أعداد وتحليل وتقديم صباح البغدادي
في عرض صارخ لفرض شخصيته بالقوة والهيمنة , من خلال استغلال منصبه الرئاسي في اتخاذ القرارات التنفيذية، عرضت لنا شاشات التلفزة الاخبارية الامريكية يوم الجمعة 21 أذار 2025حيث وقّع الرئيس “دونالد ترامب” من خلف مكتبه الرئاسي اللامع عقدًا باهظًا مع شركة “بوينغ” المتداعية لتطوير مقاتلة “إف-47” مثل هذا المشروع قد يبتلع تريليون دولار – وربما أكثر – في جيوب مثل هذه الشركة التي أثبتت فشلها مرارًا وتكرارا وما تزال غارقة في فوضى “737 ماكس” حيث تتراكم الأعطال الكهربائية والتقنية، وترفض إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) وثائقها، وتتوقف طائراتها عن الطيران بسبب عيوب جودة فاضحة؟ أن ارتفاع أسهمها 4% بعد توقيع العقد ليس دليل نجاح والتميز والكفاءة كما قد يحلو الان للبعض تبريره ، بل قد تكون انعكاس لصرخة استغاثة واثقة لمن يعرف أن هناك من يدعمها من الخفاء. تشعر وانته تشاهده لتوقيع هذا العقد لم يكن مجرد رئيس يمارس صلاحياته؛ بل بدا كرجل أعمال محنك يوقّع صفقة مناقصة، غير آبهٍ بمبادئ الشفافية والنزاهة التي ألقاها في سلة المهملات والتي قد تمون بالقرب منه . هذا العقد ليس مجرد ورقة موقعة، بل مرآة تعكس الوجه الحقيقي الذي حاول الرئيس “ترامب” إخفاءه طوال الوقت عن الراي العام أو حتى جمهوره من الناخبين : مجرد رجل اعمال ومطور عقاري يفكر بالأرباح، وليس رجل دولة يزن القرارات السياسية والدبلوماسية بعقلانية. نظرته الثنائية – “معي أو ضدي” – تتجلى بوضوح، حتى لو كان الثمن دمار شعوب بأكملها أو نهب خزائن أمته. ولكن الأمر لا يتوقف عند أعتاب بوينغ. هذا العقد يكشف عن نمط أعمق: يخيل اليك أكثر وقد تكون على قناعة ودراية بان الرئيس “ترامب” الذي يدير البيت الأبيض كشركة عقارية، لا كمؤسسة حكم.
في هذا الموضوع الذي نحن بصدد طرحه لجمهور الراي العام , فنحن لا نسأل ونستفسر فحسب، بل سوف نتعدى وقد نكون على ثقة وأن نتهم صراحة: هل المصالح والعلاقات الشخصية بين الرئيس “ترامب” وأباطرة ذئاب “المجمع الصناعي الحربي الكونغرسي” — التي حتمآ سوف تمتد حتى بعد أن يترك منصبه الرئاسي فلكل شيء مقابله ثمن يدفع سواء الإن أو حتى في المستقبل — هي التي رتبت وصنعت هذه الصفقة المشبوهة؟ أم أن “الدولة العميقة” والمعروف عنها بقبضتها الحديدية وعبر مجمعها الصناعي، هي التي أجبرت اتخاذ هذا القرار؟ هذا العقد ليس مجرد صفقة، بل عملية نهب منظمة تُدار من غرف مظلمة من قبل أعضاء بارزين في الكونغرس يعملون ليل نهار لخدمة مصلحة ذئاب هذا المجمع الصناعي، حيث يرقص الأعضاء على إيقاع قرع طبول أمراء الحرب، غير مبالين بملايين الأمريكيين الذين يموتون بدون رعاية صحية، أو يتسكعون في شوارع بلا مأوى تملئ جسدهم العراري وتنخره سوس ابر المخدرات ، أو يُحرمون من تعليم لائق. هذا العقد قد يعتبر فضيحة تاريخية ولكن الى حين أن تنكشف خفاياه وإسراراه.
وكذلك يطرح لنا قضية معقدة تتعلق بمدى الشفافية والنزاهة في منح شركة بوينغ عقد تطوير مقاتلة الجيل السادس “إف-47″، خاصة في ضوء التحديات التقنية التي واجهتها الشركة مع طائرات “737 ماكس” وتساؤلات سوف تثار الإن أو في المستقبل حول تأثير العلاقات الشخصية أو المصالح الصناعية العسكرية على القرار.
صحيح أن الإعلان تم وصفه بأنه نتيجة “منافسة دقيقة وشاملة” بين كبرى شركات صناعة الطيران الأمريكية، حيث تفوقت بوينغ على منافستها الرئيسية لوكهيد مارتن. ومع ذلك، فإن غياب تفاصيل محددة حول معايير الاختيار والتقييم يترك مجالًا للتساؤلات حول مدى الشفافية الكاملة في هذه العملية.
وبالأخص المشاكل التقنية والكهربائية أثارت انتقادات حول قدرة بوينغ على إدارة مشاريع معقدة بكفاءة وتقنية عالية، مما يجعل اختيارها لتطوير مقاتلة متطورة مثل “إف-47” محط جدل. وبما انه يندرج تحت إطار “برنامج الهيمنة الجوية للجيل التالي” (NGAD)، وهو مشروع عسكري طويل الأمد يعتمد على تقنيات مختلفة عن الطائرات التجارية، وحتى مع أشاره الرئيس ترامب إلى أن نموذجًا أوليًا للطائرة كان يُختبر سرًا لمدة خمس سنوات، يبقى هناك جدل حول مدى الكفاءة التقنية والتكنلوجية ستكون لهذا الطراز بالذات وهل ستجتاز الميزانية المرصودة لهذا المشروع . الرئيس “ترامب” خلال فترة انتخابات رئاسته الأولى والثانية، كان الشعار الانتخابي الأساسي “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” (Make America Great Again) هذا الشعار، الذي يُختصر غالبًا بـ “MAGA”، يعكس رؤيته لاستعادة ما يراه قوة وازدهارًا سابقين للولايات المتحدة، وقد أصبح رمزًا قويًا لحركته السياسية وما تزال لغاية الإن يستثمر هذا الشعار في كل فرصة تحين له. ومن شدة أيمانه بهذه العبارة لذا يحاول أن ينفذها على ارض الواقع ومن خلال تسرع وارتجالية في أظهر اهتمامًا قويًا بتعزيز الصناعة العسكرية الأمريكية الدفاعية والهجومية منها.
أن إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، التي يترأسها “إيلون ماسك” بتكليف من الرئيس ترامب، لم تصدر حتى الآن أي تصريح رسمي بشأن عقد تطوير مقاتلة الجيل السادس “إف-47 هذا الصمت قد يثير تساؤلات حول مدى شفافية ونزاهة العملية، خاصة في ضوء الجدل المحيط بأداء بوينغ التقني والفني في السنوات الأخيرة ويمكن ان نلخصها بالنقاط التالية:
أولاً: إدارة الكفاءة الحكومية هي مبادرة جديدة أُعلن عنها في نوفمبر 2024، وتهدف إلى تقليص الإنفاق الحكومي بمقدار 2 تريليون دولار سنويًا من خلال مراجعة العقود والهياكل البيروقراطية. حتى الآن، لم يتم الكشف عن تفاصيل واضحة حول آليات عملها أو صلاحياتها التنفيذية، مما يجعل دورها في عقد “إف-47” غامضًا. صمتها قد يكون ناتجًا عن أنها لم تبدأ عملياتها بشكل كامل بعد، أو أنها لا تملك سلطة مباشرة على قرارات منح العقود العسكرية التي تُدار عادةً من قبل البنتاغون والبيت الأبيض.
ثانيًا: منح عقد “إف-47” لبوينغ تم تحت مظلة “برنامج الهيمنة الجوية للجيل التالي” (NGAD)، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى مواجهة التقدم العسكري للصين وروسيا. الرئيس ترامب وصف العملية بأنها “تنافسية وشاملة”، مشيرًا إلى أن نموذجًا أوليًا للطائرة كان قيد الاختبار السري لسنوات. إذا كان هذا صحيحًا، فقد يكون قرار اختيار بوينغ قد استند إلى تقييمات عسكرية وتقنية مسبقة، وليس بالضرورة إلى تدخلات غير مشروعة. لكن غياب بيانات شفافة حول كيفية تفوق بوينغ على منافسيها، مثل لوكهيد مارتن، يترك مجالًا للشكوك والتساؤلات التي ما تزال لا إجابة عليها.
ثالثًا: علاقة إيلون ماسك بترامب وبوينغ تضيف طبقة أخرى خفية من التعقيد. ماسك، الذي يرأس شركة “سبيس إكس” المنافسة لبوينغ في مجال الفضاء، لم يُعرف عنه صراحةً دعم بوينغ في الماضي. بل على العكس، كان هناك تنافس بين الشركتين على عقود “ناسا”. صمته كرئيس لـ DOGE قد يُفسر بأنه يتجنب أي تعليق قد يُفسر على أنه تضارب مصالح، خاصة إذا كانت إدارته لا تملك سلطة رقابية مباشرة على هذا العقد في هذه المرحلة المبكرة ولكنه يعزز انطباعًا بعدم الشفافية والنزاهة، وكما قد يندرج ضمن أن الضغط السياسي والاقتصادي لدعم بوينغ، كشركة أمريكية كبرى توظف عشرات الآلاف، قد يكون دافعًا استراتيجيًا وراء القرار، بغض النظر عن موقف DOGE ، وصمت إدارة الكفاءة الحكومية حول هذا عقد شركة، يثير معه تساؤلات مشروعة حول مدى فعاليتها ودورها في ضمان الشفافية والنزاهة وسجلات عملية المناقصة, وعلى الرغم من أن اختيار بوينغ قد يثير تساؤلات مشروعة بسبب تاريخها الأخير، فإن القرار قد يكون مدفوعًا أيضًا بأسباب استراتيجية وعسكرية، مثل الحاجة إلى مواجهة التقدم الصيني والروسي في مجال الطائرات المقاتلة. للحكم على الشفافية والنزاهة بشكل نهائي، يتطلب الأمر مراجعة مستقلة لعملية المناقصة وسجلات اتخاذ القرار، وهو أمر لم يُعلن عنه حتى الآن.
*المجمع الصناعي العسكري: شبح أيزنهاور يخنق أمريكا ويُشعل العالم!:
في خطاب وداعه التاريخي، حذّر الرئيس دوايت أيزنهاور الأمريكيين من خطر “المجمع الصناعي العسكري”، وهو الوحش الذي يتربص بالميزانية الفيدرالية ويستولي على أموال دافعي الضرائب بقبضة حديدية. هذا التحذير ليس مجرد صدى من الماضي، بل حقيقة ماثلة اليوم: الإنفاق العسكري السنوي الأمريكي يتجاوز بكثير ما يُعلن عنه أو يتخيله معظم الناس، حيث تُنهب هذه الأموال لصالح حفنة من مروجي الحروب، بقيادة خمس عملاقات تستحوذ على كعكة الصناعة الحربية: “لوكهيد مارتن”، “نورثروب غرومان”، “رايثيون (آر تي إكس)”، “بوينغ”، و”جنرال دايناميكس”. هذه الشركات، التي تجني أرباحًا خيالية، زرعت دمارًا عالميًا لا يُصدق، حبست الولايات المتحدة في حروب لا تنتهي، وتسببت منذ عام 2001 بمقتل نحو 4.5 مليون شخص، وإصابة عشرات الملايين، وتشريد ما لا يقل عن 38 مليونًا، وفقًا لدراسة “مشروع تكاليف الحرب” من جامعة براون.
لكن الصورة تتجاوز ذلك إلى ما هو أكثر خطورة. فبينما تستنزف أمريكا مواردها في نزاعات عبثية، يتكاتف “المجمع الصناعي العسكري” مع ذئاب الذكاء الصناعي للسيطرة على القرار السيادي الأمريكي من خلف الستار. ترامب، الذي وعد بمحاربة هذا الشبح عند عودته إلى البيت الأبيض، يبدو اليوم أسيرًا له، بل ويُسارع لتوقيع عقود مشبوهة مثل صفقة “بوينغ”، مما يكشف أن “الدولة العميقة” أقوى وأشد ضراوة مما تصوره. هذا الوحش كشر عن أنيابه، ليس فقط في تمويل حروب مثل أوكرانيا – التي أُشعلت لاستنزاف روسيا عسكريًا واقتصاديًا بتكلفة مئات المليارات من جيوب المواطنين، وليس أباطرة الحرب – بل أيضًا في إعادة النظر بتمويل حلف “الناتو” الذي فقد مبرر وجوده بعد انتهاء الحرب الباردة.
في المقابل، يحاول ترامب رسم تحالفات جديدة، مقتربًا من روسيا كحليف اقتصادي واستراتيجي محتمل لفصلها عن الصين، التي تبرز كالتنين الاقتصادي والعسكري القادم. هذا التنين الصيني، الذي ينفث نيرانه الباردة الآن، قد يُشعل العالم قريبًا بنيران حامية، لا في عقود بل في سنوات. وفي هذا السياق، تصاعدت حرب العقوبات بين واشنطن وبكين: الولايات المتحدة فرضت قيودًا صارمة على الذكاء الصناعي الصيني، فردت الصين بتكثيف استثماراتها في شركاتها التقنية وحظر تصدير المعادن النادرة، التي تشكل 90% من احتياجات الصناعات الأمريكية المتقدمة كالسيارات الكهربائية والبطاريات والتكنولوجيا.
عودة ترامب إلى الرئاسة قد تكون مفتاحًا لإعادة رسم خارطة المصالح الأمريكية، مع مؤشرات لتحالف أمريكي-روسي لإنهاء حرب أوكرانيا، وتصعيد المواجهة مع الصين. لكن السؤال يظل: هل سيتمكن من كبح جماح المجمع الصناعي العسكري، أم أن توقيعه على عقود مثل “بوينغ” يثبت أنه أصبح أداة في يد هذا الشبح الذي حذر منه أيزنهاور؟
*ترامب رجل الإعمال يمزق قناع السياسي ويكشف وجهًا قاسيا:
نراه اليوم يدافع بشدة وباصرار حتى ولو خفت جزئيآ ولكنه ما يزال عمطروح على طاولة البحث والتنفيذ وذلك عن طريق قرارات تتجاوز حدود الولايات المتحدة، حيث يسعى لفرض رؤيته في تهجير سكان قطاع غزة من أراضيهم التاريخية، ليحولها إلى “ريفيرا” عقارية لامعة. خطته المروعة تكشف عن عقلية لا ترى في الأرض سوى فرصة استثمارية، حتى لو كانت أسس هذا المشروع ستصب من خرسانة ممزوجة بجماجم وعظام أطفال ونساء وشيوخ، تحللت جثثهم تحت أنقاض غزة لأكثر من عام، بينما العالم يشاهد بصمت. نحن هنا لا نوثق حدثًا فحسب، بل نطلق صرخة اتهام: ترامب ليس رجل سياسة أو دبلوماسي يحاور ويوازن، بل تاجر بلا ضمير يضع الأرباح فوق كل شيء – سواء كان ذلك بمنح بوينغ عقدًا مشبوهًا يهدد بإغراق الخزينة الأمريكية، أو بتحويل أرض غزة إلى مشروع استثماري يقوم على جثث ضحاياه. هذا هو الوجه الآخر لترامب، وقد حان الوقت لنكشفه بلا خوف!
هذا العقد يكشف عن نمط أعمق: ترامب الذي يدير البيت الأبيض كشركة عقارية ، لا كمؤسسة حكم. نراه يدفع بقرارات تتجاوز حدود الولايات المتحدة، حيث يسعى لفرض رؤيته في تهجير سكان قطاع غزة من أراضيهم التاريخية، ليحولها إلى “ريفيرا” عقارية لامعة. خطته المروعة تكشف عن عقلية لا ترى في الأرض سوى فرصة استثمارية، حتى لو كانت أسس هذا المشروع ستصب من خرسانة ممزوجة بجماجم وعظام أطفال ونساء وشيوخ، تحللت جثثهم تحت أنقاض غزة لأكثر من عام، بينما العالم يشاهد بصمت.
ما زلنا نتذكر جيدا قضية تصفية الموظف السابق في شركة بوينغ “جون بارنيت” والتي ما تزال تثير الكثير من الغموض والتساؤلات، خاصة وأنه كان يبحث في مسألة حساسة تتعلّق بقطع غيار الطائرات، وذلك بالتزامن مع حدوث سلسلة حوادث تعرضت لها حول العالم. حيث عثر عليه ميتاً في شاحنته وفي ساحة انتظار خارج أحد فنادق “ساوث كارولينا” وسارعت الشرطة الى تبني فكرة إقدامه على الانتحار، وهو المعروف بانتقاداته لمعايير الإنتاج في الشركة. وذلك بعد أيام فقط على الإدلاء بشهادته في دعوى قضائية مرفوعة ضد شركة تصنيع وتجميع الطائرات “بوينغ”وقدم مدير الجودة السابق في مصنع “بوينغ” في شمال تشارلستون، إفادته بعد أن ادعى أنهم كانوا يستخدمون قطع غيار من الدرجة الثانية، وقد مضى على تقاعده من الشركة 7 سنوات بعد 32 عاماً من العمل فيها. وقالت الشرطة في مقاطعة ” تشارلستون” إن بارنيت توفي “متأثرا بجراحه”، مضيفين أنهم ما زالوا يحققون في الحادثة. هذا وقد جاءت وفاة بارنيت أثناء فترة انقطاع في الإفادات في دعوى للمبلغين عن المخالفات، حيث ذكر أن العمال يتعرضون للضغط كي يقوموا بتركيب أجزاء طائرات دون الجودة المطلوبة على خط التجميع. وذكر بارنيت أيضاً أنه في بعض الحالات، يتم إحضار قطع من الدرجة الثانية في الجودة ومن صناديق الخردة، قبل تركيبها في الطائرات التي يتم بناؤها من أجل تفادي التأخير.
حيث كشفت وسائل إعلام أمريكية والصادرة يوم الخميس 2 أيار 2024، أن مصدر آخر للتسريبات حول المشاكل المرتبطة بإنتاج طائرات “بوينغ” قد قتل مشيرة إلى أنه أصيب فجأة بمرض عضال وتوفي. وذكرت صحيفة “سياتل تايمز” أن مسرب المعلومات والأخبار بشأن مشاكل وعيوب تصنيع طائرات “بوينغ” يدعى “جوشوا دين” وعمل مدققا للجودة في السابق عند شركة “Boeing AeroSystems” الموردة لشركة “بوينغ” والذي توفي بعد مرض مفاجئ الم به وأنه كان يبلغ من العمر 45 عامًا، ويعيش في كانساس، ويعيش أسلوب حياة صحي ولم يشكو من المرض، لكنه أصبح في حالة حرجة خلال الأسبوعين الأخيرين قبل وفاته، مضيفة أن دين اشتكى إلى منظمي الطيران في الولايات المتحدة بشأن خط إنتاج “سبيريت 737″، وأدلى بشهادته أيضًا في دعوى قضائية ضد مساهمي الشركة.وتابعت الصحيفة أن الرجل أُدخل إلى المستشفى وهو يعاني من مشاكل في التنفس، وتم تشخيص إصابته بعدوى بكتيرية، ثم حدث فشل في الأعضاء.
وكذلك المذكرات الداخلية التي أرسلها موظفون حول تطوير كمبيوتر إدارة الملاحة في الطائرة. وكتب موظف لم يذكر اسمه في إحدى هذه الرسائل يقول: “هذه الطائرة مصممة من قبل مهرجين يشرف عليهم قرود” بالإضافة الى التحقيق السابق من قبل “إدارة الطيران الفيدرالية” حول احتواء بعض طائرات الشركة المصنعة حديثاً، على مكونات مصنوعة من التيتانيوم، تم بيعها باستخدام وثائق مزيفة، ما يثير مخاوف إضافية بشأن السلامة الهيكلية لتلك الطائرات حيث تم رصد أحد موردي قطع الغيار ثقوباً صغيرة في المادة بسبب التآكل، ما دفع إلى التحقيق في وثائق التيتانيوم المزورة من قبل شركة (Spirit AeroSystems)، التي تزود طائرات بوينغ وأجنحة إيرباص بهذه المادة المعدنية الحساسة في هيكلية جسم الطائرة.
كل هذه الأحداث , التي حدثت وغيرها التي سوف تأتي بالمستقبل تشير لنا وبما لا يدع أي مجال من قبل الراي العام للشك أو التأويل بان ذئاب مجمع الصناعات العسكرية لا يتوارون أبدا في تصفية أي شخص يريد أن يتحدث بالحقيقة وما يجري في الخفاء من انتتاج لطائرات فيها عيوب تقنية وفنية تؤدي بالتالي الى سقوط المئات من الضحايا المدنيين وبدون أي محاسبة لهذه الشركات لذا على كل من الصحافة والإعلام الحر النزيه أن يسلط الضوء على مثل تلك العقود والمناقصات والتي تعطى خارج نظام اطر المؤسسات الحكومية وبرامجها ويتم التحقيق بها من قبل جميع الجهات الرقابية والقضائية لتعزيز مبدا الشفافية والنزاهة الحكومية في إرساء العطاءات والمناقصات لجميع الشركات ودون وجود استثناء لاي شركة مهما كانت سطوتها وجبروتها على أي مسؤول حكومي .