الكاتب : جمال الناصري
منشور اعاده الفيسبوك!
لم اكن قد نشرته في وقتها على العام ..
للتذكير فقط ..
أنتهت حقبة الدعوة وخرج الدعاة من السلطة بسلام ، حسنة تكتب لهم انهم لم يرفعوا السلاح ولم يتشبثوا بالمناصب ، ولم يترجموا الأشاعة التي ساقها أعدائهم ( بعد ما ننطيها ) ..
انهم اعطوها ممنونين ..!!
وجاءت الحقبة الحالية الجديدة ، والتي اسميها بالحقبة الغامضة او حقبة التيه العظيم ، سوف نتوه مع حكومة عبدالمهدي هذه المرة وتتقاذفنا الأمواج وربما نغرق في وسط البحار ، فالسفينة هذه المرة يقودها اكثر من ربان ، وما السيد عبدالمهدي سوى ديكور يختبأ خلفه اللاعبون الحقيقيون ، والذين بانت بعض من هوياتهم المركبة مابين الأرهاب والبعث ..
فشل حزب الدعوة او افشل عند استلامه السلطة ، ليكتب النهاية الحتمية لحكم المؤمنين الرساليين الذين ارتكبوا الفاحشة الكبرى ، وسقطوا في الأختبار العسير عندما قدموا الدنيا على الآخرة ، عكس ما وعدوا الناس في السابق في ان يأتون بالجنة من لدى الخالق ويضعوها تحت اقدامهم قبل ان تصعد ارواحهم الى السماء ، ليصبح الحلم حقيقة بدلا من ان نطير بأواهامنا الى الملكوت ..
حزب الدعوة في زمن السراديب والكفاح السري يحكم الشارع اكثر مما حكمه وهو في المنطقة الخضراء ..!!
الجامعات والثانويات والمدارس الدينية كانت في قبضة الدعوة ..
الكوادر العلمية والتدريسية في كل المجالات يحكمها عقل الدعوة ..
المساجد والحسينيات ودور التثقيف الديني والمؤسسات الدينية تسير بأدبيات الدعوة.. الشارع العام والأعلام المضاد للسلطة الحاكمة والبروباجندة الساخرة كان تخرج من معطف الدعوة ..والمكتبات التي تغرق في كتبهم ومؤلفات رموزهم ومفكريهم الذين سطع نجمهم في سماء الفكر والأدب ..بينما انزوت كتب السلطة وجرائدهم واصبحت محل سخرية واستهزاء ( خندق لا خندقان ) كتيب بائس لصدام حسين ( وفي سبيل البعث ) كتاب اشبه في جريدة ( الثورة ) البعثية ..واما الكتب الشيوعية فأغلبها كتب مترجمة من الروسية ، لايفهمها حتى مؤلفيها وكتابها الأصليين ، ولاتصلح الا في دكاكين العطارين يلفون بها ( الحلاوة التمرية ) للأولاد الصغار ، لجمودها وبعدها عن الواقع المعاش ..
كانت الدعوة دولة داخل دولة ، جامعات مثل ( اصول الدين والفقه ) التي اغلقها النظام ، ومدارس خاصة تخرج الدعاة في الكرادة والنجف ، واقتصاد حر في سوق ( الشورجة ) ومعامل وبيوتات للأيجار والأستثمار و أوكار سرية وعلنية .ومطابع للكتب وجرائد ونشرات .
كانت الدعوة قوة كامنة هائلة لم تظهر الى السطح .. كان ذلك قبل ان ينزووا وينغلقوا في قصورهم في المنطقة الخضراء ..
الخضراء هي مقبرة الحكام الجدد ، فأن انغلقوا فيها ماتوا خلف اسوارها ، وان خرجوا منها ، خرجوا الى الناس كالمنتصرين الفاتحين ..!!