مصطفى الاعرجي
على ما يبدو ان الطبخة الأمريكية المفتعلة في إلغاء عقد الغاز الإيراني الذي يساعد على انتاج الطاقة الكهربائية في عموم المحافظات العراقية بدأت رائحته تفوح بشكل كبير بين الأوساط الإعلامية قبل دخول العراق في صيف 2025
السيناريو الأمريكي المرتقب ، لإخضاع العراق إلى رياح الشرق الأوسط الجديد قادمة بصورة تختلف عن رياح تدمير غزة ورياح انهيار لبنان ورياح تغيير الحكم في سوريا ، انها رياح بكل تاكيد ستكون متناغمة مع ازدواجية الشخصية العراقية التي تتغير مع نوع التحديات التي تعصفها المنطقة
بسبب ان الطاقة الكهربائية تعد اهم ملف في الوجود بعد الغذاء والهواء وهي تعتبر الوسيلة الوحيدة التي تدخل في جميع الاحتياجات المجتمعية اليومية ولايمكن الاستغناء عنها مطلقا
لذلك هذا الصيف سيكون ساخنا وحادا على رؤوس العراقيين قد يؤدي إلى هيجان الشارع العراقي خصوصا المحافظات الوسطة والجنوبية إذا ما تحركت الحكومة الاتحادية في سبيل معالجة هذا الملف الذي اصبح مزعجا للغاية نتيجة المبالغ الطائلة التي صرفت من اجله دون جدوى على مدى عشرون عاما بسبب شبهات الفساد
وللأسف الشديد ، فان الفرد العراقي اصبح بمثابة الشاة التي تذبح بسبب الخلافات السياسية التي تحصل بين الدول ، واذا ما الحجة التي تدفع ادارة ترامب بالضغط على حكومة السوداني بإلغاء عقد الغاز الإيراني سوى الرضوخ والانصياع الاوامر لتقييد حركة العراق وتضيق الخناق على سياسات ايران في ركن المتبقي من المنطقة
واذا ما رجعنا للأسباب الرئيسية وراء هذه العقدة تأتي نتيجة امرين مهمين وأولهما عدم استغلال عنصر الوقت من قبل جميع الحكومات من اجل معالجة وتحسين الطاقة الكهربائية ، فيما الأمر الثاني كان ينبغي توعية الناس في عملية الاستهلاك المثالي للطاقة الكهربائية من اجل المحافظة على جودة المعدات الإنتاجية
واخير ، لابد من حكومة السوداني تفعيل الأدوات الدوبلماسية مع ادارة الترامب من اجل ايجاد صورة تفاهم واضحة لاستمرار العقد العراقي والإيراني المشترك من اجل منع حدوث هيجان شعبي قد يؤدي إلى احداث اعمق من الظاهر وتؤثر على مجريات العراق في المنطقة .
