نوفمبر 21, 2024

الكاتب : صادق السامرائي

الأحزاب في مجتمعاتنا تولد لتموت قبل أوانها , ولا يستطيع الواحد منها أن يعيش بمعدل عمر المواطن في بلده.

أحزابنا الوطنية والقومية والدينية وغيرها لم تدم طويلا , بل أنها “ومضية” من الوميض , تتأجج وتحرق فتحترق.

أحزابتا حارقة مارقة , مولعة بسفك الدماء والظلم والقهر وحرمان المواطنين من حق الحياة , وعقيدتها وشعارها وهدفها الكرسي , وعملها النهب والسلب ومصادرة ثروات البلاد والعباد.

لماذا أحزابنا لا تشبه أحزاب الدنيا؟

ربما لأنها تنشأ في بلدان بلا سيادة , وعليها أن تقوم بواجبات الوكيل الملتزم بتأمين مصالح موكله , والقابض على مصيره , أو لأنها لا تعرف الوطن وتحسب المواطن عدوها , وأنها بلا خبرة سياسية ومعرفية وتأريخية , فقادتها من الجهلاء المتوهمين بالدراية والمعرفة.

كما أن  تحولها إلى سلطة يققدها قدرات التقدير السليم , فتتنازلعن جوهرها وترتدي زي الكرسي الذي يتحول إلى تابوتها الأكيد.

ولهذا تبدو ذات سلوكيات إنتحارية مروعة , ليس عن قصد , وإنما عن تمادي في الأمية السياسية والقيادية , والتفريط بالمصالح الحزبية والوطنية , فهي تنفذ أوامر وإملاءات الأسياد المحافظين على وجودها في السلطة.

ولا يشذ حزب عن هذه الدوامة التدميرية المتوالية بتوثب متنامي وتدفق عارم , يسحق الأجيال بالأجيال , ويبني السدود أمام التطلعات والآمال , حتى أصبح كل مراد محال.

تلك حقيقة مريرة , ومن ينكرها عليه أن يتأمل مصير الأحزاب , منذ تأسيس دول الأمة , وخداعها بإستقلاها وسيادتها!!

فهل وجدتم عندنا حزبا كما في مجتمعات الدنيا المعاصرة؟!!

و”كل حزب بما لديهم فرحون”!!

ويا ليتهم يفلحون!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *