مكعبا ..
ثم تواطئوا من القتلة والسفاحين الساديين وأطلقوا لهم العنان وضفاف المرجان !!، في مقابل أن ، يبقوا هم في السلطة ومستنقع الامتيازات المغموسة بدماء الضحايا الغزل و الأبرياء وصرخات الأرامل والأمهات المتفجعات ..
و من المؤكد ستُدهش و تُذهل الأجيال المقبلة عندما تتطلع على هذا السجل الأسود من صفحات تاريخ العراق الحالي ، لما” سطرته ” أو سببته هذه الأحزاب وقادتها من مستويات انحطاط ، و مخاز و مهازل و فظائع مريعة ، شاب لها شعر الرضيع قبل شعر الكهل المهيب : حيث لم يتركوا خلفهم غير عراق يحتضر وهو بانتظار طعنة الرحمة من أجل الخلاص ..
و لهذا فنقول بصوت عال : فإلى جهنم و بئس المصير أيتها العصابات السياسية المجرمة فليتفتت تحالفكِ وتتبعثر قواك القرقوزية شذرا و مذرا ، ولا نتمنى لكِ غير الحضيض الأٍسفل الذي لا يليق بغير بتقزمكِ الواطئ والوضيع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *