الكاتب : مهدي قاسم

عادة في منتصف الصيف العراقي القائظ تبدأ حسرات الشكاوى التذمر والانزعاج بسبب تلكؤ أو انقطاعات مستمرة في خدمات الكهرباء ، و خاصة صيحات من قبيل :
ـــ ” ماكو ” كهرباء في العراق ..

أما الآن ففي وسط الشتاء ، حيث تُقّل نسبة الاستهلاك إلى حدما ما ، الأمر الذي أثار استغرابا ، بل صيحة شكاوى و حالات تذمر أعلى و أقوى ..
ليتضح فيما بعد أن السبب يكمن في إيران لعدم تزويد العراق بالوقود المطلوب لتشغيل الطاقة الكهربائية رغم الاتفاق و العقود بين البلدين ــ بحسب التصريحات والتقارير الاختبارية ..

و هذا يعني أن من يعوّل على إيران سواء على صعيد التحالف السياسي و الأمني و الاقتصادي أو حتى التخادمي ــ كأتباع و عملاء أو مخدوعين عقائديا ــ عليهم أن يعلموا إن هذا النظام لا يأخذ بفلس كل هذه الأمور ، بقدر ما يهتم بمصالحه الآنية ، حتى لو بالتخلي عن اقرب الحلفاء ، أو ضرب عرض الحائط الاتفاقات السياسية أو الأمنية لو تقتضي تلك المصالح بشكل عاجل و فورا دون أي اعتبار أو اسف عن ما سيسببه هذا الإجراء أو ذاك من معاناة لملايين الناس ؟..
..
ولكن مع الأسف ، ففي شرقنا الأوسط الأتعس ثمة أناس كثيرون لا يأخذون درسا أو عبرة من هذه الحقيقة المريرة
فرغم أن الأحداث القريبة أو الساخنة ، قد اثبتت مرارا و تكرارا أنه لا يمكن التعويل على النظام الإيراني لأن ما يهمه في الدرجة الأولى والأخيرة هومصالحه الأمنية والاقتصادية فحسب ..
فضل عن أنه ، بكل بساطة ووضوح ، يستغل مسألة المذاهب و قضية القدس لتحقيق هذه المصالح على أيدي أتباعه عملائه المحليين ، بل و التضحية بهم أحيانا أن اقتضت هذه المصالح أو ظروف استثنائية وتطورات سياسية طارئة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *