فاضل حسن شريف
جاء في کتاب معجم الفروق اللغوية بترتيب وزيادة للمؤلف أبو هلال العسكري: الفرق بين الجبت والطاغوت: قيل: هما صنمان كانا لقريش. وقيل: الجبت، الأصنام. والطاغوت، تراجمة الاصنام الذين كانوا يتكلمون بالكذب عنها. وقيل: الجبت، الساحر، والطاغوت: الكاهن. وقيل: الجبت: إبليس، والطاغوت: أولياؤه. وقيل: هما كل ما عبد من دون الله من حجر أو صورة أو شيطان. وهو الاولى لشموله كل ما ذكر. ويؤيده قوله سبحانه “فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ” (البقرة 256).
وعن الفرق بين الجبار والقهار يقول أبو هلال العسكري: الجبار في صفة الله عز وجل صفة تعظيم، لأنه يفيد الاقتدار، وهو سبحانه لم يزل جبارا، بمعنى: أن ذاته تدعو العوارف بها إلى تعظيمها. والقهار: هو الغالب لمن ناوأه، أو كان في حكم المناوى، بمعصيته إياه. ولا يوصف سبحانه فيما لم يزل بأنه قهار. والجبار في صفة المخلوقين صفة ذم لانه يتعظم لما ليس له، فإن العظمة لله سبحانه. قال تعالى: “وإذا بطشتم بطشتم جبارين” (الشعراء 130). وقال تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام “ولم يجعلني جبارا شقيا” (مريم 32).
وعن الفرق بين الجبرية والجبروت والكبر يقول العسكري في كتابه: أن الجبرية أبلغ من الكبر وكذلك الجبروت ويدل على هذا فخامة لفظها وفخامة اللفظ تدل على فخامة المعنى فيما يجري هذا المجرى، ولهذا قال أهل العربية الملكوت أبلغ من الملك لفخامة لفظه وكذلك الطاغوت أبلغ من الطاغي لفخامة لفظه ولكن كثر إستعمال الطاغوت حتى سمي كل ما عبد من دون الله طاغوتا وسمي الشيطان به لشدة طغيانه، وكل من جاوز الحد في ضرب أو معصية من الشر والمكروه فقد طغى، وتجبر أبلغ من تكبر، وقال بعض العلماء تجبر الرجل إذا تعظم بالقهر وهذا يؤيد ما قلناه من أنه أبلغ من تكبر لان التكبر لا يتضمن معنى القهر، والجبار القهار والجبار العظيم في قوله تعالى “إن فيها قوما جبارين” (المائدة 22) والجبار المتسلط في قوله تعالى “وما أنت عليهم بجبار” (ق 45) وقال الجبار القتال في قوله تعالى “وإذا بطشتم بطشتم جبارين” (الشعراء 130) قالوا قتالين، والاجبار الاكراه وجبر النقص إتمامه وجبر المصيبة رفعها بالنعمة والجبارة خشب الجبر وإجتبر وتجبر تعظم بالقهر والجبار الذي لا أرش فيه وقيل الجبار في صفات الله تعالى بمعنى أنه لا يبالي بالاذى وأصله في النخلة التي فاتت اليد، ويقال تجبر الرجل مالا إذا أصاب مالا وتجبر النبت إذا نبت في يبسه الرطب، وقال إبن عطاء: الجبار في أسماء الله تعالى جل إسمه بمعنى أنه يجبر الكسر، والجبرية مصدر منسوب إلى الجبروت بحذف الواو والتاء والجبروت أيضا يجري مجرى المصادر ومعناه المبالغة في التجبر.
وعن الفرق بين الجبلة والناس يقول أبو هلال العسكري: أن الجبلة إسم يقع على الجماعات المجتمعة من الناس حتى يكون لهم معظم وسواد وذلك أن أصل الكلمة الغلظ والعظم ومنه قيل الجبل لغلظه وعظمه ورجل جبل وامرأة جبلة غليظة الخلق وفي القرآن “واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين” (الشعراء 184) وقال تعالى “ولقد أضل منكم جبلا كثيرا” (يس 62) أي جماعات مختلفة مجتمعة أمثالكم والجبل أول الخلق جبله إذا خلقه الخلق الأول وهو أن يخلقه قطعة واحدة قبل أن يميز صورته ولهذا قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ” جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ” وذلك أن القلب قطعة من اللحم وذلك يرجع إلى معنى الغلظ.