الكاتب : فاضل حسن شريف
عن كتاب الاء الرحمن في تفسير القران للشيخ محمد جواد البلاغي: قوله تعالى “وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” ﴿البقرة 250﴾ “ولَمَّا بَرَزُوا” تهيأوا للقتال في موقف الحرب “لِجالُوتَ وجُنُودِهِ” لم يعتمدوا على أنفسهم مهما بلغوا من الطاعة والتفاني في سبيل اللّه بل “قالُوا” في التجائهم إلى اللّه ودعائه بالتوفيق والتسديد والنصر لإظهار دين الحق “رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً” الا فراغ الصب شبهوا الصبر بالماء الذي يعمهم يصبه عليهم فطلبوا من اللّه التوفيق للصبر الكثير المجدي بحيث يكون كما يصب عليهم الصبر صبا “وَثَبِّتْ أَقْدامَنا” على الحق والجهاد في سبيلك “وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ” إعلاء لدين الحق.
جاء في موقع طريق الحق عن ادعية الصالحين في القرآن الكريم للكاتب محمد صالح المنجد: تأمل في حال داود عليه السلام ومن معه من المؤمنين، لما برزوا لجالوت وجنوده أمام ذلك الحشد من الأعداء، العدد والعُدد الجبابرة، “قَالُواْ” أي: عباد الله المؤمنين، “رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” (سورة البقرة 250)، أمام هذا الجحفل من الأعداء، أمام هذا الجحفل من الطغاة يدعو المؤمنون ربهم، ويلجؤون إليه في الشدائد، والله إذا دعاه المضطر لا يخيبه، “أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا”، إفراغ الشيء على الشيء يدل على تعميمه به، ولذلك فإنهم لم يقولوا: ارزقنا صبراً ونحو ذلك، وإنما قالوا: “أَفْرِغْ عَلَيْنَا”، لأنهم يحتاجون الصبر الآن، يحتاجون صبراً عظيماً، “أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا”، الإفراغ: صب الشيء الكثير، الإفراغ من أعلى إلى أسفل، إنزال، تعميم، شمول، كثرة. “أَفْرِغْ عَلَيْنَا” فقه في الدعاء، “أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”، حسن الدعاء والترتيب الجيد فيه، سألوا أولاً الصبر الذي يعم القلب والبدن “أَفْرِغْ عَلَيْنَا”، ثم ثبات القدم المترتب على الصبر “وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا”، فسألوا التثبيت الظاهر والباطن، ثم النصر المترتب عليهما، والنصر لا ينال إلا مع الصبر، والصبر مجلبة للمعونة، فتأمل الترتيب في هذا الدعاء “ربنا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا” ينزل في القلب، “وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا” نتيجة الصبر في القلب، “وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” ثبات القلب وثبات البدن هو المهيئ للنصر، ولذلك سألوا ربهم هذا السؤال، وجعلوا فيه هذا الترتيب.
عن وكالة الأنباء العراقية سبع سنوات على النصر الكبير (واع) تستذكر ملاحم بطولية رسمت خطى الانتصار: تعزيز النسيج الاجتماعي: مستشار رئيس الوزراء، حسين علاوي، بدوره، أكد أن يوم النصر الكبير كان درسا وطنيا وتاريخيا لتعزيز النسيج الاجتماعي والوقوف بوجه الإرهاب، فيما أشار إلى أن فتوى الجهاد الكفائي لعبت دورا في توحيد النسيج الاجتماعي والجهود العراقية نحو مكافحة الإرهاب، وبين أن السياسة الخارجية العراقية حققت نجاحا كبيرا من خلال مطاردة الإرهابيين قضائياً وقانونياً. وقال علاوي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): “بمناسبة الذكرى السابعة ليوم النصر الكبير نهنئ الشعب العراقي والقوات المسلحة والقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء على قيادته وحمايته لهذا النصر ودعمه كونه كان واحداً من الوزراء لدعم هذه الحكومة التي حققت هذا المنجز الكبير وهو ما زال سائراً على هذا الدرب كونه القائد العام القوات المسلحة بالفعل ينقل هذا النصر من عسكري إلى سياسي ونصر اقتصادي واجتماعي باستقرار المحافظات المحررة بعود الحياة العامة والطقوس الاجتماعية بصورة تامة إلى المناطق المحررة”. وأضاف أن “المحافظات المحررة تشهد استقرارا تاماً وهناك علاقة متميزة ما بين القوات الأمنية والحكومة العراقية والمواطن والحكومات المحلية وهذا تطور كبير جدا عندما نقارنه في لحظة سقوط مدينة الموصل”، لافتاً إلى أن “فتوى الجهاد الكفائي لعبت دورا في توحيد النسيج الاجتماعي وتوحيد الجهود العراقية نحو مكافحة الإرهاب وكذلك دعم الحكومة العراقية في تحقيق الانتصار”. وتابع: “انتصرنا على تنظيم داعش الإرهابي ولم يبقَ إلا مسار التنمية والإعمار وتقدم هذه المحافظات وإنهاء معاناة النازحين وعودتهم إلى محافظاتهم وهذا ما حصل بجهود حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سواء بالتنمية والتخصيصات المالية ودفع التعويضات المالية وكذلك مواجهة ضحايا الإرهاب من حيث قوانين وتشريعات تخدمهم وتخدم عوائلهم وكذلك إحقاق حقوق الضحايا من المساءلة بالذهاب إلى القضاء العراقي والمواجهة وتعزيز الاستقرار والتطور الخاص بالقوات المسلحة من أجل حماية هذا النصر العسكري الذي تحقق من حيث إجراءات حرس الحدود والعلاقات المدنية والعسكرية وكذلك الحفاظ على كرامة المواطن”. وأشار إلى ان “الحفاظ على كرامة المواطن أسس إلى ثقافة المواطنة والعمل المشترك ما بين المواطنين والقوات الأمنية، وهذا المسار التزمت به الحكومة العراقية لتوفر بها مسارات الاستقرار نحو تحرير مقاصد التنمية والاستقرار بدعم السلم والأمن في العراق وكذلك مواجهة ارث التنظيم من خلال القضاء على فكرة التطرف التي ولدت هذا الإرهاب والدمار”. وذكر علاوي، أن “التعبير الوطني والالتزام الحكومي في هذا اليوم 10 كانون الأول من كل عام هو تقليد حكومي تقوم به الدولة العراقية بكافة مؤسساتها”، مشيراً إلى “التزام القائد العام للقوات المسلحة وتوجيهاته من خلال مجلس الوزراء الى الوزارات والأجهزة والهيئات والنقابات والاتحادات، وكذلك منظمات المجتمع المدني والمؤسسات العامة دلالة على التزام العراق والدولة العراقية بصورة النصر والاستقرار والحفاظ عليه وكذلك وفاء إلى دماء الشهداء الذين ضحوا من أجل العراق ومن أجل أن يرفع العلم العراقي في كل محافظة وقضاء وناحية ومدينة ومحلة وزقاق”. ولفت إلى انه “كان هناك دور كبير لقيادة العمليات المشتركة ولخلية استهداف المجتمع والاستخبارات بكل تصنيفاتهم والقوات العراقية وصنوفهم الذين حققوا إنجازات كبيرة بالبحث ومطاردة الإرهابيين داخلياً وخارجياً”،منوهاً بأن “السياسة الخارجية العراقية نجحت نجاحا كبيرا من خلال ممارسة السياسة الخارجية بالبحث عن هؤلاء باستثمار العلاقات الخارجية لمطاردتهم قضائياً وقانونياً وفقاً لمسارات القضاء العراقي والانتربول الدولي والشهادات الحية التي نمتلكها الآن باتجاه هؤلاء الإرهابيين جعلتهم يتساقطون واحدا تلو الآخر سواء بمسار القوة العسكرية أو بمسار القضاء والمتابعة القضائية”. وأوضح أن “ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق تحدث عن الإنجازات والتي كانت تشير بصورة واضحة إلى أن العراق آمن ومستقر ويتقدم نحو الأمام وهذه اشادة كبيرة جدا بجهود حكومة محمد شياع السوداني ونظرتها إلى الأمور من حيث صناعة الحلول واستيعابها عبر السياسات العامة لمطالب المواطنين والتفاعل مع الضحايا وأهاليهم لإحقاق الحق وجبر الضرر الذي حدث لهم نفسيا وماديا عبر التعويضات للمتضررين من العمليات الإرهابية”، مبيناً أن “هناك تسهيلات ايضاً من أجل حصول عوائل الشهداء على حقوقهم واستحقاقاتهم الطبيعية”. واختتم قائلاً: إن “سقوط مدينة الموصل كان درسا وطنيا وتاريخيا كبيرا لتعزيز النسيج الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية والوقوف صفا واحدا أمام الإرهاب”.