بمناسبة عيد النصر العراقي (ح 13) (ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم)

الكاتب : فاضل حسن شريف

عن تفسير الميسر: قوله سبحانه: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَآ اوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِاعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ” (العنكبوت 10) ومن الناس من يقول: آمنا بالله، فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم، كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذيَّة منه، فارتدَّ عن إيمانه، ولئن جاء نصر من ربك أيها الرسول لأهل الإيمان به ليقولَنَّ هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إنَّا كنا معكم أيها المؤمنون ننصركم على أعدائكم، أوليس الله بأعلم من كل أحد بما في صدور جميع خلقه؟

وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَآ اوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِاعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ” (العنكبوت 10) هذه الآية صورة حقيقية لبعض الناس الذين نعرفهم ونعايشهم.. لقد زين الشيطان لهذا البعض انه من أهل التقى والايمان، فانطلت عليه الحيلة وصدّق الشيطان في وساوسه وأحابيله، وأنه من المتقين، وهو في حقيقته وواقعه لا يعتقد بشيء ولا يرى إلا منافعه ومصالحه الخاصة، ولا شيء أدل على أن إيمانه وهم وسراب من تنكره للحق أو تجاهله إياه حين يخاف الناس على أدنى شيء من أشيائه.. يخافهم إذا ناصر الحق والعدل بفعل أو قول تماما كما يخاف الأولياء والأتقياء من اللَّه إذا لم يعملوا بأمره ونهيه، وتقدمت الإشارة إلى هذا الفريق في الآية 77 من سورة النساء: “فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَو أَشَدَّ خَشْيَةً”. وقلنا فيما تقدم: ما من أحد اتبع الحق الا ودفع ثمنه من نفسه وأشيائه، وإلا لم يكن لأهل الحق وأنصاره أية فضيلة. أنظر تفسير الآية 155 من سورة البقرة ج 1 ص 242، فقرة (ثمن الجنة). وفي الحديث: من خاف اللَّه خوّف اللَّه منه كل شيء، ومن لم يخف اللَّه خوّفه من كل شيء. “ولَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ”. هم مع الدين إذا كان متجرا رابحا، وهم أعداء الدين إذا سألهم البذل والتضحية ولو باليسير، وأبلغ كلمة في هذا المعنى قول سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام: (الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون). وتقدم مثله في الآية 141 من سورة النساء ج 2 ص 466 “أَولَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ”. هل تريدون ان تخدعوا اللَّه وتحتالوا عليه، وهو العليم بما تخفون وما تعلنون؟  

جاء عن موقع الحوزة النفاق والمنافقون والوجه الآخر للكاتب حسين علي المصطفي: النفاق في مكة: لم يكن للمنافقين دور يذكر في العهد المكي، لأن الأعداء كانوا لا يخشون الإسلام، ويستطيعون التعبير عن كل شيء بدون حذر ولجوء إلي التخفي والتلون في حربهم ضد المسلمين. ولكن يبرز لنا القرآن الكريم بضع آيات تؤكد وجود النفاق في العهد المكي، حيث يقول تعالى: “ومن الناس من يقول آمنّا باللّه فإذا أوذي في اللّه جعل فتنة الناس كعذاب اللّه ولئن جاء نصر من ربّك ليقولن إنّا كنّا معكُم أو ليس اللّه بأعلم بما في صدور العالمين * وليعلمن اللّه الّذين آمنوا ليعلمن المنافقين” (العنكبوت 10-11)). “وليقول الّذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلاً” (المدثر 31). ولكن هل كانت الأجواء في مكة آنذاك صالحة لظهور منافقين يعتنقون الإسلام، ويبطنون الكفر، أم لا؟ يقول العلاّمة الطباطبائي: (التدبر في حوادث زمن النبي صلّي اللّه عليه وآله والإمعان في الفتن الواقعة بعد الرحل والاعتناء بطبيعة الاجتماع الفعالة يقضي عليه النظر: أما أولاً: فلا دليل مقنعاً علي عدم تسرب النفاق في متبعي النبي صلّي اللّه عليه وآله المؤمنين بمكة قبل الهجرة، وقول القائل: إنّ النبي صلّي اللّه عليه وآله والمسلمين بمكة قبل الهجرة لم يكونوا من القوة ونفوذ الأمر وسعة الطول بحيث يهابهم الناس ويتقوهم أو يرجو منهم خيراً حتي يظهروا لهم الإيمان ظاهراً و يتقربوا منهم بالإسلام، وهم مضطهدون مفتنون معذبون بأيدي صناديد قريش ومشركي مكة المعادين لهم المعاندين للحق بخلاف حال النبي صلّي اللّه عليه وآله بالمدينة بعد الهجرة، فإنّه صلّي اللّه عليه وآله هاجر إليها وقد كسب أنصاراً من الأوس والخزرج واستوثق من أقوياء رجالهم أن يدفعوا عنه كما يدفعون عن أنفسهم وأهليهم، وقد دخل الإسلام في بيوت عامتهم، فكان مستظهراً بهم على العدة القليلة الذين لم يؤمنوا به و بقوا على شركهم، ولم يكن يسعهم أن يعلنوا مخالفتهم ويظهروا شركهم فتوقوا الشر بإظهار الإسلام فآمنوا به ظاهراً وهم على كفرهم باطناً، فدسوا الدسائس ومكروا ما مكروا. فما القدرة والقوة المخالفة المهيبة ورجاء الخير بالفعل والاستدرار المعجل علة منحصرة للنفاق حتى يحكم بانتقاء النفاق لانتفائها، فكثيراً ما نجد في المجتمعات رجالاً يتبعون كل داع ويتجمعون إلي كل ناعق ولا يعبئون بمخالفة القوي المخالفة القاهرة الطاحنة، ويعيشون على خطر مصرّين علي ذلك رجاء أن يوفقوا يوماً لإجراء مرامهم ويتحكموا علي الناس باستقلالهم بإدارة رحى المجتمع والعلو في الأرض وقد كان النبي صلّي اللّه عليه وآله يذكر في دعوته لقومه أن لو آمنوا به واتبعوه كانوا ملوك الأرض. فمن الجائز عقلاً أن يكون بعض من آمن به يتبعه في ظاهر دينه طمعاً في البلوغ بذلك إلي أمنيته وهي التقدم والرئاسة والاستعلاء، والأثر المترتب علي هذا النوع من النفاق ليس هو تقليب الأمور وتربص الدوائر علي الإسلام والمسلمين وإفساد المجتمع الديني، بل تقويته بما أمكن وتفديته بالمال والجاه لتنتظم بذلك الأمور ويتهيأ لاستفادته منه واستدراره لنفع شخصه. نعم، يمكر مثل هذا المنافق بالمخالفة والمضادة فيما إذا لاح من الدين مثلاً ما يخالف أمنية تقدمه وتسلطه إرجاعاً للأمر إلي سبيل ينتهي إلي غرضه الفاسد. وأيضاً من الممكن أن يكون بعض المسلمين يرتاب في دينه فيرتد ويكتم ارتداده كما مرت الإشارة إليه في قوله تعالي: “ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا” (المنافقون 3) الآية، وكما يظهر من لحن، مثل قوله تعالي: “يا أيها الّذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللّه بقوم ” (المائدة 54). وأيضاً الذين آمنوا من مشركي مكة يوم الفتح لا يؤمن أكثرهم ان لا يؤمنوا إيمان صدق وإخلاص. ومن البديهي عند من تدبر في حوادث سني الدعوة ان كفار مكة وما والاها وخاصة صناديد قريش ما كانوا ليؤمنوا بالنبي صلّي اللّه عليه وآله لولا سواد جنود غشيتهم، وبريق سيوف مسلطة فوق رؤوسهم يوم الفتح، وكيف يمكن مع ذلك القضاء؟ بأنه حدث في قلوبهم والظرف هذا الظرف نور الإيمان وفي نفوسهم الإخلاص واليقين فآمنوا باللّه طوعاً عن آخرهم ولم يدب فيهم دبيب النفاق أصلاً. وأما ثانياً: فلأن استمرار النفاق إلي قرب رحلة النبي صلّي اللّه عليه وآله وانقطاعه عند ذلك ممنوع. نعم انقطع الخبر عن المنافقين بالرحلة وانعقاد الخلافة وانمحي أثرهم فلم يظهر منهم ما كان يظهر من الآثار المضادة والمكائد والدسائس المشؤومة. فهل كان ذلك لأن المنافقين وفقوا للإسلام وأخلصوا الإيمان عن آخرهم برحلة النبي صلّي اللّه عليه وآله وتأثرت قلوبهم من موته ما لم يتأثر بحياته؟ أو أنهم صالحوا أولياء الحكومة الإسلامية علي ترك المزاحمة بأن يسمح لهم ما فيه أمنيتهم مصالحة سرية بعد الرحلة أو قبلها؟ أو أنه وقع تصالح اتفاقي بينهم وبين المسلمين فوردوا جميعاً في مشرعة سواء فارتفع التصاك والتصادم؟ ولعل التدبر الكافي في حوادث آخر عهد النبي صلّي اللّه عليه وآله والفتن الواقعة بعد رحلته يهدي إلي الحصول على جواب شاف لهذه الأسئلة.

عن وكالة الأنباء العراقية سبع سنوات على النصر الكبير (واع) تستذكر ملاحم بطولية رسمت خطى الانتصار: قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء فادي الشمّري في تغريدة له تابعتها وكالة الانباء العراقية (واع): “‏نبارك لأبناء شعبنا الذي صبر وتحمل وعانى وقدم كل ما يجود به.. وهي فرصة لنجدد الوعد والعهد في الانتصار لقيمه والقيام بواجبات الخدمة والمسؤولية “. وأضاف: “الاجلال والاحترام لأبناء قواتنا المسلحة في الجيش والشرطة والحشد الشعبي وكل اجهزتنا الامنية الذين سطروا كل معاني الشجاعة والتضحية وحققوا نصراً عراقياً نفتخر به أمام العالم ضد اعتى تنظيم عالمي اراد قتل الحياة، ‏الرحمة والخلود لشهداء العراق وفي مقدمتهم قادة النصر والشفاء العاجل لجرحانا الغيارى”. معركة مصيرية : الى ذلك، قال قائد القوة الجوية الفريق الطيار شهاب جاهد علي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “القوات الامنية بكافة صنوفها خاضت معركة مصيرية مع العصابات الارهابية لتحرير الأراضي التي تم اغتصابها آنذاك من قبل تلك العصابات، وشكلت القوات الأمنية سداً منيعاً، على خطوط الصد، بوجه قوى الشر التكفيرية التي ساقت عدوانها وحاولت نشر تخلفها، باسم الدين والدين براء مما يأفكون”، مؤكدا أن “القطعات العسكرية تمكنت من إلحاق هزيمة كبيرة بالعصابات وحررت الأرض العراقية من دنسها، واليوم لا تزال القوات رهن شعب مؤمن بوطنية جيشه وبطولاته التي قطعت الطريق على الضلال”. وتابع أن “المستقبل لقواتنا الباسلة وشعبنا الأبي، وجيشنا بمؤازرة الشعب على أهبة الاستعداد لإحباط أي تعرض يمس سيادته أو يدنس ذرة من ترابه الطاهر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *