اسم الكاتب : مهدي قاسم
يبدو أن المساعي المبذولة من قبل أطراف معنية لوقف إطلاق النار في لبنان قد وصلت إلى مرحلة متقدمة حسب التكهنات أو المعلومات المتسربة من خلف الكواليس السياسية هنا و هناك ، تمهيدا للإعلان عنها ، في الوقت الذي لا زالت عملية تبادل عملية إطلاق النار بين إسرائيل و حزب الله متواصلة ، و خاصة ان الطائرات الإسرائيلية تدك مناطق عديدة من لبنان مثل بعلبك و النبطية والضاحية والصور و غيرها بغارات تدميرية مكثفة تستهدف المرافق والبنية التحتية حيث توجد قواعد وقيادات مقرات ومستودعات أسلحة لحزب الله ، حسب المزاعم الإسرائيلية، في مقابل رشقات صاروخية يطلقها حزب الله باتجاه مناطق إسرائيلية بين حين و آخر ..
و أن كانت إدارة نتنياهو غير متحمسة لوقف الحرب مع حزب الله لكونها تسعى إلى القضاء على البنية العسكرية لحزب الله بشكل شبه كامل ومن ثم فرض شروط تخدم المصالح الأمنية لإسرائيل ..
ولا سيما أن حزب الله يبدو الآن في ورطة ، لا هو يستطيع إطالة أمد الحرب مع إسرائيل ولا الموافقة المذلة على شروط إسرائيل بعدما تعرضه لضربات مميتة و خسارة النخبة المتقدمة من قيادته فضلا عن عناصر وقيادات عسكرية من الصف الثاني وتدمير عدد من مستودعات صواريخه ..
بل إن الموافقة بحد ذاتها على عملية وقف إطلاق النار مع إسرائيل تعتبر هزيمة مسبقة لحزب الله ، وذلك أن جوهر الأزمة لم يكن يكمن أصلا في مسألة عملية وقف النار، بقدر ما أن حزب الله هو الذي بادر في مهاجمة إسرائيل ” تضامنا ” مع غزة ، رغم تحذير إسرائيل له أن لا يفعل ذلك ، لأن ثمنه سيكون فادحا من خلال تدمير مناطق وبلدات الجنوب كما هو حاصل الآن يوميا ..
فهل ورّط حزب الله نفسه ومعه الشعب اللبناني في حرب مدمرة مع إسرائيل من أجل وقف عملية إطلاق النار و التي لم تكن موجودة أصلا قبل عملية حركة حماس ضد إسرائيل ؟..
فهذا السؤال سيطرحه حتما أهالي الضحايا كذلك ملايين من النازحين اللبنانيين بكل مرارة و استياء وامتعاض ، و حتى أن كانوا مغلوبين على أمرهم بسبب سطوة حزب الله ..