اسم الكاتب : سليم مطر
مشكلة الاحواز هو(النفط) مثلما هو مشكلة العراق؟!
يلفظها الفرس (الأهواز) لأنه ليس في كلامهم حرف يماثل حرف (الحاء) العربي فيلفظونه (هاء) ، ويقسم نهر كارون مدينة الأحواز (الذى يمر في المدينة) الى ضفتين هما الناصرية والأمنية، وتقع الى الشمال الشرقي من مدينة المحمرة تبتعد عنها تقريبا 120 كيلومتر، ونسبة العرب فيها 90 %. وهي موطن لعشائر عربية عديدة ابرزها عشائر وقبائل آل سيد نعمه (وهم من بني هاشم – هاشميين النسب ) . و الناصرية أي – الأحواز – عاصمة البلاد، وهي تلك المدينة التي تغفو على ضفة نهر كارون الشرقية وعلى بعد عشرة أميال من سوق الأحواز القديم أو الأحواز القديمة. أن مدينة الأحواز – الناصرية – بقسميها هي العاصمة ولا علاقة لها بالخوز ولا بالخوزستانيين، والناصرية هي المدينة العربية التى شيدها ناصر بن محمد أمير كعب كانت المركز الرئيسي لقبائل الاحواز. قال المغيرة بن سلمان واصفا الاحواز ومقارنها مع البصرة بقوله : أرض الاحواز نحاس تنبت الذهب، وارض البصرة ذهب تنبت النحاس.
ووصف المقدسي هذه المدينة بأنها عانت كثيرا من أذى الزنج أدبان ثورتهم في المئة (الثالثة) واتخذها زعيمهم وقتا مقرا له، وفي المئة التالية أعاد الأمير عضد الدولة البويهي بناء قسم منها. قال ابن حوقل :. . . والغالب على أخلاقهم الشراسة والمنافسة فيما بينهم في اليسير من الامور، والشدة، والامساك، والغالب على خلقهم صفرة الالوان والنحافة، وخفة اللحى، ووفرة الشعر فيهم أقل مما في غيرهم من المدن، وهذه صفة عامة لديهم، وأما ما ينتحلونه من الديانات والمذاهب، والغالب عليهم الاعتزال والغلبة لاهله دون سائر النحل، والقول بالوعد والوعيد فيهم أكثر منه في جميع الخلق أظهر على الحقيقة وصدق النية، وفي عوامهم وأهل مهنهم من الرياضة بالكلام والعلم به وبوجهه ما يضاهون به الخواص من أرباب البلدان وعلمائهم، ولقد رأيت حمالا عبر وعلى رأسه وقر ثقيل او على ظهره وهو يساير حمالا آخر على حاله وهما يتنازعان في الأويل وحقائق الكلام غير مكترثين بما عليهما في جنب ما خطر لهما. (1) قال بطليموس عن طالعها : بلد الأحواز طوله أربع وثمانون درجة، وعرضه خمس وثلاثون درجة واربع دقائق، تحت احدى عشرة درجة من السرطان، وست وخمسون درجة يقابلها مثلها من الجدى، وبين عاقبتها مثلها من الميزان، لها جزء من الشعري القميضاء، ولها سبع عشرة دقيقة من النور من أول درجة منه. نسب الى مدينة الاحواز كثير من العلماء والادباء والشعراء، أمثال : عبدالله بن أحمد بن موسى بن زياد أبي محمد الجواليقي الأحوازي القاضي المعروف (بعبدان) وهو أحد الحفاظ المجودين، ولد في عسكر مكرم سنة 210 هجـ وسافر الى دمشق، ثم عاد بعد أن كان يتردد كثيرا على البصرة، توفي في أول سنة 306 هجـ .
ومنها ايضا الحسن بن هانىء الشهير بأبي نؤاس، وابن السكيت، وأبو الغناء صاحب النوادر والشعر والأدب، المتوفي سنة 273 هجـ. (2) . أما أهم مزروعاتها فهي : النخيل والحنطة والشعير والرز وقصب السكر.
——————————————————-
(1) صورة الارض – ص 230
(2) المعجم – ص 18 – محمد أمين يوسف