الكاتب : شُبّر عبد الوهاب
—————————————
القانون الدولي وحقوق الانسان (خرقة) مزقتها غزة
لطالما سمعنا ودرسنا في المدارس ولسنوات طويلة عن أكذوبة اسمها القانون الدولي ومنظمة الامم المتحدة ومجلس الامن وحق الشعوب في العيش وتقرير مصيرها كُنا نُحاسب من قبل اساتذتنا عن أهداف الامم المتحدة وكيف تسعى لحل السلام والحفاظ على السلم والأمن الدوليين بواسطة أحد اهم أجهزتها مجلس الامن .. أنا كباحث في العلوم السياسية وتخرجت من هذا الكلية كنا ندرس وطوال فترة البكالوريوس بكتب كبيرة عناوينها تلمع بالقانون الدولي وعن سطوة مجلس الامن ما أن بدأ يكتمل نضوجنا بدأنا نفهم ان هذا العبارات والشعارات ما هي الا أكذوبة كبيرة قد أنطلت علينا ونحنُ كنا نصدق بها ..
غزة اسقطت الاقنعة ..
غزة هي من كشفت كل ذلك التستر خلف قناع الحقوق والحريات غزة هي من واجهت هذا الدمار بمفردها غزة هي التي علمتنا أن شعوب العالم الحر لم لن تقبل بهذا الجرائم وأن حكوماتنا العربية عاجزة بل راضخة لدولة اخترقت القانون الدولي وحقوق الانسان من أوسع أبوابه اسرائيل هي مثال بارز عنوانه الكبير ( الجريمة والاستهتار ) غزة هي من تبرعت ان تقف أمام هذا الطغيان والعبث في الانسان عندما اشاهد الفيديوهات المنتشرة عبر الانترنيت عن جرائم هذا الكيان المجرم أشعر أن كرامتي كانسان قد محيتُ ومحقت فأي كرامة بقيت وانا عاجز أن أمنع اشلاء الاطفال أن لا تتطاير في سماء غزة الحزينة واي كرامة وأن اصحوا على مشاهد الدم اليومية وطابور الجثث الذي ينتظر دوره في الدفن أن كرامتنا مسحوقة بأرجال الكيان المجرم الذي بات يعبث في الارض الفساد
الضمير العربي في سبات ؟
علمونا في المدارس وفي الجامعات ان ضمير الانسان العربي مقدس وأن الوحدة العربية هي الحل المطلق لجميع مشاكلنا وأن لا خلاص من هذا المنحدرات الا بتوحدنا وأن كمواطن عربي وعراقي أسال أين هذا الضمير من هذا البشاعة التي تفعلها أسرائيل اين صوتنا الصادح بقضية العرب الاولى كما تزعمون أين اقلامكم على اقل تقدير أين أصواتكم المنادية بحق الشعب الفلسطيني المغصوب أين حكوماتكم التي لا نريد منها أن تقاتل لأنها ليست اهلًا لذلك بل ببساطة موقف موحد لكل الدول العربية وأن أضمن لكم أن المعادلة ستنقلب بعد رؤية حكوماتكم موحدة بشأن القضية الفلسطينية أن هذا الضمير هو أكذوبة أخرى قد انطلت علينا جميعًا أن هذا الضمير هو ضمير مسحوق
أمريكا والدعم اللامتناهي للكيان ؟
في كل حدث دولي أنساني تظهر الولايات المتحدة الامريكية بحقيقتها التي اخفتها عنا وسوقت لنا أشكال أخرى تارةً بمفاهيم الديمقراطية وتارةً بالحريات والحقوق وتارةً بدعم الجماعات المجرمة والان قد تجلى هذا الدعم واضحًا بدعمها المستميت عن الكيان الصهيوني المجرم الدعم وبكل الاصعدة بالسلاح والمال والتكنلوجيا ان الخبراء يعرفون جيدًا أن دولة بحجم وقدرات اسرائيل لن تستطيع ان تصمد طويلًا في اي حرب لولا دعم الولايات المتحدة لها بملايين الدولارات وعلى حساب من على حساب الابرياء من الشعب الفلسطيني وشعب غزة ؟ وأمام عجز واضح للقانون الدولي عن ايقاف ما يحدث من جرائم بشعة بالتاريخ الانساني ولو أخذنا نظرة بسيطة عن القوانين مثل بنود القانون الدولي الإنساني وبنود القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وباقي المؤسسات القضائية الدولية لشاهدنا ان كل هذا المؤسسات تدين كل ما تمارسه إسرائيل في حق الفلسطينيين ولكن المشكلة تقف في تطبيق القانون الدولي على إسرائيل تكمن في الهيكلية الحالية التي يقوم عليها مجلس الأمن بوصفه الجهة الوحيدة التي يمكنها استخدام القوة في فرض القوانين الدولية حيث تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لحماية إسرائيل حق النقض الذي يعطي الاشارة الخضراء لهذا الكيان بقتل الاطفال والنساء والكبار في السن حق النقض التي لا تريد امريكا أن يقف مسلسل الدم الجاري
غزة فرصة لولادة قانون دولي جديد ؟
هذا ما قاله البروفسور ايفريستو بينييرا الأكاديمي في قسم العلوم السياسية بجامعة جنوب إفريقيا إن ما يحدث في غزة حاليا “ليس موتا للقانون الدولي، بل فرصة لولادة قانون دولي جديد متحرر من الاستعمار” وهنا استذكر كلمة الامين العام للأمم المتحدة “حتى الحرب لها قواعد” عبارة قالها الأمين العام أنطونيو جوتيريش، خلال واحد من اجتماعات مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة حتى هذا العبارة لم تعجب امريكا واسرائيل وقد حاججوا بها المجلس وامتعضوا منها نستنتج في النهاية ان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل لا تعير اي اهمية للقانون الدولي وتضربه عرض الحائط وأن الكيان المجرم الذي يقتل الاطفال يوميًا قد أخترق القانون والحقوق بل سحقها تمامًا وان القانون الدولي عاجز بل هو في سبات عن ما يحدث وان هذا القانون يمتطيه الاقوياء على حساب الضعفاء والمهمشين وأن فرصة ولادة قانون دولي جديد يخرج من سيطرة الولايات المتحدة هو حلًا لا بُد منه
أن اسرائيل شر مطلق وهي ترى ان الحرب القائمة حرب وجود لا حدود لذلك لابد من ايقافها وأن كانت التكلفة ثمينة ..
شبر عبد الوهاب _ كاتب وباحث سياسي عراقي