الكاتب : صادق السامرائي
الأحزاب في مجتمعاتنا تولد لتموت قبل أوانها , ولا يستطيع الواحد منها أن يعيش بمعدل عمر المواطن في بلده.
أحزابنا الوطنية والقومية والدينية وغيرها لم تدم طويلا , بل أنها “ومضية” من الوميض , تتأجج وتحرق فتحترق.
أحزابتا حارقة مارقة , مولعة بسفك الدماء والظلم والقهر وحرمان المواطنين من حق الحياة , وعقيدتها وشعارها وهدفها الكرسي , وعملها النهب والسلب ومصادرة ثروات البلاد والعباد.
لماذا أحزابنا لا تشبه أحزاب الدنيا؟
ربما لأنها تنشأ في بلدان بلا سيادة , وعليها أن تقوم بواجبات الوكيل الملتزم بتأمين مصالح موكله , والقابض على مصيره , أو لأنها لا تعرف الوطن وتحسب المواطن عدوها , وأنها بلا خبرة سياسية ومعرفية وتأريخية , فقادتها من الجهلاء المتوهمين بالدراية والمعرفة.
كما أن تحولها إلى سلطة يققدها قدرات التقدير السليم , فتتنازلعن جوهرها وترتدي زي الكرسي الذي يتحول إلى تابوتها الأكيد.
ولهذا تبدو ذات سلوكيات إنتحارية مروعة , ليس عن قصد , وإنما عن تمادي في الأمية السياسية والقيادية , والتفريط بالمصالح الحزبية والوطنية , فهي تنفذ أوامر وإملاءات الأسياد المحافظين على وجودها في السلطة.
ولا يشذ حزب عن هذه الدوامة التدميرية المتوالية بتوثب متنامي وتدفق عارم , يسحق الأجيال بالأجيال , ويبني السدود أمام التطلعات والآمال , حتى أصبح كل مراد محال.
تلك حقيقة مريرة , ومن ينكرها عليه أن يتأمل مصير الأحزاب , منذ تأسيس دول الأمة , وخداعها بإستقلاها وسيادتها!!
فهل وجدتم عندنا حزبا كما في مجتمعات الدنيا المعاصرة؟!!
و”كل حزب بما لديهم فرحون”!!
ويا ليتهم يفلحون!!