الكاتب : نعيم الخفاجي
لاتوجد أنظمة عربية وصلت للحكم، عن طريق مؤسسات دستورية، بل العرب رسمت حدودهم دول الاستعمار، وانتخبت الاجهزة الاستخبارية لدول الاستعمار، عملائهم، نصبوهم ملوك ورؤساء وحكام على الدول العربية الحالية.
فرنسا أنشأت الدولة اللبنانية، أوجدت لهم دستور، ضمن مشاركة كل الطوائف دون تهميش لأي مكون أو طائفة، توجد حرية فكرية وسياسية في لبنان، افضل من الحريات الفكرية والسياسية، بكل الدول العربية من المحيط إلى الخليج.
كل مشاكل لبنان من المحيط العربي المأزوم بالصراعات القومية والمذهبية والدينية، ومنها الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
دول الخليج صنيعة استعمارية، يسمحون للقطاع الخاص بالعمل، ولاتوجد مصانع حكومية بدول الخليج إلا ماندر، شعوب الخليج استهلاكية، حتى العِكال والشِماغ والغُترة ومسبحة الصلاة مصنوعة في الصين وفي شركات أوروبا الغربية.
في لبنان يوجد رجال أعمال يملكون شركات تصدير كثيرة، يوجد في الكويت رجال اعمال، يعملون في استيراد المواد الغذائية والكهربائية من الصين والهند وأوروبا وبيعها في الكويت والإمارات، هناك من كتاب دول الخليج، يقولون التجار بدول الخليج يكونون سيئين عندما يمتهنون العمل السياسي، تكون كل خطواتهم خاطئة بامتياز، ويعطون مثال حول كيف بعض التجار الكويتين، انخرطوا بالانتماء إلى حركة الإخوان المسلمين.
ويتحدث الكتاب الخليجيين بالقول ( كيف للتجار بالكويت وهم الأكثر علماً وثقافة وفكراً بالمجتمع أن يتبنوا فكر القيادات والأنظمة الانقلابية القمعية العسكرية الاشتراكية ويختلفون مع أنظمة بلدانهم الإنسانية الرحيمة المؤمنة بالقطاع الخاص في وقت كانت تلك الأنظمة اليسارية القدوة تؤمم وتقمع وتضطهد أمثالهم من رجال القطاع الخاص في بلدانها).
كلام هذا الكاتب يثبت، أن الرجل يعيش في بيئة جاهلة، لاتعرف معنى المواطنة والدولة، وحق الانتماء إلى الأحزاب السياسية.
ذهاب طلاب من دول الخليج والعراق وشمال افريقيا للدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت لايعني أنهم أصبحوا امريكان، أو ذهاب طلاب عرب للدراسة في جامعات أوروبا، لايعني ان هؤلاء الطلاب أصبحوا اوروبيين، بل خلال وجودي بالعيش بالغرب، شاهدت آلاف الطلاب من الخليج يدرسون بالجامعات الاوروبية، كل هم هؤلاء إشباع غرازهم الجنسية، ويقضون مدة دراستهم ويعودون إلى دولهم، والمساجد الاسلامية الموجودة بالدول الغربية ، مساجد وهابية، تنشر فكر ابن تيمية وابن عبدالوهاب.
بل الكثير من الطلاب العرب درسوا في الجامعات الغربية، وعادوا يحملون أفكاراً معادية للغرب، بسبب الفكر الديني السني والذي بات فكر دين سلفي وهابي متخلف.
الشعوب العربية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، كانت الغالبية ترنو تجاه الفكر اليساري الشيوعي المؤيد للسوفيت، لذلك حدثت انقلابات عسكرية، ووصلت احزاب بعثية وقومية وشيوعية لحكم الكثير من الأنظمة الجمهورية العربية، وقامت بعض الأنظمة الجمهورية العربية في تبني النظرية الاشتراكية بشكل قشري، وقاموا، بعمليات تأميم شركات البترول، لكن للأسف مخابرات دول الاستعمار الغربي، اوصلت البعثيين، على سبيل المثال، لحكم العراق، لتحطيم الشعب العراقي، واستنزاف الشعوب العربية والدول المجاورة للعراق، لذلك نماذج حكم البعث، والناصرون، كانت نماذج من الظلم والقمع والديكتاتورية والطغيان.
لدينا بالعراق بعد سقوط نظام صدام الجرذ، نوايا لاقامة حكم ديمقراطي، لكن المشكلة الاقليم العربي يرفض نجاح التجربة العراقية لأنها تنعكس عليهم بشكل سلبي، مضاف لذلك أنظمة الخليج وخاصة السعودية، لديهم حقد طائفي تكفيري تجاه الشيعة، يضاف لذلك عدم وجود حل دولتين وبقاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي هجم بيوتنا، وسبب لنا الكوارث والمآسي.
وجود آلاف الطلبة العرب بالغرب، أو وجود ملايين من المغتربين العرب والمسلمين في دول أوروبا وأمريكا واستراليا وكندا، لا يعني ان المسلمون يتبنون الأفكار الغربية الليبرالية، بظل سيطرة المساجد والمراكز الثقافية الممولة سعوديا أو اماراتيا أو قطريا، أو من المؤسسات الخيرية الكويتية والبحرية السنية، هؤلاء نشروا افكار أحمد بن تيمية وابن عبدالوهاب المكفرة البشرية.
حتى سيد قطب عندما درس في أمريكا، وعاد إلى مصر، كان يؤمن في الفكر التيمي الوهابي التكفيري، لذلك تكون مواقفه معادية للغرب.
مايحدث بمنطقة الشرق الاوسط، صراع بتمويل ودعم سعودي خليجي، مدعوم من نتنياهو والغرب، لاشاعة الفوضى والقتل، في استهداف كل من هو شيعي، ورغم كل ذلك، يبقون أنظمة الخليج الوهابية، أبقار حلوبة.
يفترض بالقوى الشيعية المقاومة، التفكير بمصالح أبناء الشيعة، والعمل على عدم الانجرار في الوقوع في مجابهة مسلحة مع الصهاينة والناتو، لأجل قضية فلسطين العربية الإسلامية السنية بالدرجة الاولى، اخي الشيعي المحترم فكر بشكل جيد، هناك توجه عربي سني للتطبيع والتعاون مع عطاء الله ( نتياهو)، دعوهم، وهناك حقيقة، انا لست اسلامياً، ولي وجهة نظر مختلفة، لكن متمسك بالثوابت المهمة كمسلم شيعي، أيها المقاومون الكرام، التمهيد للأمام المهدي، لايعني الدخول في حروب مع قوى عظمى نووية مجرمة فاقدة للانسانية، قضية العرب والمسلمون السُنة يحررون فلسطين، هذا حلم لم ولن يتحقق، العرب والمسلمون السنة، خونة، عملاء، منبطحين، متاجرين، قبلوا بمشاهد قتل الأطفال والنساء العرب السنة بغزة، دون أن يتظاهروا بمظاهرات، اسوة في مظاهرات شعوب أوروبا المعادية للقتل في غزة ولبنان، نعم المهدي هو من يحرر كل الارض وليس فلسطين فقط من الظلم، لكن تحرير المهدي إلى فلسطين ليس مثل غزوة حماس في السابع من اكتوبر، في قتل وخطف عسكريين ومدنيين يهود، وإنما الإمام المهدي مسدد من الله، منصور، ينزل معه زعيم العالم المسيحي يسوع المسيح، ويسلم الجميع، وأحب اطمئن الإخوة الشيعة المقاومون، وانصار منظمة حماس، المهدي لم ولن يقتل ولايهودي، مال قضية يسبي نساء اليهود، وأنتم تأخذون نساء اليهود سبايا، هذا حلم لم ولن يتحقق، والامام المهدي، لهُ اسوة حسنة بجده رسول الله ص عندما دخل مكة بالفتح العظيم لم يقتل ولانفر، بل عفى عن الطلقاء، وطرد عدة أشخاص من المدينة، لكن اعادهم عثمان بن عفان بحكومته، المهدي بعهده يسلم الشعب اليهودي ويصبحون حالهم حال الفلسطينيين أخوة بالدين، ويبقون في فلسطين، ويعيشون ضمن ولاية فلسطين، الإمام علي ع قال خذوا الحكمة ولو من أفواه المجانيين، اعتبروني مجنون، اخواني الشيعة المقاومون، كل عقلكم العربان الاراذل راح يحررون فلسطين؟ هههههه والله هؤلاء اذل من اي ذليل، مهتوكين خيرهم منكوح مليون مرة، خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
23/11/2024