نوفمبر 22, 2024
5555555555555

اسم الكاتب : كاظم حبيب

منذ 55 عاماً حتى الآن يرزح العراق تحت وطأة حكام طغاة مرغوا كرامة الإنسان العراقي بالتراب وزجوا في سجونهم مئات الآلاف من المواطنين والمواطنات الأبرياء سجناء الفكر والرأي والعقيدة، وقتلوا في حروبهم الهمجية نحو الداخل والخارج واستبدادهم الموجع وشوفينيتهم وطائفيتهم اللعينة مئات الآلاف من الناس الأبرياء، وهزموا الدولة المدنية وحولوا الدولة العراقية إلى دولة متهرئة رثة ومجتمع رث وبائس، لا دستور ولا قانون يحكمها، بل إرادة ومصالح الأفراد والأحزاب الشوفينية والطائفية. وأسكتوا، الأبناء والبنات الذين تعبن الأمهات في تعليمهم النطق، وسرقوا أموال الشعب وأحلامهم وطموحاتهم. عبر هذه العقود من السنين العجاف نسى الشعب تراثه وتاريخه ونضاله المديد في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وارتضى، كما يبدو، الضيم والقهر والسكوت على البلوى، والقبول بالمستبد خير من الفتنة!، تماماً كما يعلمه رجال الدين الذين تربوا على السحت الحرام ونهب لقمة العيش من افواه الفقراء والمعدمين ليتعذبوا في دنياهم ويفوزا في آخرتهم!!!
اعتاد حكام العراق، وهم في الغالب الأعم، إما أن يكونوا قتلة أو مخادعين أو كذابين أو سارقي المال العام أو…، أن يطلقوا على شعب العراق بـ “العظيم!”، ليتسنى لهم مواصلة ما مارسوه بحقه من قتل ونهب وتخريب وتعذيب وسجن، وهو راضٍ مستكين، وبعيداً عما نسب لأبي ذر الغفاري قوله “عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، ألا يخرج على الناس شاهرًا سيفه”، والأصح إلا يخرج على الحكام الأوباش شاهراً سيفه.
ألم يعد هناك أي شيء يحرك هذا الشعب، ألا تحركه الفضائح اليومية التي تعج بها الصحافة والأخبار والدعايات الانتخابية، إذ هو في المحصلة النهائية ضحيتها المباشرة؟ ألا يزعجه الكذب العلني الذي يُطلقه من حَكَمَ العراق بالحديد والنار، واستفرد بالشعب عمق ونشر الطائفية السياسية المقيتة يومياً، أن يدعي بلقاءات صحفيه وتلفزيونية أنه يريد إنقاذ العراق من الطائفية والفاسدين، وهو أول الطائفيين والفاسدين؟ ألم يعد يشعر هذا الشعب بأن هناك من يريد الضحك على ذقنه، كذلك الذي ادعى بالبصرة أنه رأى في منامه فاطمة الزهراء تناديه وتدعوه إلى ترشيح نفسه؟ وهناك آخر ادعى أنه رأي النبي في المنام يدعوه للترشيح للمجلس النيابي! هل أصبح هذا الشعب بهذه الجهالة والتخلف بحيث يمكن أن تمر عليه مثل هذه الخرافات الشريرة والبائسة؟ هل تمكن الحكام الأوباش من تركيع هذا الشعب “العظيم!” لإرادتهم ورغباتهم ومصالحهم بحيث لم يعد يعرف إرادته ومصالحه ورغباته؟ ألم يعد هذا الشعب يميز بين الخير والشر، بين الصالح والطالح؟
خرج علينا واحداً من حكام العراق المتميز بعنجهيته، ليسرد على الشعب العراقي في واحدة من القنوات العربية الطائفية، بأنه يريد العودة ليحكم العراق باسم الأغلبية، ليتسنى له ولحزبه الدوس على ما تبقى من كرامة الناس وحقوقهم المغتصبة، ثم يدعي كذباً وزرواً أنه قد تعلم ومن معه من السنوات المظلمة والعجفاء المنصرمة التي حكم فيها العراق؟ ولكن، هل تعلم من الماضي حقاً؟ كل الدلائل تشير إلى غير ذلك! لو كان قد تعلم من الماضي لانزوى جانباً واسدل ستارة سميكة على تاريخه السياسي الذي تميز بالكثير من الدماء والدموع والفساد والموبقات والطغيان وحكم قراقوش وأجهزة الأمن والقوات الخاصة، وكلها قد حصلت وما تزال تحصل باسم الدين. ولم يكن أمام القلة من الناس، التي وعت وأدركت ما يجري بالعراق فهتفت في ساحة التحرير وساحات أخرى بالعراق، بصوت واحد وصل إلى عنان السماء: “باسم الدين باگونة الحرامية، باسم الله هتكونة الشلایتية؟ فهل سمع بقية الناس بالعراق هذا الهتاف العادل، وهل أدركوا كنهه؟ من يتابع الحملة الانتخابية الجارية وما فيها من فضائح، يعرف أمراً واحداً ومهماً إن الذين حكموا العراق وأتباعهم لا يريدون الإقرار بما فعلوه بالعراق، بل يسعون وبكل السبل غير المشروعة مواصلة ما فعلوه حتى الآن ويصرون بشكل جنوني على إبقاء القوى الطائفية والفاسدة على رأس السلطة ومجلس النواب والدولة الهشة .. الخ.
إلى متى، أيها الشعب “العظيم!”، تقبل بمثل هذه الأوضاع الرذيلة والحكام الأراذل، متى تشعر بأنهم يهدرون يومياً وفي كل ساعة كرامتك ويسرقون حقوقك ولقمة عيشك، إلى متى تقبل أن تعيش في رثاثة سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية لا مثيل لها في جميع ارجاء العالم، وفي “شبه دولة” تملك من الثروات ما قل مثيلها؟ هل يمكن ألّا تهزك كل هذه الكوارث والمآسي والفضائح والموت والبؤس والفاقة والسبي والاغتصاب التي عشتها منذ 15 عاماً؟ ألا يكفي ذلك؟ هل نسيت أيها الشعب انتفاضاتك ووثباتك ضد من صادر حقوقك وحرياتك ولقمة عيشك؟ هل أنت شعب منسي أم نسيت نفسك وحاجاتك ومصالح وغابت إرادتك؟ ـرك الأمر لحصافة كل فرد بالعراق ليحدد وضع الشعب العراقي في هذه المرحلة المريرة من تاريخ العراق الحديث!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *